ما أشبه اليوم بالأمس.. تخويف ثم تلقين ثم تدجين.. (Agoraleaks)
***
ضابطة “CIA” تكشف خفايا احداث 11 ايلول وتفجير طائرة “لوكربي” و”uss cole”
موظفو CIA اعلموا مختطفي الرهائن الأميركيين في بيروت بهحوم “DELTA FORCE”!
قلت لأصدقائي عن 11 ايلول لأنقذهم.. أمّا بوش تريد ان تغطّي مؤخرتك.. لنلعب “الغولف”؟
اعمال قذرة.. عن تفجير طائرة “لوكربي” وملف سري واموال بداخلها
صدام حسين اراد تمويل حملة “بوش” الإنتخابية!
رجل وامرأة، يتكلمان بلكنة بريطانية ويرشيان النذل بـ100 $
الموساد” مرتين عرضوا عليّ التعاون
اعترف “ابو نضال” بالتفجير ولم يتغيّر شيء!
ليلة تفجير مدمرة “uss cole” سحب الأميركيون الحراسة
وافق العراق ان يكون بلادهم مستعمرة اميركية لوقف الحصار وبشروط مذلّة.. ورفضوا
نعتهم بـ”زنوج الرمال” وبـ”منتفخي الرؤوس” وهددهم بالعودة الى العصر الحجري
روسيا اليوم – رحلة في الذاكرة
فيديو 1
فيديو 2
فيديو 3
فيديو 4
فيديو 5
فيديو كامل – كشف أسرار 11 أيلول (سبتمبر) 2001
نعم انه رفع الستار عن احداث 11 ايلول 2001 من داخل المخابرات الأميركية عن طريق “سوزان لينداور” ضابطة اتصال لدى المخابرات.
اتهمّت بالعمالة لصالح “المخابرات العراقية” وتمّ القبض عليها بناء على القانون الوطني “Patriot Acts” ودخلت السجن من دون محاكمة حيث تعرضت لشتى انواع التأثير النفسي، وهددت بالحبس مدة 25 عاماً، ان لم تتنازل عن بياناتها في شأن احداث 11 ايلول والحرب على العراق..
لكن انباءها تسرّبت الى بعض وسائل الإعلام الحرّة والمدونّين، واطلق سراحها بعد سنة من الحبس. بعد ذلك تعرضّت لمحاولتَي اغتيال عبر تدبير حادثة سير، لكنّها نجت، نجت من كل ذلك باعجوبة.
وقررت الانتقام..
وكان انتقامها كما تقول في كشف الحقيقة واظهار زيف الرواية الرسمية حول احداث 11 أبلول، والغزو الأميركي للعراق. فصدر كتابها بعنوان “Extreme Prejudice” وهو مصطلح يرمز الى الإجراء الأقصى التي تلجأ اليه الإستخبارات عبر التصفية الجسدية لأحد عناصرها إذا إقتضت الضرورة.
إنّها “سوزان لينداور” ضابطة اتصال لوكالة استخبارات المركزية الأميركية الـ”CIA” منذ منتصف التسعينات حتى الغزو الأميركي في العام 2003.
تلك المرأة التي تحلّت بجسارة النظام الأميركي، وانقلبت على الوكالة الإستخباري الأكثر نفوذاً في العالم، وهي المرأة التي لم تستسلم لرشوة المليون $ التي عُرضت عليها مقابل سكوتها حتى لا تنشر كتابها..
س: عن عنوان كتاب “Extreme Prejudice” أو الإجراء الأقصى، تكتبين “في حالة واحدة كان يمكنهم ايقافي، كان ذلك يتطلّب التخلص مني، اي اللجوء الى الإجراء الأقصى، انّه مصطلح يستخدمه المحترفون، للإشارة الى التصفية الجسدية لضابط اتصال أو عميل الإستخبارات.
ج: كنت اقوم بعمل فريد.. كنت اتلقى تعليمات من وكالة المخابرات المركزية وادارة مخابرات وزارة الدفاع، كان عليّ أن اكون على اتصال مستمر بالممثلية الليبية والعراقية في الأمم المتحدة، بدأت اقوم بهذه المهام في عام 1995، وذلك على مدى 8 سنوات، اي حتى حرب احتلال العراق عام 2003.
كنت التقي دورياً كل اسبوعين أو ثلاثة بالدبلوماسيين في هاتين الممثليتين، كنّا نلتقي في نيويورك في مبنى الأمم المتحدة، في ذلك الحين لم تكن هناك اتصالات رسمية بين موظفي الممثليتين ووزارة الخارجية الأميركية، وهكذا اصبحت المصدر الوحيد للمعلومات بالنسبة للإستخبارات الأميركية، والوسيلة الوحيدة إن صحّ التعبير لإجراء الحوار.
كان القسم الأكبر من عملي منصبّاً على موضوع التعاون في مكافحة الإرهاب. لقد اقامت CIA قناة الإتصال من خلالي، لكي تحصل على المعلومات المطلوبة بهذا الصدد. وقد جرى تجنيدي لأني كنت في ذلك الوقت ناشطة حقوقية اقف على قناعة ضد سياسة فرض العقوبات على ليبيا والعراق.
كنت أؤمن بأنّ العقوبات تقضي على الحوار في الوقت الذي كنّا بحاجة ماسة اليه.
س: هل كان ذلك اشبه بالدبلوماسية الموازية؟
ج: نعم. فقد تخرجت من مدرسة لندن الإقتصادية، وكلية “سميث” (smith) الإنسانية المعروفة جيداً في اميركا، وكان مستواها التعليمي عالياً، وكانت لدي خبرة كبيرة في التعامل مع الدبلوماسيين لأنّي كنت موظفة في الكونغرس، والأهم أنني كنت اعارض العقوبات بشدّة. فكان ذلك مهماً لبناء علاقات ودية مع الطرف الآخر.
5000 ضابط اتصال وليبيا تصرخ “شكراً CIA
س: قبل 11 ايلول كان هناك حوالي 5000 ضابط اتصال .. هذه المعلومات قدمّها مدير الـCIA آنذاك جورج تينيت.
ج: كانوا 5 آلاف على مستوى العالم، 5000 ضابط اتصال. 3 فقط يغطون العراق. وانا واحدة من هؤلاء. الإثنان الآخران علمت بوجودهم بعد احداث 11 ايلول. ولذلك بقيت بعد الأحداث المصدر الوحيد الذي كانت له صلة بالجانب العراقي. لأنّ وزارة الخارجية الأميركية لم تكن لديها ايّة علاقات مع العراق. فقط في مجلس الأمن كانت لهم علاقات بالدبلوماسيين العراقيين.
س: كانوا بحاجة الى المعلومات منك. كانوا يستغلونك لأخذ أكبر عدد من المعلومات، لأنك اولاً كانوا يحترمونك؟ كنت متعاطفة مع العراق. وكنت ناشطة من انصار السلام. والجانب العراقي يعلم بذلك…
ج: كنت صريحة مع الجميع، وفي الوقت نفسه كنت مخلصة للمثل العليا وقيَمي. لأني كنت ناشطة في الحركة المعادية للحرب. اعتقد اني استخدمت موقفي هذا من جميع النواحي. كانت مهامي منسجمة مع افكاري. كانت صلابتي بالدفاع عن هذه المواقف دافع للعراقيين الى التقرّب مني في الإتصالات العملية. الدبلوماسيون العرب فهموا سياستي واحترموا مواقفي الصريحة. لقد كنت ضدّ اسرائيل في سياساتها المعادية للفلسطينيين مثلاً. واعتبرت ان جميع الناس ينبغي ان يكون لديهم حقوق متساوية.
س: ولكن الدبلوماسيين العرب كانوا يعرفون انك ضابطة اتصال لـ”CIA”؟
ج: نعم. رغم ان هذا كان بالنسبة لهم اكتشافاً مفاجئاً. خلال اول لقاء لي مع الدبلوماسيين الليبيين، قلت لهم ان وكيلي هو “ريشارد فيوز” في واقع الأمر، وهتف احد الدبلوماسيين الليبيين في دهشة، “شكراً لـ”cia” على مساعدتها لنا في التخلص من العقوبات”. ارجو ان تبلغي باسم القذافي وليبيا “شكرا لـ”CIA“. طبعاً كانت سخرية منه.
انهم كانوا يعرفون جيداً. وكنت اعتبر أنه من حقي التعامل معهم. ولكي يعرفوا من نحن منذ اللقاء الأول. وقد تمّ التفهّم ذلك من جانبهم، فقد وجدوا في لقاءاتي معهم فرصة لإقامة قناة اتصال بديلة. نعم جسر. وكنت راضية عما ينبغي عليّ أن افعله. ان اعمل كجسر للتواصل.
آنذاك كنت شابة، وكنت أؤمن بان مهماتي قد تدفع باتجاه السلام ورفع العقوبات. وفي البداية لم اتوقّع أنّ الأمر سيكون صعباً الى هذه الدرجة.
رحنا خلال 3 اسبيع الثلاثة الأولى نصع بحماس تلك الخطط التي عملنا على اساسها طوال 8 سنوات.
س: تقولين في كتابك، لم يكن بوسع الإستخبارات الأميركية والحليفة لنا، ان تحصل على اي معلومات عن ليبيا أو العراق الاّ عن طريقي. ثم تقولين انّ عملك قد يهمّ الإستخبارات الأميركية فقط بل يمتدّ الإهتمام الى الإستخبارات البريطانية، التي كان عناصرها يراقبون جميع تحركاتك.
ج: نعم. قيل لي ان استخبارات 4 دول غير اميركا يتنصتون على مكالماتي الهاتفية. البريطانية والفرنسية والإسرائيلية والمصرية. مثلاً عندما كنت اذهب الى المطعم مع دبلوماسيين من مجلس الأمن سواء مع سفراء او دبلوماسيين عاديين، كان يجلس الى الطاولة المجاورة رجل وامرأة، يتكلمان بلكنة بريطانية واضحة، كانت يتبعاني الى المطعم، ويرشيان النذل بـ100 $ كي يجلسوا هما مقابل طاولتي مثلا. ولن يطلبا طعاماً ابداً رغم جلوسي لساعتين او ثلاث. ولا عصير ولا حتى ماء. كانا يجلسان فقط ويصغيان الى حديثنا. وعندما كنت انهض لأنصرف كان النذل يتلقّى منهما 100 $ أخرى.
اذا كنت المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للإنكليز وللفرنسيين وحتى للإسرائيليين. وكنا نعلم بذلك، ولا نبالي. ورغم ان خطوطي لم تتقاطع ابداً مع “الموساد” الاّ انهم جاؤوني مرتين يعرضون عليّ التعاون معهم.
المخابرات السورية سعت خطف “ريشارد فيوز” في لندن
و”ريشارد فيوز” من اكثر الشخصيات المذهلة التي قابلتها في حياتي، بالمناسبة كان شريكاً في فترة من الفترات لزوجة “غورباتشوف” وهو من أسس اول دار أزياء في الإتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات. وكان شريكين في بيع اجهزة الكمبيوتر للحكومة السوفياتية.
“ريشارد فيوز” كان من اهمّ العناصر في الـ”CIA”، وقد عمل في سوريا ولبنان اثناء الحرب اللبنانية. ولكن تحت غطاء خبير في شركة التكنولوجيات. كما يعمل بهذه الصفة. أي الإستخبارات غير الشرعية.
كان يلتقي الرئيس السوري حافظ الأسد في سوريا في استمرار. لكنّه انكشف وطُرد من البلاد كعميل لـ”CIA”. وذلك بعدما ان ثبت تورطّه في سرقة جهاز حديث للغاية مرتبط بتكنولوجيا الإتصالات. سرقها من مخزن شركة “SIEMENS” في سوريا.. كان ذلك أشبه بمغامرة لـ”طوم كروز”، كان ذلك في نهاية الثمانينات. ثم حاولت المخابرات السورية اختطافه في لندن لحصوله على معلومات في قمّة الأهمية.. وتمّ الإتفاق مع الشرطة السكوتلاندية ليستخدموا عنصرا تشبّه به للتمويه واعطائه امكانية العودة الى اميركا.. وهذا كان سبب عودته من منطقة الشرق الأوسط وانهاء مهامه هناك.
وخلال فترة عمله في لبنان. كان في بيروت يحاول العثور على الرهائن الذي كان من بينهم “تيري اندرسون” رئيس وكالة “associated press” ومدير محطة cnn في بيروت ورئيس فرع الـ”CIA” (وليام باكلي) في بيروت الذي مات تحت التعذيب. وكثيرون من الرهائن الآخرين.
CIA تشتري المخدرات من البقاع
وقد ادخلت الـ”cia” في اوساط المختطفين شخصاً اسمه الحركي “هولينغ” وكان تاجراً للمخدرات من سهل البقاع. وفي الواقع استفادة الـ”cia” فيما بعد من نشاط “هولينغ” كمهرّب.. فما الذي كانت تمارسه cia تحديداً.
كانت تؤمن تحركات “هولينغ” من بيروت الى فرانكفورت، ومن فرانكفورت الى لندن ونيويورك، كانت تريد ان تكون على يقين أنّ الحقائب التي حملها “هولينغ” ستمرّ عبر الجمارك بسلام.
الـ”cia” تسيطر على موارد تصدير المخدرات من العالم كلّه وليس فقط من افغانستان. ولبنان كان من اهمّ البلدان. لبنان كان الأول ربما. وهذا ما حدث هناك في الحقيقة. اضافة الى ذلك كانت لبعض الجهات في الـ”cia” علاقات وثيقة مع الحركات الجهادية. وقد اقاموا هذه العلاقات لخدمة الحملات الإنتخابية لبعض المشرحين للرئاسة في اميركا.
الرهائن
مثلاً في كلّ مرّة يعثر فيها موظفو cia من غير المتورّطين في التآمر على مكان الرهائن، كان موظفون آخرون من الوكالة يحذرون الحركات الجهادية ان مطارديهم سيصلون اليهم حالاً لترحيل الرهائن.
وبالطبع كان يتمّ نقل الرهائن فجأة الى مكان آخر. ولهذا الغرض مكث “تيري اندرسون” بين الرهائن 7 سنوات.
س: غير “cia” في فرنسا تمّ استغلال قضية الرهائن الفرنسيين في لبنان في عام 1988، وكان هذا الموضوع يُستغلّ في الحملات الإنتخابية الفرنسية.. وكان جاك شيراك حسب بعض المصادر متورطاً في ذلك؟ وكانت له مسائلة لأنّ عمله قذر الى حدّ كبير.
ج: نعم في واقع الأمر كان “ريشارد فيوز” مستاء جدأً عندما كشف هذه الأمور، روى انّه عثر على المكان الذي كانوا يخبئون الرهائن فيه. واستدعى قوات delta-force لإقتحامه، ولكن نائب الرئيس الأميركي آنذاك “جورج بوش” الأب امر بعملية وقف تحرير الرهائن، كان آنذاك رشّح نفسه لمنصب الرئيس. فاراد تأجيل حلّ هذه القضية الى ما بعد انتخابه ليسقط غريمه. وهكذا اجلّ مسألة تحرير الرهائن لأشهر طويلة، إضافة الى ذلك وقع حادث سقوط الطائرة الأميركية الرحلة 103 في سماء “لوكربي”.
كيف وقع هذا الحادث، اليك قصة سقوط طائرة “لوكربي”؟
وكالة الأمن القومي التي كان موضوع الرهائن في دائرة اهتماماتها ايضاً، اثار اهتمامها المسار الغريب لسلوك بعض عناصر الـ”cia” في البحث عن الرهائن، وقد ارسلت الى بيروت فريقاً من واشنطن للتحقيق في حوادث فساد في صفوفها. وتورطهم في تجارة المخدرات، وبعد انتهاء التحقيقات استقلّ الفريق طائرة (pan am 103) للعودة الى واشنطن حاملين معهم ملفات التحقيق. وحمّل افراد الفريق معهم عينات من مخدرات ومئات آلاف من الدولارات مع الوثائق كأدلة مادية. كانوا يستعدون لتقديم تقرير كامل عن الفساد في صفوف عملاء الـ”cia”. ولهذا السبب تمّ تفجير الطائرة في سماء “لوكربي”.
والدكتور “فيوز” هو الذي اجرى التحقيقات بهذا الخصوص.. وهو الذي اخبرني بذلك.
وهذا ما يقلب رأساً على عقب الرواية الرسمية لحادثة لوكربي..
ليس لليبيا أيّ علاقة بالحادثة، “المقرحي” كان بريئاً تماماً، لم يكن له أدنى دخل في الأمر، ولم يلعب حتى الدور الوسيط. لم يكن يعرف شيئاً عن هذا الموضوع ابداً.
كان المسؤولون هم “محمد ابو طالب” وتاجر السلاح السوري “منذر الكسار” و”ابو نضال”.
س: تقولين في كتابك، انّ “فيوز” قال لك، كان بامكاننا اتهام سوريا، ولكن فيما بعد، عندما وافقت سوريا على المشاركة في الحرب الأميركية على العراق، تمّ تحويل الإتهام الى ليبيا؟
ج: في ذلك الحين كان الـ”cia” هدف واحد، وقف التحقيق باي وسيلة. وان كان ذلك يتطلب الإستفادة من شخصيات امثال “أبو نضال”، ان واشنطن ليست برئية أبدا كما تدعّي.. وكما تعلمون لدينا معايير مزدوجة. وها هي المعايير المزدوجة ظاهرة للعيان.
في اول جلسة مباحثات مع الجانب الليبي، رويت كلّ ما اعرفه عن قضية “لوكربي” فذُهل الليبيون، كان من الصعب ان يصدّقوا ذلك. في اول لقاء بيننا قلت لهم: ان عليهم ان يعرفوا اننا في الـcia نعلم انّ ليبيا غير مذنبة. لكن المشكلة تمثلّت في أمرٍ آخر. اسر الضحايا من الأميركيين وليس من السكوتلنديين هم من اصرّ على اتهام الجانب الليبي بايحاء من الحكومة الأميركية، لأنّ ليبيا كان في وسعها دفع تعويضات كبيرة جداً.
ليبيا بلد غنيّ بالنفط. كان ذلك جشعاً بأبشع صوره. ومرّة اخرى، قلنا لو انهم ليسوا على حق. فان أحداً لم يكن ينوي السكوت عن ذلك. قلنا لهم ان منبع المأساة هو في لبنان باندلاع الحرب فيه. ولكنّهم ردوّا قائلين، انّه لا ينبغي اتهام الشعب اللبناني لأنّهم في هذه الحرب يقتلون بعضهم بعض، ولا يمكن لأحد هناك ان يتحمّل مسؤولية ما يحدث.
كذلك لا توجد هناك سلطة او حكومة يمكن تحميلها هذه المسؤولية. ولا يوجد من نطالبه بدفع تعويض. تلك هي المسألة. لذلك راحوا يرددون، نحن لا نريد اتهام لبنان او سوريا بل “ليبيا”. ليبيا ستدفع لنا التعويضات بالكامل. وحتى عندما اعترف “ابو نضال” صراحة بانّ التفجير من تدبيره لم يتغيّر شيء. مع انّه تحدث عن ذلك بحرية واعترف مراراً بأنّ تدمير الطائرة تمّ بتخطيطه هو.
لقد ضايقه أنّ الليبيين هم الذين اتهموا. مع ذلك فقال مستسلماً لا يمكن عمل شيء إزاء ذلك. لكنّه أعلن مسؤوليته الكاملة. لكن الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لا يهمنّا ماذا يقول هذا الرجل. ليست هذه القصة التي نريدها.
كنت واثقة تماماً من براءة “المقراحي”، وانا كنت ايضاً لم اكن راضية ان يعاني احدٌ آخر بسبب هذه الجريمة.
س: هل اخبرتي الليبيين أنك تعرفين الحقيقة؟
ج: نعم. وقالوا ان كنتم تعرفون الحقيقة فلماذا تواصل واشنطن ترديد زعمها انّنا نحن الليبيين الذين فعلنا ذلك. إذا الـcia تعرف ذك فلماذا لا يلاحقوننا.. اهذا فقط لأنّكم لا تحبون “القذافي”.
العراق
س: قلتي أنّ صدام حسين كان مُخبراً ممتازاً؟
ج: كان “صدام حسين” من افضل المخبرين في مجال الإرهاب بالنسبة لنا.
س: ماذا عن مندوب العراق في الأمم المتحدة الدكتور سعيد حسن.
ج: انه من اعظم الشخصيات الذين قابلتهم.
س: تقولين انكم وضعتم خطة عمل مكتوبة من الطرف العراقي لتنفيذ. ماذا كان على العراق أن يفعله؟
ج: اولاً اريد ان أقول ان السفير سعيد حسن، كان واحداً من أشجع وانبل الرجال الذين قابلتهم في حياتي. في مرحلة المباحثات معه، كان لديه تفويض القيام بأي عملٍ ضروري ولقبول أيّ شروط من شأنها ان تُساهم في رفع العقوبات عن العراق.
قال لي المندوب العراقي: إذا وافقتم على المفاوضات بشأن رفع العقوبات فاننا نضمن لكم السماح بعودة المفتشين عن اسلحة الدمار الشامل، إضافة الى ذلك نضمن لكم اعطاء الولايات المتحدة اولوية في جميع عقود النفط. وجميع مشروعات الإعمار الإقتصادي للعراق. قالوا: خذوا كلّ ما تشاؤون.
س: من خلال من؟
ج: من خلالي انا مباشرة. وقد ابلغت الـ”cia” ووكالة الأمن القومي بذلك. بعد ذلك رفعوا ذلك الى مدير الـcia “جورج تينيت” ثم الى اعلى مستويات الحكومة. كان ذلك اثناء ولاية الرئيس “بيل كلينتون”. وكان من المفروض أن تصبح نتائج المباحثات مع العراقيين معروفة بعد الإنتخابات، لا يهمّ من كان سيصبح رئيساً “البرت غور” أم “جورج بوش” الإبن. الأمر سياّن.
كان على ايّ رئيس جديد أن يكون في جعبتهم انتصار كبير. حتى يكون بامكانه ان يقول قبل بدء عمل الإدارة الجديدة، بصفته زعيم الأمّة “ديمقراطياً” كان أم “جمهورياً”، انظروا ها نحن قد حققنا عودة المفتشين عن الأسلحة الى بغداد من جديد.
إن حكومتنا الجديدة ستكون قوية وحاسمة، انظروا كيف يخافنا “صدام حسين”. لقد استسلم لنا.
س: تقولين، مندوب العراق الدكتور حسن، اعتبر انّ المفاوضات ستكون قصيرة لأنّ بغداد مستعدّة لقبول جميع الشروط الأميركية، أياً كانت هذه الشروط، صحيح؟
ج: نعم اياّ كانت هذه الشروط. وكان صدام حسين اراد يقيام تمويل حملة “بوش” الإنتخابية، هذه حقيقة مطلقة. وقال لك زميلك في الـ”cia” “بول هوفين” انّه سيقصف العراق بنفسه لو حاول القيام بذلك.
العراق حاول ان يفعل ذلك قبل الإنتخابات بسنة تقريباً، حاول اكثر من مرّة، لم يكن الحديث لمرّة واحدة. بل لعدة مرات. عرضوا من خلالي مئات آلاف الدولارات. نعم نريدكم ان تساعدوننا في التفتيش في العثور على شخصية رسمية في الحزب الجمهوري لإعطائه الأموال. كانوا يريدون ايصالها للجمهوريين آملين ان يخدم ذلك المصالح العراقية.
وكان الجمهوريين لديهم ما يكفي من الأموال من الإيباك (AIPAK)، وكان العراقيون يظنون انّه سيسمح لهم ما يفعله “الإيباك”. ولهذا كتبت أنّه ظنّ هؤلاء التعساء المساكين أنّه بامكانهم التأثير على الوضع من خلال المشاركة في التمويل.
نعم ارادوا أن يظهروا ولاءهم لأميركا بأيّ شكل. ارادوا ان يبدو أنهم اصدقاء لواشنطن. وهذا أمرٌ محزن للغاية.
س: 10 سنوات من العقوبات وموت اكثر من مليون طفل، يحاولون تمويل حملة الرئيس الأميركي!
ج: ارادوا ببساطة أنهم لا يمثلون خطراً علينا. قالوا نحن نريد ان نكون موالين لأميركا، نريد ان نكون موالين للغرب وسنعطيكم كلّ ما تريدون. فما بالكم تعاملوننا هكذا!
لماذا تقتلوننا. نريد ان نكون اصدقاء لكم. لقد كنّا حلفاء بالسابق. فلماذا لا نستطيع ان نكون حلفاءكم من جديد!
الحلقة الثانية
س: هناك نقطة مثيرة جداً، تقولين في كتابك.. وافقت بغداد على السماح لمكتب التحقيقات الفدرالي FBI بارسال مجموعة لمكافحة الإرهاب الى العراق لمراقبة الجهاديين الراديكاليين. وكان بامكان الجهاديين بسبب الأميركيين استخدام ضعف سلطة بغداد توجيه ضربة ارهابية الى الجيران. هل وافقت الولايات المتحدة على ارسال مجموعة لمكافحة الإرهاب للعراق في نهاية المطاف؟
قصة المدمّرة “USS COLE“
ج: كانت الحكومة العراقية قد تلقّت معلومات استخباراتية أولية بأنّه سيقع هجوم على المدمّرة الأميركية “uss cole”، وعلى الفور أرسلت بغداد هذه المعلومات الى اميركا.
هذا الجانب مهم جداً لأنّه مرتبط باليمن، هذه المعلومات الإستخباراتية نقلتها الحكومة العراقية اليّ، لأني كنت على معرفة جيدّة بنائب المبعوث اليمني في الأمم المتحدة، وعلى الفور ذهبت الى واشنطن وطلبت مقابلة مع مندوب لـ”CIA” في وكالة الأمن القومي لنقل معلومات مفادها أنّ العراق قام بترحيل احد الجهاديين السعوديين.
وقد توجّه هذا الجهاديّ الى ميناء عدن بعد مغادرته اراضي العراق، قال لي العراقيون أنّهم لا يستطيعون اعتقال مواطن سعودي لأنّ ذلك قد يؤدي الى وقوع أزمة دبلوماسية، وانّ المخرج الوحيد المتاح لهم هو طرد هذا الشخص ثم ارسال معلومات عاجلة الينا.
وهكذا فقد حذرت صديقي نائب مبعوث اليمني في الأمم المتحدة بأنّه على اليمن في هذا الوضع أن يتعاون مع الولايات المتحدة. أمّا الآن فاني سأكشف شيئاً مذهلاً، في الليلة التي سبقت تفجير مدمرة “uss cole” سحب الأميركيون الحراسة عن هذه السفينة، اي انهم تركوا لسفينة من دون حماية. هذا رغم انهم علموا مسبقاً بالإعداد لتنفيذ عمل ارهابي في ميناء عدن، وكانوا على علم بأنّ الهدف هو مدمرة عسكرية أميركية. وبالطبع كانت (uss cole) هي الهدف رقم واحد.
نعم أبلغت الـ”cia” ووكالة الأمن القومي الوحدات الأميركية في اليمن بالهجوم المرتقب، فقام هؤلاء بسحب الحراسة.
هل بامكانك أن تتصوّر؟
لقد سمحوا بوقوع الحادث عمداً. الولايات المتحدة سمحت بأن يتمّ تفجير (uss cole) لأنهم كانوا يريدون ارسال قواتهم الى السواحل اليمنية ويحتاجون الى ذريعة.
بعد الهجوم عدت الى العراقيين وقلت لهم، إنّها لمشكة بالفعل كون الإرهابيين يستخدمون بلدكم كقاعدة انطلاق لإعتداءاتهم. فأجابوني: اننا نطارد هؤلاء الأشخاص ولانريد أن يكون لنا ايّة علاقة بهم. اننا نعارض كلّ من يطلب منّا أن نقدّم لهم الملجأ، وما ان نعثر على احدٍ منهم نُبلغكم على الفور… وحينذاك ارسلت الأجهزة الخاصة طلباً بأن يسمح العراق لمكتب التحقيقات الفدرالي أو “الإنتربول” أو “سكوتلاند يارد” بارسال مجموعة خاصة لمكافحة الإرهاب الى بغداد، للقيام بتحقيق من جانبهم واجراء اعتقالات بانفسهم.
وفي شباط عام 2001، وبعد 3 اسابيع من تنصيب الرئيس جورج بوش الإبن رئيساً، ردّ العراقيون بالموافقة.
اخربت البيت الأبيض بذلك في اوّل آذار. أخبرت بذلك قريبي الذي كان آنذاك رئيساً لإدارة الرئيس بوش (اندرو كارد- Andrew Card) أو مديراً لمكتب جورج بوش الإبن. أي انني سلمّت جميع البيانات والتقارير لقمة بيت الأبيض مباشرة، ولا يمكن ان يكون هناك ايّة شكوك في أنّ “جورج بوش” كان يعلم تماماً بهذا الأمر.
11 ايلول
كان يعلم بأنّ العراقيين موافقون تماماً على دخول الإستخبارات الأميركية الى العراق. كان ذلك قبل أحداث 11 ايلول بـ9 اشهر.
س: تقولين بان “ريشارد فيوز” المشرف عليك قال لك، أنّه ينبغي أن تتوجهي الى العراق وتطلبي من المسؤولين العراقيين كلما لديهم من معلومات عن هجمات مرتقبة على الولايات المتحدة.
ج: هذا صحيح.
س: وعرض العراق تنازلات مذهلة عن طريق القنوات السرية مجموعة مقترحات للتعاون في المجالات التالية:
أولاً: في تشرين الأول عام 2000 وافق العراق على استئناف عمل بعثة المفتشين على الأسلحة.
ثانياً: في ذات الشهر عام 2000، وعد العراق بمنح شركات النفط الأميركية كامل الإمتيازات في القطاع النفطي العراقي.
ثالثاً: وافق العراق بشراء مليون سيارة اميركية على مدى 10 سنوات.
رابعاً: وعد العراق بمنح الولايات المتحدة الأولوية في مد شبكات اتصالات وصيانتها.
خامساً: وافق العراق على منح الولايات المتحدة الأولوية في الحصول على عقود تطوير الأحوال الصحية وتوريد المعدات الطبية والأدوية بعد الغاء العقوبات.
سادساً: وافق العراق على منح المصانع الأميركية الأولوية في انتاج مختلف المواد والمعدات للعراق، وبذلك يضمن للشركات الأميركية العودة الى السوق العراقي بنفس المستوى الذي كان قائماً قبل حرب الخليج الأولى 1991.
ج: كان ذلك نقطة مفصلية على الإطلاق. يعني أنّه لم يكن هناك ايّة نيّة لمعاقبة ايّ جهة اميركية على المعاناة التي تحملها الشعب الراقي بسبب العقوبات.
كان العراق قد بلغ حدّ المعاناة من العقوبات بحيث أصبح مستعداً للموافقة على اي تنازلات، إذا كانت ستؤدي الى رفعها.
س: النقطة السابعة، وافق العراق على ان يصبح شريكا اساسياً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، واعلن العراق مراراً وتكراراً، وبكل وضوح أنّه سيكون بوسع الولايات المتحدة ان تنفّذ اي عملية خاصة تجدها ضرورية حفاظاً على امنها.
هكذا وافق العراق ان يكون مستعمرة اميركية، حتى اكثر ولاء ربما من السعودية ودول الخليج مجتمعة؟
ج: نعم هكذا تماماً، هذه مسألة مدهشة للغاية، كان العراق في حالة يأس. كان العراقيون على استعداد لعمل ايّ شيء لكي يتخلصوا من العقوبات. وكان صدام حسين واثق تماماً من ان الولايات المتحدة ينبغي اخيراً ان ترى لأي مدى كان صدام حسين كان صديقاً لها طوال العقود الماضية.
انظر اليس هذا من سخرية الأقدار؟
أنا اقصد ما يحدث في المنطقة الآن. انظر الى الحكومة العراقية الحالية كيف اصبحت قريبة من ايران بعد الإحتلال الأميركي للعراق. وكم كان العراق قبلها يعاني من ويلات الحرب مع ايران خدمة للمصالح الأميركية.
تدمع عيناي عندما اتذكّر الثمن الذي حاولت الحكومة العراقية ان تدفعه لتقنع الولايات المتحدة بأنّ أميركا بحاجة للعراق ليقف في وجه التهديد الإيراني، ولكن واشنطن لم يكن في رغبتها الإستماع الى كل ذلك، كانت تعدّ ذريعة لبدء الحرب.
س: كتبتي، انه طوال الصيف كنتي تسألين المسؤولين العراقيين عن معلومات استخباراتية بشأن اعمال ارهابية يجري الإعداد لها. وكان المشرف عليك “ريشارد فيوز” يقول لك باستمرار عليكي أن تذهبي الى العراقيين وتستفسري منهم وتسأليهم ماذا لديهم من معلومات في هذا الصدد. لماذا كان ريشارد فيوز على يقين بان فى العراق معلومات محددة غير معروفة للآخرين بخصوص التحضير لأعمال ارهابية مقبلة في الولايات المتحدة.
ج: اليك القصة. “ريشارد فيوز” اتصل بي في نيسان 2001 وقال لي: اريدك ان تحضري فورا الى مكتبي. عندي رسالة هامة جداً ينبغي ان تنقليها الى بغداد. انطلقت على الفور وسرعان ما وصلت الى مكتبه عندها قال لي: اريدك ان تنقلي الى الدبلوماسين العراقيين في الأمم المتحدة اننا نبحث عن ايّة معلومات استخبارية تخص لتحضير لخطف طائرات ركاب.
ثم قال، المطلوب ايضاً معلومات عن الطائرات التي يمكن تلغيمها بالمتفجرات. نحن نعتقد ان هدف الإرهابيين قد يكون البرجان التوأمان لمبنى مركز التجارة العالمي. نحن لا نستثني مثلاً ان تصطدم طائرات مخطوفة بالبرجين أو ان يتمّ تفجير المبنى بواسطة طائرات محملّة بالمتفجرات.
س: أفهم منك انّه حصل على معلومات من أجهزة مخابرات اخرى قد يكون “الموساد” أو اجهزة المخابرات الانكليزية معلومات أنّ العراق قد يخفي معلومات حول هذا الموضوع؟ وان لديه ربما بعض التفاصيل؟
ج: هذا ما قاله لي “ريشارد” حرفياً. اريدك ان تنقلي هذه الرسالة الى الشخص المطلوب. اننا نبحث عن ايّ معلومات استخبارية حول مؤامرة ضدّ أميركا. إذا كان العراق قد سمع شيئاً عن ذلك فاننا نطلب منه ان يبلغنا بذلك عن طريق عميلنا على الفور. اي عن طريقي انا.
ثم اضاف شيئاً هاماً. قال: إذا لم يقدّم العراق المعلومات التي تهمّنا، فاننا سنقصفه. قلت له: حسناً لن يكون هناك مشكلة. سأنقل الرسالة، وأنا واثقة من انهم سيتعاونون.
مضيت الى الدبلوماسيين العراقيين وأخبرتهم أنّ لديّ رسالة شفهية اليهم، سألتهم إن كان في استطاعتنا أن نحصل من خلالهم على هذه المعلومات.. وتوجيه ضربة الى مباني مركزالتجارة العالمي. وذلك في نيسان 2001.
كان ردّ العراق ايجابياً، بالطبع سنساعدكم. سنقوم بارسال برقية عاجلة الى بغداد بهذا الصدد أيضاً. وعندما عدت الى “ريشارد فيوز” سألني، وكيف كان ردّ فعل العراقيين عندما هددتهم. فاجبته: لم يكن ثمّة داعي لتهديدهم. فقد اكدوا لي انهم سيتعاونون معنا بكل سرور. وحينها اخذ “ريشارد” يصيح، لم اطلب منك ان تكوني لطيفة مع هؤلاء… لأننا سنقصفهم قصفاً لن يشاهدوا مثله قط مفهوم. إذا كانوا يعرفون شيئاً فمن الفضل لهم ان يخبروننا به، والاّ…
واذكر ايضاً انه نعتهم بـ”زنوج الرمال” وبـ”منتفخي الرؤوس”.
س: هل كنتي تثقين بـ”ريشارد فيوز”؟
ج: نعم. كان واثقاً تماماً من وجود مؤامرة داخلية حقيقية. يعتبر خطف الطائرات جزءاً منها.
س: ما هو مصدر معلوماته؟
ج: كان يصيح، اريد منك ان تعودي وتبلغيهم رسالتي بهذه اللهجة. قولي لهم أن التهديد صادرٌ من اعلى المستويات في الحكومة الأميركية. اعلى من رئيس الـ”cia” وأعلى من وزير الخارجية. وهذا يعني أن التهديد يمكن ان يكون صادراً عن 3 اشخاص فقط. الرئيس جورج بوش الإبن. نائب الرئيس ديك تشيني. وزير الدفاع رونالد رامسفيلد.
فقط هؤلاء الثلاثة فوق الشخصيات الذي ذكرها، وهكذا كان عليّ ان اعود الى الدبلوماسيين العراقيين واهددهم بالحرب المفتوحة. وأن اقول لهم انهم سوف يقصفون كما لم يُقصف احد من قبل. سيُقصفون حتى يرجعون الى العصر الحجري. مع اني كنت مقتنعة بأنّ التعامال مع العراقيين بهذه الطريقة لم يكن مجدياً. فهم يقصفون باستمرار.
س: من اين معلومات هؤلاء الثلاثة؟
ج: كانوا يريدون توريط العراق من خلال المطالبة بالمعلومات الإستخبارية. كانوا يعرفون ان العراق لا يملك معلومات كهذه، ولذلك بعد وقوع هجمات 11 ايلول، ستكون تلك ذريعة لتوجيه ضربة مكثفّة لهم.
وهكذا عدت الى الدبلوماسيين العراقيين حيث كان عليّ أن ابدأ معهم من جديد، قلت لهم: يبدو اني لم ابلغكم الرسالة بالطريقة المناسبة. واكدت لهم أن المسؤولين في اميركا واثقون من وجود مؤامرة، وانا اريد ان يفهموا في بغداد، ان يضعوا هذه القضية على رأس اولوياتهم فستكون كارثة على العراق لو وقع حادث ارهابي. فاوقف عملية لتفاوض السلمي مع العراق في الوقت الذي كانت ستظهر فيه اولى نتائج عملنا من اجل تحقيق السلام ورفع العقوبات.
س: الأميركيون كانوا يبحثون عن ذريعة لتقويض العملية السلمية.
ج: نعم. اياّ كان الأمر، فقد ردّ العراقيون في ايار 2001، قالوا انّه علينا نحن الأميركيين ان نرسل الى العراق خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالية إذا كنّا نعتقد بانّ هناك مؤامرة. وذكروني بأنّ العراق كان قد سبق ووافق قبل انتخاب “بوش” الإبن رئيساً على حضور فصيل خاص من المكتب الفدرالي الى العراق.
قال لي العراقيون: تفضلوا، إذا كنتم تعتقدون وجود مؤامرة، أو أنّ بغداد لديها معلومات ما هامة، فارسلوا فوراً خبراء من مكتب التحقيقات الفدرالي، وتأكدوا من كلّ شيء بانفسكم. اننا ندعوكم للمجيء الينا في اي وقت تشاؤون. ولتبحثوا بانفسكم إذا كنتم ترون اننا نخفي عنكم شيئاً. وبوسعكم ان تفعلوا عندنا كل ما نرونه ضرورياً. اننا نخولكم سلطة التحقيق واستجواب الشهود وما الى ذلك. واذا وجدتم معلومات عن مؤامرة فاننا نعطيكم كامل الصلاحيات للقبض على المتآمرين.
بدا الدبلوماسيون العراقيون قلقين للغاية. لقد نظروا الى الموضوع بكلّ جديّة. وعدت الى واشنطن حيث قابلت “ريشارد فيوز” المُشرف عليّ، ونقلت اليه تفاصيل حديثي مع العراقيين.
العراق سعى دائماً الى التعاون. وكان ردّ العراقيين سليماً. وهكذا بقينا طوال الصيف نلتقي أنا و”ريشارد فيوز” كل اسبوع تقريباً نتحدث في موضوع الهجوم المرتقب. بكلّ التفاصيل.
كنت اتحدث عن الأمر امام الكثير من الشهود. كانوا اشخاصاً مدنيين اصدقائي. اتحدث امامهم عن هجوم متوقع على مركز التجارة العالمية. وسيحدث بواسطة طائرات مخطوفة. الأكثر من ذلك كنّا نتوقع حصول الهجوم في نهاية الصيف أو بداية الخريف.
في ايلول قلت لأصدقائي، الهجوم واقع لا محال” وقد يتسبب بوقوع ضحايا كثيرين. ولن نستبعد ان يتمّ العمل الإرهابي بجهاز نووي حراري.
س: من قدّم هذه المعلومات؟
ج: كان من الواضح تماماً أنّ الشائعة صدرت عن الإستخبارات الأميركية نفسها. هذا ما كان معلوماً ليس لدى شخصين فقط. بل كان يعرفها كلّ من يتحلّى بنوع من التفكير السليم.
كانت مؤأمرة واسعة النطاق الى حدّ ما.
قالوا العراقيين، “سوزان” الشخص الوحيد الذي يتحدث عن هذا الهجوم هو “انتي”..
انظر ماذا حدث.. ارسلت طلباً الى بغداد، وراحت بغداد تبحث في الأمر، بعدها اجابوا: ليس لدينا ايّة معلومات عن ذلك. كل ما يتردد من معلومات صادرٌ عنكم فقط. عن الـ”CIA”، هكذا ببساطة. كل شيء صادرٌ عن واشنطن. لم يصدر شيء من السعودية. ولا من الشرق الأوسط.
لم يكن صلة بهم.
قبل وقوع 11 ايلول بشهر، أي في آب 2001، عندما كان من المفروض تعين “روبرت ميللر” رئيساً لمكتب التحقيقات الفدرالي، قال لي “ريشارد فيوز” بالهاتف ما يلي: يا ترى ماذا سيحدث إذا وقع العمل الإرهابي قبل تعيين رئيس مكتب للتحقيقات؟ وسألتهن اتظنّ بأنّ الهجمات الإرهابية ستحدث لا محال، حتى قبل تعييين رئيس مكتب الفدرالي؟
فأجابني: نعم. الجميع يتوقّع حدوث الهجمات بين يوم وآخر.
قلت له، في هذه الحالة ينبغي اليّ أن اعود الى نيويورك لأسأل الدبلوماسييين العراقيين لآخر مرّة، هل تلقوّا ايّ معلومات من بغداد. فقال لي: لا يا سوزان، هذه مخاطرة. اننا نتوقع سقوط ضحايا كثيرين. لا اريدك ان تذهبي الى هناك قبل ان يقع هذا الهجوم الإرهابي.
وعندها تحدثت مع اصدقائي واقاربي لأحثهّم على ان يبقوا بعيداً عن نيويوك، وفي 4 آب يوم السبت سافرت الى نيويورك حيث التقيت الدبلوماسيين العراقيين لآخر مرّة، قالوا: ليس لدينا جديد حول هذا الموضوع. انتي المصدر الوحيد الذي يتحدث طوال الوقت عن هذا العمل الإرهابي. كل الأخبار صادرة عن واشنطن وعن cia.
بوش عن تحذيرات 11 ايلول.. تريد ان تغطّي مؤخرتك.. لنلعب “الغولف”؟
س: ما هي التدابير التي اتخدت لتلافي العمل الإرهابي؟
ج: في 6 آب التقيت المشرف عليّ من cia في مكتبه، كان هو اليوم نفسه الذي تلقّى فيه الرئيس جورج بوش مذكرّة من منسّق شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة “ريشارد كلارك”.
كتب “كلارك” في المذكرة أنّ “القاعدة” تعدّ للقيام بهجوم، ولا بدّ من اتخاذ اجراءات التأهب الحربي. كان “كلارك” يحثّ “بوش” على اتخاذ اجراءات وقائية، حينها رمى “بوش” بالمذكرة جانباً وقال: انك تريد ان تغطّي مؤخرتك فقط، لنذهب ونلعب “الغولف” قليلاً.
نحن ايضاً قدرّنا بدورنا أنّ هذا الهجوم حتمي. واعتبرنا من الضروري اتخاذ اجراءات استثنائية، طلبنا من جميع الأجهزة الإستخبارية موافاتنا باّية معلومات في هذا الشأن، واتصلت بمكتب نائب العام “دايفد ايش كروفت” واتصلت بسكرتيره الخاصن لأنّه اصبح لي مع سنين العمل متاح لي الإتصال مباشرة بمكتبه.
ولذلك كان بامكاني في ايّة لحظة أن اطلق اشارة انذار. ولجأت الى ذلك. نصحوني بالإتصال فوراً بقسم مكافحة الارهاب، بوزارة العدل الأميركي. كررت لهم ما سبق وقلته لموظف مكتب النائب العام. واخبروني فيما بعد أنّه قال: يا لهؤلاء العاملين في cia.
طوال الوقت يرددون حماقات عن خطف الطائرات. وعن مؤامرة وهمية. دعوكم من هذا، لا تكترثوا لهم. كان ذلك حديثاً شخصيا.
وهكذا بقينا ننتظر العمل الإرهابي دون اتخاذ اجراءات وقائية ملموسة.
ولكننا لم نعرف بموقع وقوعه الاّ بصورة تقريبية. ومتى عرفنا الهدف. من السهل وضع نظم دفاع جوّي على سطحي مبنيي التجارة العالمي مباشرة. فيصبح من السهل اسقاط ايّ طائرة تقترب منه.
كان من السهل اعلان حالة التأهب في منظومة “نورد” للدفاع الجوي عن اميركا الشمالية، فيكون عليهم ان يبقوا على استعداد لمواجهة اي طائرة تدخل المجال الجوي، خاصة إذا كانت متجهة الى مركز التجارة العالمي. كان من السهل تنفيذ كلّ لك. ولم يشددوا الأمن في المطارات حتى لا يحصل خطف للطائرات.
اي اجراء لم يتخذ، تماماً كما حصل مع “uss cole” كانت لدينا المعلومات، وكان تحذير من استهداف، لكنهم سحبوا الحراسة كلّها… تماماً كمعرفة اليابانيين بهجوم “بيرل هاربر”… ليأخذوها ذريعة للتدخل في الحرب العالمية الثانية..
واحداث 11 ايلول، كانت بمثابة “بيرل هاربر” الخاصة بجورج بوش، كان مطلوباً الحاق اكبر دمار بالمباني لتبرير شنّ الحرب على العراق.
في الجزء الثاني… خفايا 11 ايلول بالتفصيل، من نفّذ.. وهل من تفجيرات داخل البرجين؟ لماذا لم يحضر اليهود الى اماكن عملهم؟