أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


غلوريا بولو – العودة (7)

– عن البرهة الأجمل والأروع… وصلاة قروي فقير… وأعجوبة خلاص النفس والجسد

***

العودة

لكن عندما أُغلق كتاب حياتي، لا يمكنكم أن تتخيّلوا بما أحسست: كنتُ حقاً مرعوبة.

وجدتُ نفسي رأسي للأسفل، وأحسّ كأنني أنحدر نحو قبر. ثم هذا الشيء مفتوح الذي يشبه الحفرة، إني أقع فيها، ومرعوبة رحت أستنجد بجميع القديسين لينجدوني. لن تصدّقوا كميّة القديسين الذين رحت أسمّيهم: مار امبروسيوس، مار ايزودوروس، مار اغسطينس، الخ… لم أعرف حتى كيف سميّت الكثير، كمسيحية سيّئة التي كنته! لكن عندما أنهيتُ قائمة القديسين، مكثتُ بصمت…

شعرتُ بفراغ لا محدود، بألم وبخجل هائل، ثم أدركتُ أن ما من أحد بإمكانه نجدتي! وقلتُ في نفسي:”… وكل الناس، على الأرض، معتقدون أنني كنت قديسة… يأملون بموتي، لكي يطلبوا مني نعمة. أين أنا ذاهبة، الآن؟”

وجّهت عينَي إلى الأعلى، والتقيتُ عينا أمي، شعرت بكثير من الغمّ، حزن عميق، لأن كان مرادها أن تقلّني إلى يدي الله.

بحزن وألم عظيمَين، صرختُ إليها:” ماما، يا له من خجل! لقد دنتُ نفسي! أين أنا ذاهبة، لن أراكي أبداً بعد!”

لكن في تلك اللحظة، وهبها يسوع نعمة جميلة جداً: كانت أمي بلا حراك، وسمح لها الله بأن تحرّك الأصابع، دالّة بهم إلى الأعلى، وداعية إياي أن أنظر إلى فوق: نظرت، وها أنا خارجةً من ذاتي من عيون الغشاءات الجوية، وجع مرعب.

لقد كان العمى الروحي الذي سقط، وفي تلك اللحظة رأيتُ هناك: لحظة رائعة.

في يوم ما، أحد مرضاي، قال لي:” دوكتورة، أنا أشعر بكثير، بكثير من الألم، الكثير من الغم، من أجلك. لأنك شخص مادّي جداً. لكن في اليوم الذي قد تجدين نفسكِ في محنة ما، أو في وضع خطير، مهما كان الأمر، أطلبي من يسوع المسيح “أن يشفيكي بدمه، وأن تسأليه الغفران: لأنه لن يترككِ أبداً، أبداً، وقد دفع عنكِ دمه الخاص”.

لذا بخجل عظيم وحزن لا محدود، رحتُ أصرخ مستغيثةً:” يا رب! يسوع المسيح، الرأفة عليّ! سامحني، يا رب، سامحني! أعطني فرصة ثانية”!

كانت البرهة الأجمل، الأروع! لا أجد الكلمات لوصفها. لأن يسوع انحنى وانتشلني من ذلك القبر! رفعني وجلبني إلى مكان مستوٍ، وقال لي، بكثير من الحب:” نعم، سوف تعودين، وسيكون لكِ فرصتك الثانية…. ليس بسبب صلوات علئلتك، لأنه من الطبيعي أنهم يبكون ويصرخون لكِ، ولكن من أجلِ شفاعة كل الناس الذين لا تربطهم بكِ قرابة اللحم والدم: الذين بكوا، صلّوا، ورفعوا قلوبهم بكثير من الحب لكِ.

هل تعلمون ما رأيت؟ رأيتُ القوة العظيمة للشفاعة، إخوتي! أتعرفون كيف العمل لنكون دائماً في حضرة الرب؟ صلّوا كل يوم لأولادكم، لكن صلّوا أيضاً لأولاد الناس في العالم أجمع! صلّوا للآخرين! بهذه الطريقة ستكونون في حضرة الله كل يوم.

رأيتُ كيف كانت الآلاف والآلاف من اللهبات الصغيرة تصعد، بغاية الجمال، إلى حضرة الرب، كانت لهبات بيضاء صغيرة، باهرة، مليئة بالحب، كانت صلوات الكثيرين، كثير من الناس، الذين كانوا يصلّون لي، الذين انفعلوا بعد أن شاهدوا على التلفاز وفي الجرائد ما الذي حصل لي، وكانوا ينوحون ويقدّمون القداديس. الهديّة الأعظم التي بإمكانكم تقديمها لأحد ما في القداس الإلهي. ليس هناك شيء موجود أكثر فعالية، بإمكانكم مساعدة أحد ما، أكثر من القداس الإلهي. إنه أيضاً ما يقدّره الله الأكثر، يأن يرى أولاده يشفعون لقريبيهم، وأن ينجدوا أخوهم. القداس الإلهي ليس من صنع الإنسان، بل الله.

من بين تلك الأنوار الصغيرة، كان هناك واحد ضخم، بغاية الجمال: نور أكبر بكثير من كل الآخرين. هل تعلمون، إخوتي، لما أنا هنا؟ لماذا رجعت؟ لأن في أرضي يوجد قدّيس. نظرتُ بفضول، من أجل أن أعرف من يمكنه أن يكون ذلك الشخص الذي أحبني إلى هذا الحد، وقال لي الرب:” ذلك الشخص الذي ترينه هناك، هو شخص يحبكِ، كثيراً، ولا يعرفك حتى”. كشف لي أن الأمر متعلّق بقروي فقير، عاش في الجبال، في السيرّا نيفادا في ساينت مارتا.

كان هذا الرجل فقيراً جداً، لم يكن لديه شيء ليأكل. كل محاصيله كانت قد حرقت، حتى الدجاجات التي كانت له، قد سرقت من قبل رجال “guerilla warfare” هؤلاء الآخرين، حتى أرادوا أخذ ابنه الأكبر ليلتحق في خدمتهم. قطع هذا القروي كل الطريق نزولاً إلى القرية ليذهب إلى القدّاس.

جعلني الرب أنتبه للكلمات التي كان يقولها كصلاة:” يا رب، أنا أحبك! أشكرك على الصحة، أشكرك على أولادي! أشكرك على كل ما أعطيتني ! لتكن مسبحاً! المجد لك!

صلاته كانت فقط تسبيح وترجمة الشكر لله! جعلني الرب أرى كيف أن في محفظته كان هناك فاتورة “5000” بيزوس، وأخرى “10000” بيزوس، وهذا كان كل ما يملك! هل تعرفون ما فعل…؟ أعطى مبلغ فاتورة “10000” بيزوس كتقدمة في الكنيسة!

أنا كنتُ أعطيتُ “5000” بيزوس فقط، وذلك عندما أعطاني أحدهم مبلغ خطأ، في العمل!

هو، بدلاً من ذلك، لم يعطي “5000” بيزوس، لكن ال”10000″، حتى لو كان هذا المال هو كل ما يملك! ولم يكن متذمّر وحتى لم يتذمّر بسبب فقره، لكنّه شكر وسبح الله! يا له من مثال، إخوتي! بعد ذلك، خرج من الكنيسة، ذهب ليبتاع قطعة صابون أزرق (صابون للغسيل)، لفّها بورقة جريدة (“O Espectador”)، يعود تاريخها لليوم الفائت. حيث كانت أخبار حادثتي، والصورة الفوتوغرافية حيث ظهرتُ محروقة بالكامل.

عندما رأى هذا الرجل الأخبار، بعد قراءتها ببطء، انفعل وبكى كثيراً، كأنني كنت شخص عزيز جداً له، وخرّ بوجهه على الأرض، تضرّع إلى الله من كل قلبه، قائلا:” ابتاه، يا ربي، رأفة بهذه أختي الصغيرة، خلّصها، خلّصها يا رب!

يا رب، إذا خلّصتها، إذا خلصت أختي الصغيرة، أعدك بأن أذهب إلى ” مزار بوغا” لأوفي النذر، لكن خلّصها.

أرجوك، يا ربي، خلّصها! “فكروا بالأمر، هذا الرجل الفقير، الذي لم يكن يجدّف، ولا يندب بسبب ألم الجوع مع عائلته، لكن على العكس كان يسبّح ويشكر الله…

وبمقدرة عظيمة لحب القريب، حتى إن لم يكن لديه شيء للأكل، كان مستعد أن يجتاز البلد ليتمم وعد، لصالح شخص لم يعرفه قط!

قال لي الرب:” هذا هو حب القريب الحقيقي! بهذا الشكل يجب عليكِ أن تحبي القريب….”

وكان هنالك متى أعطاني هذه المهمة:” سوف تعودين، لتعطي شهادتكِ، التي ستعيدينها ليس 1000 مرّة، لكن 1000X1000.

الوَيل للذي، بعد سماعكِ، لن يتغيّر، لأنه سيُدان بصرامة أعظم. وهذا ينطبق أيضاً عليكِ، في عودتكِ الثانية، للمكرّسين الذين هم كهنتي، ولكل شخص آخر الذي لا يريد أن يسمع لكِ: لأنه ليس هناك أعظم من شخص أصم سوى الذي لا يريد أن يسمع، ولا أسوء من شخص أعمى من الذي لا يريد أن يرى.”

هذا، يا إخوتي الأحباء، ليس تهديد، بل العكس! الرب ليس بحاجة أن يهدّدنا. هذه فرصة ثانية لي، كما هي أيضاً لكم.

هذا برهان أن الله يحبنا، ويضع أمام أعيننا هذه المرآة التي هي أنا، غلوريا بولو. لأن الله لا يريد أن ندين أنفسنا، لا بل أن نحيا معه، في الفردوْس. لكن من أجل هذا، يجب علينا أن ندعه يبدّلنا.

عندما تأتي ساعتنا، لترك هذا العالم، أيضاً سيُفتح “كتاب الحياة” لكل واحد منكم، متى ستموتون، جميعكم سيمرّ بهذه اللحظة، بالضبط كما مررت أنا بها. هناك، سوف نرى تماماً كما الآن، مع الفارق أننا سوف نرى أيضاً

  • أفكارنا
  • وأحاسيسنا،
  • أفعالنا
  • وعواقبها،
  • اهمالاتنا وعواقبها… الكل في حضرة الله.

لكن الشيء الأجمل هو أن كل واحد سيرى الرب وجهاً لوجه، الذي سيطلب منا الإهتداء: حتى اللحظة الأخيرة هو يسألنا هذا، حتى أننا بحق، نبدأ أن نكون مخلوقات متجدّدة معه، لأن بدونه لا نستطيع فعل هذا!

الشفاء الجسدي

عندما جعلني الرب أعود، كليَتاي لم تكن تعمل، حتى أنهم لم يقوموا بغسل الكلى لأنه لا يستحق العناء، من الحظة التي كنتُ على وشك الموت…. لكن فجأة، بدأت بالعمل، الأمر نفسه بالنسبة للرئتين، كما أيضاً راح القلب ينبض بقوّة.

بإمكانكم تخيّل دهشة الأطباء! منذ ذلك الحين لم أعد بحاجة إلى الآلات!

بدأ شفائي الجسدي، لكنني لم أشعر يأي شيء حتى في الأسفل، وبعد شهر قال لي الأطباء:”غلوريا، الله يجترح أعجوبة معكِ، لأن بشرتكِ قد نمت كاسيةً كل الجروح… أما بالنسبة إلى ساقيكِ لا نستطيع فعل أي شيء. يجب علينا بترهما!”

عندما قالوا لي هذا، أنا، التي كنت امرأة رياضية، تذكّرت: 4 ساعات من الرياضة البهلوانية اليومية، من أجل ماذا؟ فكّرت فقط بالهرب من هناك، لكنني لم أنجح، لأن الساقان لم يحملانني، وقعت. كنتُ قد عولجت في الطابق الخامس، وقد نقلوني إلى الطابق السابع لأبقى هناك حتى العملية الجراحية، وجدت هناك سيّدة كانت ساقاها قد بترت، لكن كان عليهم بترها من جديد، من أعلى بعد. في رؤيتي إياها، فكّرت أن حتى كل مال الأرض ليس كافياً لشراء هذين الشيئَين الرائعَين الذين هما الساقَين.

عندما أخبروني أنهم سوف يبترونهما، شعرت بحزن عظيمّ! لم أشكر الرب قط من أجل ساقَي، بالعكس: مع المَيل الذي كان لي للبدانة، وقد عانيت الجوع كالغبية وأنفقتُ الثروات حتى أكون أنيقة ومتناسقة الجسد…

أما الآن، أرى ساقَي السوداوَين، محروقَتين، بدون لحم، لكن للمرة الأولى شكرت الله أنني ما زلت أحتفظ بهما بعد.” يا رب، أشكرك من أجل ساقَي، وأسألك نعمة أن تحفظهما لي، لكي أستطيع أن أمشي. إني أرجوك، يا رب، أترك لي الساقَين!”

وفوراً بدأتُ أشعر بهما: كانتا سودوان جداً، لا دورة دموية، من الجمعة إلى الإثنين، عندما وصلوا، دُهش الأطباء، لأنهما كانتا حمراوين وعادت الدورة الدموية! مندهشون، لمسوني ولم يكونوا يريدون التصديق.

قلت لهم:” أيها الأطباء، ساقَي تؤلماني كثيراً، لكنني أعتقد أنه لا يوجد أحد في العالم، بهذا الفرح الكبير لشعوره بالألم في الساقَين، كما أنا فرحة في هذه اللحظة!”

الطبيب الذي في الطابق السابع ردّ علي أن أبداً، خلال 38 سنة في الخدمة، قد شاهد شيئاً مماثلاً.

الأعجوبتان الأخيرتان اللتان فعلها الرب لي، كانتا النهدان والمبيضان. كان قد قال الطبيب أنه ليس بإمكاني إنجاب الأطفال بعد الآن.

كنتُ سعيدة، لأنني افتكرت أن الله قد وهبني منهاج طبيعي لعدم الحمل.

لكن، بعد سنة ونصف، أرى أن ثديَي بدءا يكبران، يتمددان ويتكوّنان من جديد. كنتُ منبهرة، وعندما ذهبتُ إلى عند الطبيب، قال لي أنني كنت أتوقّع طفلاً!

وبهذَين الثديَين أرضعت ابنتي!!!….

عند الله لا شيء مستحيل!

غلوريا بولو

خلاصة

ليبارك الرب كل واحد منكم، بلا حدود. المجد لله والمجد لربّنا يسوع المسيح.

ليبارككم الله!

أقدّم لكم ابنتي. هذه الطفلة هي أعجوبة! إنها الطفلة التي وهبني إياها الله، مع المبيضَين المحروقَين! الذي كان للأطباء من المستحيل تماماً!

لكن عند الله لا شيء مستحيل!!!

ها هي، واسمها ماريا خوسيه!…