أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


بيار رفول في حفل العشاء السنوي لنادي “الشبيبة العاملة” – بلاط: نحن بصدد التفاهم مع “حركة أمل”..

خطاب القسم قاطع مثل السيف ونؤكد أمامكم أن هذا الخطاب سيُطبّق

مقتطف من حديث وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول في حفل العشاء السنوي لنادي “الشبيبة العاملة” في بلاط في مطعم بيبلوس بالاس السياحي:

  • نحن في السلطة بتوافق وطني دون نزعة انتقام أو عزل لأحد وليس لخدمة الذات وإلا نكون مجرمين أوّلاً بحقّ الشهداء وبحق النّضال
  • ما نريد اليوم هو مشروع بناء الوطن وليس مشروع سلطة
  • أمّن التفاهم مع “حزب الله” القوة للبنان، ومع “القوات اللبنانية” تمّ كسر الفراق وكرّسنا الوحدة المسيحية كمدخل للوحدة اللبنانية
  • أنجزنا تفاهماً مع “تيار المستقبل” أدى الى تحصين الجمهورية وأعدنا الشراكة للوطن
  • نحن بصدد التفاهم مع “حركة أمل”، وسنُكمل الحوار مع الجميع دون استثناء، أفراداً وأحزاباً وجماعات، لا سيّما “المردة” و”الكتائب”…
  • خطاب القسم قاطع مثل السيف ونؤكد أمامكم أن هذا الخطاب سيُطبّق، وهو سيضع حداً للفساد والفاسدين والسماسرة… 

برعاية وحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول أقام نادي “الشبيبة العاملة” في بلاط برئاسة فادي القوبا حفل عشائه السنوي في مطعم بيبلوس بالاس السياحي بمشاركة نواب قضاء جبيل: سيمون أبي رميا، وليد خوري وعباس هاشم إضافة الى سيادة المطران ميشال عون ممثّلاً بالقيّم الأبرشي فادي خوري، الشيخ أحمد اللقيس ممثلاً إمام المسلمين في جبيل الشيخ غسان اللقيس، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس بلدية بلاط وتوابعها أندريه نعيم القصيفي وأعضاء المجلس البلدي، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لامتياز كهرباء جبيل المهندس ايلي باسيل، عميد جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا الدكتور طارق صادق، منسق التيار الوطني الحر في القضاء طوني أبي يونس، منسق قضاء جبيل في القوات اللبنانية شربل أبي عقل، رئيس قسم الشكاوى في المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي العميد ميلاد الخوري، مسؤول التيار الوطني الحر في بلاط ايلي دياب، رئيس النادي فادي القوبا والأعضاء ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من الفعاليات السياسية والإجتماعية.

rafoul (1)

بداية، النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة عريفة الحفل يولا رزق وكلمة ترحيبية لرئيس النادي فادي القوبا بالإضافة الى كلمة رئيس البلدية اندريه القصيفي مؤكداً الثقة بعهد الرئيس ميشال عون “كقيامة جديدة للوطن ستعيده الى سابق عهده في التميز والنجاح” ومرحباً بدوره بالوزير بيار رفول.

ثمّ استهل الوزير رفول كلمته بشكره نادي “الشبيبة العاملة” في بلاط على رعايته الحفل معتبراً أنها المرة الأولى التي يأتي بها الى المنطقة بصفة وزير وهي صفة مؤقتة، في حين أن الصّفة الدائمة والمحبّبة الى قلبه تبقى صفة المناضل. وقد تزامن الاحتفال مع مناسبة عيد مارون، الذي قال عنه الوزير رفول أنّه القديس الوحيد الذي سُمّيت طائفة على اسمه، وهو الذي عاش في منطقة في شمال سوريا تُعتبر الى جانب انطاكيا مهد المسيحية. وهو قديس عاش في العراء الى جانب الناس مكرّساً نفسه في الخدمة العامة. وتحتوي هذه المنطقة، الممتدّة على مساحة الف كيلومتر مربّع على 800 كنيسة من أجمل كنائس العالم هندسة ومنها كنيسة مار سمعان العامودي ذات المساحة 12 الف متر مربّع. وقد اضطهد المسيحيون هناك حتى جاء الإمبراطور قسطنطين سنة 313 حيث أصدر براءة حرّر المسيحيين من الخوف والإضطهاد ومن يومها بدأوا بتشييد الكنائس. وفي العام 2008، تمت الزيارة الأولى لنا الى براد والتي كانت تحمل هدفاً. ففي العام 1990، وضع سينودس خاصّ بلبنان وهي رسالة كتبها البابا القديس يوحنا بولس الثاني وهي موجّهة للبنانيين وبالأخصّ للمسيحيين استناداً الى الفصل الذي نصّ على ما يلي: “على المسيحيين أن يتفاعلوا مع محيطهم المشرقي وأن يعيشوا مع إخوانهم المسلمين في السّراء والضّراء”. هذا الفصل تمت طباعته من قبل التيار الوطني الحر ثلاثين نسخة وقرّرنا أن تكون هذه إحدى مبادىء التيار الأساسية للتفاعل مع المنطقة حيث أطلق العماد عون يومها مسألة “المشرقية”.

فالمشرقية تعني توسيع مدى وجودنا، في العودة الى الجذور والتمسك بالأرض جنباً الى جنب مع إخواننا المسلمين حيث تعايشنا معاً لمدة 1400 عام. أما السنين الصعبة بين بعضنا البعض فكانت شواذاً، وتبقى القاعدة هي الشهادة على التعايش والتلاقي فيما بيننا.

نحن حالة خُلقنا في كنف الجيش اللبناني وتعلّمنا منه الشّرف والتضحية والوفاء. والنضال بالنسبة لنا هو خيار حياة، ناضلنا وكافحنا حتى استطعنا الوصول الى ما نحن عليه. إنّ الفكر لا يُنتج دون إرادة والحلم يبقى حلماً دون جهد كي يُصبح حقيقة، والنضال ليس مجرّد كلام بل هو فعل يومي لأي كان في أيّ منصب سواء  سياسيّ أو عسكريّ أو إنساني… نحن كنّا في مرحلة نضال حيث كان الوطن مفكّكاً، خضنا حالة بأصعب الظروف مع العماد ميشال عون سنة 1988 الذي رفع شعار “لبنان القوي” وشعار “لبنان أكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم” طالباً منا عدم الخوف لأنّه سيكون المدافع عن الوطن. وقال الوزير رفول أنّه في العام 1989 كان الجيش اللبناني مكوّن ثلثه من المسيحيين وثلثين من المسلمين. وهو كان يدافع عن لبنان انطلاقاً من بعبدا، دون أن تحصل عمليات هروب لضباط أو أفراد عن أداء الواجب. هذه الحالة الوطنية التي انوجدت لم تنتهِ حيث أتى دور الشباب لإكمال المسيرة. وفي آخر مؤتمر في باريس في 3 شباط يومها أعلن العماد عون عن العودة القريبة التي حصلت بعد نفي دام 15 عاماً. وهي عودة أرادها العماد عون لمدّ اليد الى كل اللبنانيين لأن مكتسبات السيادة والحرية والإستقلال لا يمكن المحافظة عليها دون وحدة وطنية. وعندما عُدنا بعد 13 عاماً ونصف من القهر والعذاب والترغيب والترهيب تمّ عزلنا الى أن ظهرت عظمة الحالة العونية في صندوق الإقتراع باختيار العماد عون زعيماً وقائداً لها. ونحن اليوم في السلطة بتوافق وطني دون نزعة انتقام أو عزل لأحد وليس لخدمة الذات وإلا نكون مجرمين بحقّ الشهداء وبحق النّضال. النّضال في العالم كلّه تنجزه القلّة ويستفيد منه الكثيرون وهذه هي عظمة النّضال. ما نريد اليوم هو بناء وطن لأن مشروعنا هو الوطن وليس مشروع سلطة. يجب تكريس السّلطة اليوم للوطن لأنّه عندما يتحوّل النّضال الى مصلحة أو المركز الذي تتبوؤه الى مصلحة ينتهي النّضال، لأنّ المركز مؤقت وهو وثبة للنّجاح.

نحن في العام 2006، كان الأفرقاء السياسيون جميعهم مع المقاومة في إطار “التحالف الرباعي” الذين قاموا بعزل التيار. فقمنا بحوار مع المقاومة أدى الى تفاهم ظُلمنا على أساسه وهو لم يوجّه ضدّ أحد. وأورد الوزير رفول قصة حصلت في برنامج “حكومة الظّل” لمارسيل غانم التي شارك فيها الجميع ومن بينهم ممثّلين عن التيار الوطني الحر الذي قام أحدهم بالمبادرة في كتابة “البيان الوزاري”. وعند قراءته صفّق له النائب مصباح الأحدب دون أن يعلم وسواه أنّه قرأ عليهم “وثيقة التفاهم” مع حزب الله.

أمّن التفاهم مع “حزب الله” القوة للبنان، ومع “القوات اللبنانية” تمّ كسر الفراق وكرّسنا الوحدة المسيحية كمدخل للوحدة اللبنانية، وأنجزنا تفاهماً مع “تيار المستقبل” أدى الى تحصين الجمهورية وأعدنا الشراكة للوطن، ونحن بصدد التفاهم مع “حركة أمل”، وسنُكمل الحوار مع الجميع دون استثناء، أفراداً وأحزاباً وجماعات، لا سيّما “المردة” و”الكتائب”… لأن الهدف جمع مكوّنات الوطن لأنّ الوحدة اللبنانية لا يمكن تحصينها إلا بتلاحمنا.

لقد أصبح لدينا رئيس وهو “بيّ الكلّ”. تاريخه نضال وفروسية وحاضره شاهد على تاريخه. تعهّد أمام الجميع منذ ثلاث سنوات أنّه لن يسمح للبنانيين بالبكاء، وخطاب القسم قاطع مثل السيف ونؤكد أمامكم أن هذا الخطاب سيُطبّق، وهو سيضع حداً للفساد والفاسدين والسماسرة. ومن وحي خطاب القسم، أصبح لدينا أمن واستقرار ولأول مرة حصل تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية ، والقضاء يقوم بواجبه وهو لديه تعليمات من الرئيس بأداء دوره بعيداً عن التدخلات السياسية. وقد تمّ إقرار مرسومي النفط في أول جلسة للحكومة في مسار يتّجه نحو المناقصة والعروض. لدينا في البحر الى حد الآن 1700 مليار دولار وهي ملك للبنانيين في إطار صندوق سيادي للأجيال القادمة وليس لإيفاء الدين إنما من أجل القيام بمشاريع انتاجية واستثمارات نطمئن من خلالها الى مستقبل الشباب كي يبقوا في وطنهم. فالشباب عزم وإرادة وإقدام، والثورات الكبيرة قام بها الشباب والثروة الشبابية هي حلم العماد عون كي تبقى في أرض الوطن دون أن نصدّرها الى الخارج. شباب لبنان دافعوا عن سيادته وتظاهروا من أجله وهم من يستحقون ثروته لإكمال المسيرة اللبنانية. وأعطى مثلاً عن فرانكو عندما أراد توحيد إسبانيا بإيقافه الحرب الأهلية حيث جمع الوزراء والمفكرين لتقديم اقتراحات ذات الصّلة. وقد اقترح أحدهم أن نصف الموازنة تُخصّص لدعم الرياضة ونشوء الأندية والملاعب كي يتم إعادة توحيد القرى المنقسمة وخلال سنتين تتعافى اسبانيا من جراحاتها… وهكذا حصل.

إن النادي هو الأساس بجمع اللبنانيين. فالوطن يُبنى من خلال البلدية، وأداء المختار، بالمعامل، بالمدارس، بالجامعات… وكل شخص في أيّ موقع هو مسؤول عن ورشة بناء الوطن، وهي حالة متكاملة مع كلّ اللبنانيين وتستمر معهم.

وختم الوزير رفول بأنّه يمكن أن نقول أمامكم والله وبكل فخر واعتزاز أننا أدينا قسطنا للعُلا بالمساهمة بتحرير لبنان دون أن يستطع أحد تركيعنا أو أن نمدّ يدنا لأحد. إن العماد ميشال عون بالنسبة لنا هو حكاية مجد وحكاية شعب ووطن نسردها لأولادنا وللأجيال المقبلة. ونحن الذين انخرطنا في هذه الورشة سنحمل وساماً على صدورنا بأننا كنا رفاق العماد عون في هذه المسيرة الطويلة التي توّجت بتحرير لبنان وبناء الدولة.

عشتم وعاش لبنان.