أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ريفي يفاوض “المستقبل”.. أريد حصتي

على الرغم من عدم وضوح شكل القانون الانتخابي الذي ستجري على أساسه الانتخابات النيابية في لبنان، إلا أن إجراء هذه الانتخابات صار أمراً مسلماً به عند كل الأطراف السياسية. ولذلك بدأت بعض القوى السياسية بـ “تزييت” ماكيناتها الانتخابية، وتحضيرها، لإطلاقها في القريب العاجل.
وبالرغم من أن الصورة الانتخابية لا تزال ضبابية في مختلف المناطق اللبنانية، بدت هذه الصورة في الشمال اللبناني وتحديداً في مدينة طرابلس مختلفة، مع حراك انتخابي بدأته بعض القوى السياسية، فيما كانت أولى الاشارات الانتخابية وأبرزها إعلان الرئيس نجيب ميقاتي نيته “تشكيل لائحة خاصة”، مستبعداً امكانية تبلور أي تحالفات في القريب العاجل”. كذلك فإن الصورة باتت أوضح، في المعركة التي تدور بين الحليفين السابقين، “المستقبل” من جهة، والوزير السابق أشرف ريفي من جهة ثانية، وهي التي تشهد ترقبا لما سيصدر عنها من نتائج، سيكون لها تأثير مؤكد على وزن “تيار المستقبل” السياسي في الفترة المقبلة.

ريفي يطلق ماكينته الانتخابية
قبل نحو خمسة أيام، أجرى مدير مكتب أشرف ريفي، اتصالات بعدد من المفاتيح الانتخابية في طرابلس، وعلى ضوئها عُقد اجتماع كبير ضمّ ما يقارب 150 شخصاً من الماكينة الانتخابية التي خاض بها ريفي الانتخابات البلدية الأخيرة في طرابلس، وجرى خلال الاجتماع اعلام المندوبين بالتحضيرات الجارية لاطلاق الماكينة الانتخابية للمعركة النيابية القادمة.
وبحسب المعلومات فإن ريفي سيطلق ماكينته الانتخابية خلال احتفال سيقام في طرابلس في آذار المقبل، وبات واضحاً من حجم تحركاته أنه لن يتراجع عن ترشحه للانتخابات النيابية القادمة، بل إنه ذاهب الى خوضها في مجمل الدوائر الانتخابية على صعيد كل لبنان، وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف، يأتي على رأسها “إثبات حجمه الانتخابي وحضوره السياسي الذي يتعدى طرابلس الى كل الشمال وكل لبنان”، و”ثانياً اظهار حجم خصمه “تيار المستقبل” وإثبات تراجع شعبية التيار على صعيد الطائفة السنية، ليس فقط في طرابلس، بل في كل لبنان، وهو ما يعتبره “التيار الأزرق” تحدياً له في عرينه الانتخابي ومحاولة لكسر حضوره وخفض عدد كتلته النيابية”.

..ويفاوض المستقبل
على ضوء ذلك باتت كل المؤشرات توحي أن طرابلس ستكون أمام أم المعارك الانتخابية، في حال بقيت الصورة الانتخابية المرسومة على حالها، إلا أن مصادر طرابلسية أشارت لـ “موقع العهد”، أنه بالرغم من كل تلك الانفعالات بين الأطراف فقد “بدأت القيادات السياسية في طرابلس بجوجلة حقيقية لصورة التحالفات القادمة، وقد عقدت العديد من الاجتماعات فيما بينها وبين العديد من الأفرقاء، فيما يبقى الأبرز على طاولة البحث بين هذه القوى هو ما جرى بلدياً ويجري حالياً وما ستؤول اليه الأمور بين “المستقبل” وريفي”.
وبحسب ما كشفت معلومات خاصة بـ “موقع العهد”، فإن “اجتماعات بعيدة عن الأضواء تجري بين ريفي و”المستقبل”، حيث يحاول من خلالها الأخير، إعادة ريفي الى كنفه، وتجنّب معركة انتخابية لن تكون نتيجتها مضمونة لصالح “المستقبل” وهو ما يبدو صعباً للغاية حيث تبرز مطالب ريفي الكبيرة، والذي يحصر عودته الى الحظيرة الزرقاء، بأن يكون له كتلته النيابية المؤلفة من خمسة نواب، حيث يكون هو نائبا عن طرابلس، فيما يختار أربعة مرشحين في المنية الضنية وعكار”.
وبحسب مطلعين على “المفاوضات”، فإنه:”من الصعب أن تؤدي الاجتماعات الجارية الى “إصلاح ما أفسده الدهر” بين ريفي و”المستقبل”، وما من صيغة يجري تداولها حالياً يمكنها أن تعيد جمع الطرفين المتخاصمين، لسببين، أولهما ان “المستقبل” غير قادر على مجاراة ريفي بمطالبه، وثانياً أن شخصيات ومرشحين في المنية والضنية وعكار بات لهم حضورهم الذي لا يمكن للمستقبل تجاوزه في الانتخابات المقبلة”.

ثلاث لوائح في طرابلس
وعلى ضوء هذه الوقائع تتكشف مدى صعوبة المعركة المقبلة في طرابلس، خاصة بين ريفي والحريري، كونهما يتنافسان على أرضية شعبية واحدة، فيما يبقى المستفيد الوحيد من هذه المعركة هو الرئيس ميقاتي.
ويضع مصدر شمالي سيناريوهين للمعركة‘ الأول: ان يحصل تحالف بين مختلف مكونات طرابلس (الحريري- ميقاتي- الصفدي – كرامي) وهو أقرب الى الواقع، كون الأرضية المشتركة بين هؤلاء موجودة ومهيأة بينهم، فيما يبقى ريفي يغرّد وحيداً في الطرف الآخر، في إعادة رسم صورة التحالفات التي جرت في الانتخابات البلدية الأخيرة.
أما السيناريو الثاني فيتحقق في حال قرر كل طرف تشكيل لائحة خاصة به، عندها سيكون التحالف الأقوى بين (ميقاتي- الصفدي – كرامي) وهو ما بات يعرف بالتحالف الثلاثي، وعامل القوة لدى هذا التحالف هو تشتت قوّة منافسيه، من خلال تشكيل كل من الحريري وريفي لائحته الخاصة، ما يعني أنهما سيتنافسان على صوت واحد، وبالتالي انقسام ارضية “المستقبل” بين الاثنين.
اذاً بدأ “صرير” الماكينات الانتخابية يسمع بشكل واضح في طرابلس، ومن الآن حتى موعد هذه الانتخابات ستكون هذه الانتخابات هي الشغل الشاغل للطرابلسيين، لكن تبقى الأيام المقبلة وما سيكون عليه قانون الانتخاب، فترة كافية لاتضاح الصورة بشكل أكبر وتبيان معالمها، وليس بمقدور أحد من المتابعين، استبعاد المفاجآت على مستوى التحالفات.. وامكانية قيام خلطة من خارج ما هو متوّقع.

المصدر: العهد