بعد إنعقاد جولة جنيف التفاوضية الرابعة، بين ممثلين عن الحكومة السورية ومنصات المعارضة، برعاية الأمم المتحدة، وبتنسيق من موفدها الخاص ستيفان دي ميستورا الذي ” أظهر المحاباة والتحيز ضد المعارضة الداخلية السورية” برأي مجموعة حميميم المعارضة، “موقع المرده” التقى المعارض وعضو الوفد المفاوض مازن بلال في دمشق، للإطلاع منه على حقيقة موقف الأخيرة مما يحدث، ورؤيتها لمستقبل سورية المرتجي، والى متى سيستمر الصراع المسلح.
حسان الحسن-
يؤكد بلال أن الروس لن يقدموا على تحقيق الحسم العسكري في سورية، قبل موافقة الأميركيين على ذلك، وحتى الساعة لم يتبلور الموقف الأميركي النهائي في شأن الأزمة السورية، ولايزال التوازن الدولي مفقوداً أيضاً، لذلك ستشهد سورية مرواحة في الميدان في المدى المنظور، برأي بلال.
ويعتبر أن للميدان تأثير كبير في قواعد تحكم العملية السياسية، ولكن في حال حدوث تغيراتٍ كبيرة في موازين القوى على الأرض ليس الا، لافتاً إلى أنها تميل لمصلح الدولة السورية، لأنها تملك القوى العسكرية المنظمة، ولكن هذا لا يحسم مستقبل العملية السياسية، لانها ترتكز على سيناريوهات وتوزنات إقليمية ودولية.
وعن صراع المناطق الآمنة: يشير بلال الى أن هذا الطرح حمله مؤخرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهناك محاولة لإدخال الأردن وتركيا على خط هذا الصراع، ولكن حتى الساعة لايزال غامضا، فالمناطق الآمنة هي مناطق نفوذ في نهاية المطاف، وتشبه الى حدٍ كبير بالمعنى العسكري، الحزام الأمني الذي أنشأته “إسرائيل” في جنوب لبنان إبان إحتلالها له، مؤكداً ألا يمكن أن تنسحب هذه التجربة على الأراضي السورية، في مناطق تشهد صراعات مسلحة بين قوىٍ ضعيفة متناحرة، ومعتبراً أن من الممكن إنشاء مناطق عمليات وما شاكل، لا أكثر.
ويسأل من سيقوم بحماية “المناطق الآمنة” القوات الأردنية أو التركية مثلاً، وهل بوسعهما تنفيذ هذه المهمة؟
ويرى بلال أن بالرغم من جدية الطرح سواء كان في الجنوب او الشمال السوري، هناك مشكلة في آليه التطبيق، أضف الى ذلك أن الروس غير موافقين على إقامة أي “مناطق عازلة” بدون موافقة الحكومة السورية، وهذا الأمر غير متوفر راهنا.
وعن آخر المستجدات الميدانية، خصوصا في ريفي حلب ودمشق، لاسيما بعدما استعادت القوات المسلحة السورية من تنظيم “داعش” 29 بلدة في الشمال الشرقي من مدينة حلب، كذلك بعد وصولها إلى تماس مع مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي ضمن “قوات سوريا الديمقراطية”، يرى بلال أن الهدف الأساسي والملموس واقعيا، من التوسع العسكري السوري المذكور، هو قطع الطريق على الأتراك من التقدم نحو منبج والرقة، رافضا الغوص في الكلام عن تفاصيل اتفاق سياسي بين القوى الدولية والاقليمية الفاعلة على الأراضي السوري، لاسيما بين واشنطن وموسكو.
أما بالنسبة لريف دمشق، يشير الى أن تركيز القوات الحكومية ينصب حاليا على استعادة منطقة القابون، لانها نقطة حساسة جدا ومتصل بدمشق وجوبر وبرزة في الغوطة الشرقية، وهي آيلة نحو الحسم العسكري، خصوصاً أن المسلحين المنتشرين فيها، تابعين “لجبهة النصرة” المصنفة إرهابية، أضف الى ذلك، فقد تم إخراج غالبية المدنيين منها في الأسابيع القليلة الفائتة، متوقعا خروج المسلحين الى أدلب، على غرار ما حدث في مع مسلحي الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
أدلب الى أين؟
يلفت بلال الى أن المجموعات المسلحة في “عاصمة التكفيريين” تقوم بتصفية بعضها، كذلك يستهدفها الطيران الروسي وطيران التحالف الأميركي لإنهاكها، متوقعا تكرار السيناريو الذي حدث في طرابلس في شمال لبنان في العام 1985، حين قامت حركة التوحيد الإسلامي بتصفية الفصائل المسلحة المناهضة لها، بعدها دخلت القوات السورية الى عاصمة الشمال، ثم الى جبال الضنية، وطردت التوحيد، وأجهزت على آخر البؤر المسلحة التابعة لمنطمة فتح والأخوان المسلمين آندأك، مؤكدا ألا مستقبل للفصائل المسلحة إلا في ظل الفوضى.
– موقع المرده-