أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل سيعود الرئيس الحريري كما وعد؟

– ضرورة عودة الحريري وعائلته الى لبنان (علا بطرس)

***

إنّه يوم “السبت الأسود” الذي لن ينساه اللبنانيون أبداً. صدمة وقعت كالصاعقة على القيادات السياسية وعلى الشعب اللبناني من كل أطيافه دون أن يفهم أحد حقيقة استقالة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من مهامه الدستورية بهذا الشكل الملتبس من الخارج في ظلّ تأكيدات سابقة للأخير أن استقرار لبنان أساسي بعدما حققت التسوية عون- الحريري إنجازات تاريخية لمصلحة البلد في مسيرة بناء الدولة وفي مرحلة قياسية وغير مسبوقة.

في البدء، ساهمت حكمة الرئيس العماد ميشال عون الى امتصاص الصدمة الأولى التي كان يُراد من خلالها امتداد حرائق الإقليم الى الداخل اللبناني، والى التهدئة وضبط النفس عبر مشاوراته المكثفة داخلياً مع القيادات السياسية والأمنية والإقتصادية والروحية بتأمين مظلّة شعبية حاضنة لدولة الرئيس سعد الحريري، وخارجياً مع مجموعة الدول الداعمة للبنان ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي فضلاً عن الإتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وايطاليا والمانيا… بالإضافة الى السفراء العرب لا سيّما مصر بجهود دبلوماسية مكثّفة خاصّة وأن الرئيس الحريري بحكم موقعه السيادي يحظى بحماية وفق القانون الدولي وأن التريث بعدم قبول الرئيس عون لاستقالة الرئيس الحريري المخالفة للدستور أصلاً في النص والعرف والممارسة حمى الرئيس الحريري ولبنان من مصير أسود كانت تدفع بها سياسات ملتبسة لا تفقه بخصوصية لبنان القائمة على التوازنات المجتمعية الدقيقة، بالإضافة الى أن  أزمات المنطقة أثقل وأكبر بكثير من قدرة لبنان على مجاراتها أو تحمّلها.

ولا شكّ، أثبتت “أزمة الحريري” مدى تعمّق اللبنانيين في استخلاص عِبر التجربة من الحرب المدمرة التي عانوا منها برفضهم المسّ بأمنهم وباستقرارهم، والأهم أثبتوا أنهم شعب عظيم بالمدافعة عن كرامة رئيس وزراء لبنان بالتفاف شعبي وطني أذهل العالم مقدّماً تجربة حيوية في الديمقراطية الفريدة على قاعدة “إن الإختلاف في الرأي لا يُفسد في الودّ قضية” ما عزّز الوحدة الوطنية، بتعبير وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بأنّها كانت الإيجابية الوحيدة مضيفاً أن واقع الحال في لبنان متماسك وغير ممسوك وأن الوحدة والحكمة والقوة كفيلة بتخطي الأزمة.

حافظ الرئيس عون على كرامة الرئيس الحريري باعتبارها من كرامة لبنان بعدما حوّل القضية الى رأي عام ومصلحة دولية أكيدة لعودة رئيس مجلس الوزراء وعائلته الى وطنه باعتماده الضغط الديبلوماسي الذي يستكمله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال اليومين المقبلين لأنّ ما حصل شكّل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية القائمة على الأصول والأعراف واللياقات تجاه التعاطي مع ممثلي الدول الأخرى.

وسيكون لبنان بفعل وحدته ورئيسه القوي وقياداته الفاعلة على موعد مع  استقبال رئيس وزرائه سعد الحريري بما يليق بشموخ الأرز الذي لا ينحني ولا يُذلّ. وبهذا المعنى يكون الرئيس عون أعاد لبنان على خريطة الإعتبار والإحترام لمكانته ولسيادته!