أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


14 شباط، وقفة قرب الضريح..


تعازينا عن بُعد، ولسعد.. أننا خصوم شرفاء أوفى من الراقصين عَ الضريح مع دموعِ التماسيح…
(أمين أبو راشد)

رحمة الله على الرئيس رفيق الحريري، ولا تجوز على الراحلين سوى الرحمة، والغاء ذكرى الشهداء  في 6 أيار والإكتفاء بذكرى شهيد 14 شباط، مسألة لن نتوقَّف عندها، سيما وأننا فقدنا ثلاثة شهداء من الجيش اللبناني بالأمس، انضموا الى قافلة مئات الآلاف من شهداء الشعب اللبناني، ولا ننتظر يوم عطلةٍ رسمية لإحياء ذكراهم، في زمنٍ بات فيه لدينا شهيد بسمنة وشهيد بزيت. 
هذه شكليات، لكن المضمون أن إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري، قد انسحب من ساحة الشهداء الى البيال منذ سنوات، وينسحب هذه السنة الى بيت الوسط، لأن الباصات التي كانت تنقل المناصرين من عكار وطرابلس وعرسال والبقاعين الأوسط والغربي، باتت تنقل ثواراً الى وسط بيروت حيث الضريح، ثوارٌ قادمون من بؤر الفقر، عاشوا سنوات على حرير وعود الحكومات الحريرية، وَهَاجوا على كل من يقف في طريقهم، وهُم من حيث لا يدرون، ثائرون على ورَثة ساكن الضريح، الذين رفعوا سقف ديوننا من ثلاثة مليارات دولار الى سبعة عشر ملياراً، ثُم ارتفع السقف تدريجياً مع كل حكومة حريرية حتى وصل الى ما يُقارب المئة مليار. 
ليست مصيبتنا تقتصر على وِرثَة الديون، ولا في الخمسين مليون دولار التي يدفعها الشعب اللبناني سنوياً لمعرفة هوية القَتَلة عبر المحكمة المهزلة، بل المصيبة في رفض الوَرَثة الإعتراف، بأن القتلة وفق ما اجمعت عليه معلومات واعترافات وتحليلات دولية، حدَّدت الدول التي شاركت في التخطيط والمراقبة والتنفيذ، وبوصلة “الراقصين فوق الضريح” من المُجرمين وشهود الزور والمعلوفين على معالف قصر قريطم سابقاً وبيت الوسط حالياً، مُتَّجهة صوب دمشق ومعها المقاومة، ليستمروا في المُتاجرة حتى بالموتى، والرئيس سعد الحريري اعترف مؤخراً أنهم سرقوه في قلب بيته!
أيها الراحل الكريم، إن مَن شاؤوا إقامة ضريحك في وسط بيروت، كانوا يهدِفون لجعله مزاراً وطنياً، وقيمة الشهيد الوطني تفرِض ذلك ولكن، ونحن نواكِب جثامين آلاف الشهداء من الجيش والمقاومة والمواطنين اللبنانيين الأبرياء الذين يحملهم أهلهم وناسُهم في قُراهم على الراحات، نشعر وكأن تسجية جُثمانٍ في ساحة الشهداء يختصر صاحبه كل الشهداء ولا يعتبر الشعب اللبناني ضريحه مزاراً، فإن هذا يعني أن الوَرَثة لم يُحسِنوا الحفاظ على الإرث المادي الذي كان يشتري مُناصرين، وأنهم من حيث لا يدرون دفنوا بعدك ما تُسمَّى “الحريرية السياسية”.
ويأسف الوَرَثة هؤلاء على الحريرية السياسية التي قامت على شراء الناس بالوعود منذ التسعينات، وهي وإن كان المرحوم رفيق الحريري قادراً على شراء مناصرين لها، فإنها منذ العام 2005 تبيعهم وعوداً إنتخابية، وهي أعجز من أن تًسدِّد ثمن بونات البنزين للمناصرين، بدليل، أننا ما وجدنا باصاً واحداً من الشمال أو البقاع نزِلَ رُكابه قرب ضريحك للصلاة والإستذكار، وهُم كانوا ولا يزالون حتى انتخابات العام 2018 مع “الحريرية السياسية”!
نُكرِّر سؤال الرحمة لروحِك يا دولة الرئيس، ونسأل للوريث الشيخ سعد الصبر والسلوان على فقدانك، ونتمنى له أن يُميِّز بين الجائع للخبز والبائع للخبز والملح من بين الذين يحيطون به، ويلعقون الريال عن شحاطة سعودية ليبيعونه، وبما أننا من الفريق المُستبعد عن إحياء الذكرى، نُقدِّم تعازينا عن بُعد، ونؤكد للشيخ سعد أننا خصوم شرفاء وأننا أوفى من الراقدين على معلفه والراقصين على الضريح مع دموعِ التماسيح…