عَ مدار الساعة


لبنان الحلم…


تحديات دولة لبنان الكبير هل سيتجاوزها عهد الرئيس عون.. لتأسيس مئويّة جديدة للبنان الرسالة النموذج للشرق والغرب؟ (إيلي حنّا)

كانت البداية سنة ١٩٢٠ في الأوّل من أيلول، وقت أعلن الجنرال غورو وبحضور البطريرك الماروني إلياس الحويّك وعدد من الوجهاء والمقامات الدّينيّة والسّياسيّة، قيام دولة لبنان الكبير البقاع مع أقضيته الأربعة ( بعلبك، البقاع، راشيّا وحاصبيّا) وولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا، صور، مرجعيون، طرابلس وعكّار )، إضافةً إلى ما كان يسمّى بمتصرِّفيّة جبل لبنان، لتصل مساحته ل ١٠٤٥٢ كلم٢، أي ما هو متعارف عليهِ اليوم.

مرّ الزّمن على هذا الإعلان، بكلِّ ما حمل، من الإستقلال إلى الإحتلالات والحروب، من الإنتخابات والإستقالات، من البُنيان والعمران والتطوّر والإنفتاح إلى الخراب والإنهيار والحصار، كما كان الزمن شاهداً على رؤساءٍ خلّدو إنجازاتهم في التاريخ، وغيرهم حكموا وليتهم لم يحكموا !! ولن ننسى أيضاً أنّ الزمن كان شاهداً على كلّ نقطة دمٍ سقطت على هذه الأرض من أجل وطن أفضل ومن أجل بناء دولة لبنان الحلم…

مئويّة قاسية مرّت على لبنان، أهلكتهُ وأتعبتهُ وهدّت مفاصله الإقتصاديّة والإجتماعيّة والأمنيّة.

نعيّد المئويّة اليوم، في ظلّ ظروف ومؤشّرات توحي بتغيّراتٍ إقليميّة وتقسيماتٍ جغرافيّة في منطقة الشّرق الأوسط، فهل سنشهد إختفاء بعض الدّول وتقسيم بعضها الآخر، وظهور لدول جديدة؟ و هلّ نَسلَم !؟؟

على رأس السّلطة اللّبنانيّة اليوم رئيساً ما عرف اليأس يوماً، قائداً ما استسلمَ للأزمةِ لحظةً، لديه من الإيمان والرّجاء والثّقة ما يكفي لكي يوفي بوعدهِ للشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن وطنٍ لطالما حلموا سويّاً ببنائه.

كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن أنّ الرّئيس عون هو آخر من سيتولّى سدّة الرّئاسة في لبنان، “لبنان الذي نعرفهُ”، وأنّ مع إنتهاء هذا العهد ستطوى آخر صفحات حكاية لبنان الكبير، لأنّ عمليّة إنقاذ الدّولة قد فشلت وحان وقت البديل…

ولكن، من شاهد خطاب الرّئيس عون وسمع كلامه بمناسبة الإعلان عن بدء التنقيب عن النفط والغاز، رأى الأمل ينبثق من عينيهِ، وسمع الإصرار والمثابرة والتّصميم على النهوض والخروج من الأزمة الإقتصاديّة في كلامهِ.
إنَّهُ جنرال المهمّات الصّعبة، لن يترك حلّاً إلّا وسيلجأ إليه لكي ينقذ البلد ويخرجه من محنتهِ.

أخيراً، صحيح أنّ عهد الجنرال عون بدأ لحظة انتخابه رئيساً ولكنّهُ لن ينتهي مع إنتهاء ولايته، بلّ سيمتدّ مع السّنين، مؤسِّساً لمئويّةٍ جديدة عنوانها لبنان القويّ، القوي بمجتمعه وإقتصاده وأمنه وسياسته الخارجيّة والدّاخليّة وإستقلاليّته…
عهد الرّئيس عون هو البداية لا النّهاية…هو حجر الأساس لمئويّة لبنان الحلم .