أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


رندلى جبور: القدس كما فلسطين كما العرب والعالم، سمعوا ما لم يسمعوه سابقاً

– تحدث بجرأة عن أمتنا النائمة (Audio – صوت المدى)

***

لم يقل وزير خارجية عربي يوماً ما قاله وزير خارجية لبنان جبران باسيل في جامعة الدول العربية، التي عقدت إستثنائياً في القاهرة للبحث في مسألة القدس.

باسيل تحدث بجرأة عن أمتنا النائمة، والحال التي وصلت اليه الأنظمة العربية، وكان الأكثر عربياً والأكثر صدقاً واندفاعاً في الدفاع عن القدس، لأنها القضية وعنوان الهوية.

قال باسيل بوضوح، إن القدس لا يمكن لدولة آحادية ولا مكان للآحادية بيننا، وكلنا نريد أن نصلّي في القدس، ولا يمكن أن نقبل بأن يمنعنا أحد.

وزير خارجيتنا أراد ان يكون حضور لبنان في الاجتماع العربي استعادة لعروبتنا الضالة بين سنة وشيعة، والمهدورة بين شرق وغرب، والمتلهية بصراع عربي – فارسي، والمدفوعة وهماً الى تخويف إسلامي – مسيحي متبادل، متطلعاً الى عروبة متطورة.

يقول باسيل:

نحن في لبنان لا نتهرّب من المواجهة والمقاومة حتى الشهادة، ارادتنا “غولدامئير” عند إحراق الأقصى عام 1969 أن نكون أمّة نائمة وحولّنا أنفسنا الى أمّة فاشلة، وأرادنا البعض أمّة غائبة، ومتلاشية ومنعدمة.. وذلك بانعدام الرؤية الواحدة بيننا..

غفوة نحن لا نرضاها، بل نوقظها بلبنانية فريدة، ونربطها بمشرقية واسعة، تتطلع الى عروبة متوقدة ومتطورة…

صرخة باسيل كانت عالية، وكتلك الصرخات لم يسبق أن إخترقت جدران العرب المجتمعين على التخاذل.

رفع الصوت..

هل يمكن للمصيبة ان تجمعنا.. قائلاً بوضوح قلّ نظيره: إمّا الثورة وإما الموت لأمة نائمة

يقول باسيل: القدس أم وأخت، شرفنا من شرفها، وهي تنادي وتستنجد بنا، فهل نخذلها، أم نستنهض هممنا لنُصرتها.. التاريخ لن يرحمنا، وأولادنا في المستقبل لن يشعروا بالفخر ممّا فعلنا.. والمرآة حين ننظر إليها سوف تنظر الينا باستحقار…

الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذلٍ، فإمّا الثورة وإما الموت لأمّة نائمة.

لم يكتف جبران باسيل بكلمة الى الضمير العربي إذا وُجد، بل هو طرح خارطة مكنة للتحرك فدعا أولاً الى القيام بالجهد الدبلوماسي لإستكمال سلسلة الدول المعترفة بفلسطين كدولة، وفعل ما يلزم لتكريس القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وباسيل سيتقدّم الى مجلس وزراء لبنان في أول جلسة له بطلب اتخاذ الإجراءات الثنائية والدولية اللازمة لذلك.

ودعا باسيل الى سياسة عربية موحدّة لإتخاذ إجراءات ردعية رداً على القرار الأميركي، وكل قرار مماثل، بدءاً بالدبلوماسية مروراً بالتدابير السياسية ووصولاً الى العقوبات الاقتصادية والمالية، بل أكثر من ذلك، دعا باسيل الى الإنتفاضة التي وحدها تحفظ ماء وجهنا، وتعيد حقوقنا.

فإمّا أن نتحرك الآن، والاّ على القدس السلام، ولا سلام.

القدس كما فلسطين كما العرب والعالم، سمعوا ما لم يسمعوه سابقاً، كلمة باسيل في القاهرة أحدثت هزة عربية على أمل أن يسمع النائمون ويستفيقوا..

المصدر: صوت المدى