سأصومُ من أجل من صوّمتهم الحياة قهراً عن رغيف خبز فناموا في خيمة اللجوء، وبقي الجوع يحرس باب الخيمة…
مخيم للاجئين السوريين في البقاع
سأصومُ من أجل من صوّمهم “الزعيم” عمداً ليقرعوا بابه طالبين صحن طعام في الصباح، منتخبين اسمه في المساء…وبقي الوطن مهاجراً عن ابناءه…
سأصوم من أجل “رجال الدين”، وأنا منهم، الذين صوّموا المؤمنين عن خبز السماء، فراحوا الى موائد الاغنياء الشهيّة يلتهمون بإسم الدين طعام الفقراء، وبقي معجن البرشان فارغاً…
البابا وحثّه الدائم للكرادلة والكهنة عيش الفقر
سأصوم من أجل “العلماء” الذين اكتشفوا علاجاً لكنّهم يصوّمون المرضى عن الصحة، عبدوا المال، وبقي الانسان فريسةَ المرض والدواء والانسان…وبكت العذراء مجددا على يسوع المصلوب على خشبة المال…
سأصومُ من أجل “قادة الدول” الذين صوّموا الكثيرين عن عمل، عن سفر، عن حلم، عن لقاء أحبّة، عن سلام، لأن أمنهم قبل إيمانهم… فبقي لعازر الفقير سبعة دهور عند بابهم يلقح الظلمُ والاستبدادُ جروحَه …
أمم (متحدة)
سأصوم من أجل من “غسل أدمغة” شبابنا وبناتنا بماء التزمّت فوضع فلان صورة المسيح على السلاح وقاتل ليحرر، ولصق أخر آية اسلامية على خنجره ونحَر اعناق الاطفال لأسلمة الاخرين… وبقي الدين مصنعاً للارهاب، وحمَلت الشياطين أشلاء البشريّة الى لسيفوروس…
سأصوم من أجل “باعة المخدرات” وهم يسكنون القصور التي بُنيت على جرعة زائدة لشاب ماتَ في العشرين… باعة مخدرات يسكنون قصوراً بُنيت على دموع أهل باعوا كل شيء لانقاذ ابنتهم من الادمان وها هم: الاهل والابنة تحت الجسر اليوم، يدمنون معاً على الدموع والقهر… وبقي البائع الاكبر على شرفته يدخّن غليونه على جثث الشباب… البارحة قدّم هذا الاخير مالاً لبناء جامع وكنيسة…
سأصومُ من أجل من طرد زميله من العمل ليترقّى على حساب فقر زميله.
سأصوم من أجل من دخل حياة زوجية ليزني على سرير أطفال الزوجين.
سأصوم من أجل من غش أخاه ليرث أكثر منه…
سأصوم من أجل من ترك حبيبته من أجل المال والشهرة… وبقيت الانسانية تنزف على صفحات الحياة…
سأصوم من أجل كل هؤلاء ليتوبوا، ليحترقوا بنار الروح القدس، روح الله…
سأصوم من أجل كل هؤلاء لكي يحطّم “كرباج” المسيح هياكلهم وأصنامهم ومالهم وتجاراتهم ورذائلهم…
عندها سيزهر الرماد على جبيني أنا ايضاً: نوراً وحبّاً. وسأسمع حتماً أم البشريّة مريم تهتف بأعلى صوتها: ولدي قام! حقاً قام!
المصدر: الصفحة الخاصة للاب فادي روحانا