أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


يوم رافقنا الرئيس العماد إلى براد.. (شربل فرنسيس)

كنّا فرحين لأنّنا بجانب قائد مشى فمشينا معه دون تردّد، فنحن دومًا نثق بقراراته …
فرحنا لأنّنا في رحلة حجّ، فكرة جديدة لم تعرفها السياسة من قبل. 

brad-mar-maroun (4)

 فرحنا لأنّنا في بلدٍ كنّا بالأمس على خلافٍ معه، وها هو اليوم يُشرّع لنا الأبواب احترامًا لنا ولقائدنا، فرفعنا علمنا اللبنانيّ على أرضٍ ما حلمنا أن تطأها أقدامنا، ونحن من كنّا مُلاحقين لأنّنا رفعنا شعار ” حرية سيادة إستقلال” في وجه جيشها. 

brad-mar-maroun (1)

***
 فرحنا لأنّ السجاد الأحمر الذي فرشه ساستنا طيلة فترة الوصاية تملّقًا لأسيادهم، انتقل ليُفرشَ تأهيلاً بقائدنا، واحترامًا لمواقفه الصادقة، الجريئة.

brad-mar-maroun (2)

 فرحنا لأننا عدنا إلى الينبوع ننهل منه الإيمان الصّافي، دون استثمار سياسيّ رخيص كما يفعل البعض، ويومها أذكر بأنّ الأفواه الحاقدة ما توقّفت عن بثّ سموم حقدها الدفين. ورغم ذلك مضيت بقلب كبير، وفكرٍ صافٍ، وإيمان صلبٍ بربّك وبشعبك الذي ما خذلك يومًا. وقفنا معك على تلّة مار مارون، ومعك صلّينا بكلّ تقوى وإيمان، وطلبنا بحرارة وصدقً كي يبتعد عنّا الكأس المرّ الذي ما كان لأحدٍ أن يراه سواك.

brad-mar-maroun (3)

 تحمّلنا مشقّات الرحلة الطويلة، وعانينا تعب الطريق، ولفحتنا رياح الصباح الباردة، وشمس الظهيرة الحامية، وطوى الليل رداءه علينا ونحن في العراء… ولكن ما لانت عزيمتنا، ولا ضعفت إرادتنا، لأننا نثق دومًا بخياراتك، ونؤمن بصوابية قراراتك… فما أنسى كما لا ينسى الجميع كيف كانت الإبتسامات ترتسم على الوجوه، فتمسح غبار التعب عن وجه طفلٍ رضيع في أحضان أمّه، كما كانت تمسحها عن جبهة شباب ضجّت قلوبهم بحب الوطن وعماده، وعن شيب رجل عجوز حمل ما وهبه الله من حكمة العمر، ومضى غير آبه بسنيه الطويلة، فعشقه للقائد ليس وليد اللحظة أو الصدفة.

***
 اليوم، وبعد هذه السنوات التي مضت على رحلة العودة إلى الينبوع، نقول لك جنرال: كم كنت محقًّا كعادتك جنرال، وكم كانوا مخطئين…

*** 
 فبالله عليك عُد بنا إلى تلك الزيارة التاريخيّة، فاليوم بالذات بتنا نعلم قيمتها، ونفهم غايتها، نادِنا من جديد لنلبّي النداء، فنحن شعبك العظيم، ما خذلتنا يومًا لن نخذلك ابدًا… وما من أحد سواك قادر أن يعود بنا إلى الينبوع، قبل أن يجفّ، علّ من انتقدنا يومها يرافقنا في المسير، فيعود الينبوع ليتفجّر محبّة، ويزهر أملاً من جديد وإلاّ علينا وعلى وجودنا السلام…

المصدر: الصفحة الخاصة لشربل فرنسيس (Charbel Francis)