إحياء المشروع بظل مساعي طرد القوات الأميركية من العراق
كشفت موقع “ميديل إيست آي” البريطاني عن مخطط امريكي خليجي لإنشاء إقليم أشبه بدولة غرب العراق، وذلك للرد على الحملات التي قادتها أحزاب عراقية في الآونة الأخيرة من أجل طرد قوات الاحتلال الأميركية من البلاد.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أن “الولايات المتحدة تروج خلال الأسابيع الأخيرة لإنشاء “منطقة حكم ذاتي سنية” غرب العراق، مضيفين أن “المساعي الاميركية تأتي رداً على محاولات “الاحزاب الشيعية العراقية” لطرد القوات الأميركية من البلاد، على حد قولهم.
وأشار الموقع إلى أن “فكرة إنشاء “إقليم سني” في العراق تعود إلى العام 2007 حينما طرحها نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي هو أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة”.
كما نقل الموقع عن مسؤول عراقي قوله إنه “تم إحياء هذا المشروع من جديد في ظل المساعي الهادفة إلى طرد القوات الأميركية من العراق”، مضيفا أن “إنشاء “منطقة سنية” هو فقط أحد الخيارات التي تنظر فيها واشنطن”.
بدوره، أكد مسؤول أميركي سابق مطلع للموقع أن “واشنطن تعمل على وضع هذا الخيار على الطاولة، وأن إنشاء “منطقة سنية” دائما ما كان خيارا بالنسبة للولايات المتحدة”، وتحدّث عن أنه يجب “عدم السماح للإيرانيين بالوصول إلى البحر المتوسط أو الاستفادة من الجسر البري الذي يوصلهم بحزب الله”، على حد تعبيره.
وتابع المسؤول الأميركي السابق أن “المشروع “أميركي وليس سنيا”، وأن إنشاء منطقة “سنية” في غرب العراق هو بمثابة خطة “لكبح إيران وأذرعها في الشرق الأوسط”، موضحا أن “الخطة ترمي إلى إنشاء دولة وليس منطقة إدارية”، على حد زعمه.
الموقع أضاف أن “مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر كان قد توجه إلى مدينة اربيل دون أن يمر ببغداد، من أجل لقاء الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود برزاني وعدد من المسؤولين الأكراد”.
وقالت مصادر للموقع إن شينكر التقى عددا من السياسيين “السنة العراقيين” لبحث تداعيات قرار البرلمان العراقي طرد القوات الأميركية من العراق” مضيفة أن شينكر توجه بعد ذلك إلى الإمارات حيث التقى رئيس البرلمان العراقي محمود الحلبوسي.
ونقل الموقع عن النائب العراقي عبد الله الخريبط، المقرب من الحلبوسي، أن المحادثات حول مشروع إقامة “منطقة سنية” في العراق مستمرة وتتطور أكثر فأكثر”، مضيفا أن “المشروع سينطلق من محافظة الأنبار ليشمل بعد ذلك محافظات نينوى وصلاح الدين وجزءا من محافظة ديالى”.
وتابع الموقع أن “المنطقة المطروحة ستنشأ في البداية ” وفقاً لمواد الدستور العراقي الذي يسمح بإنشاء مناطق إدارية إلى جانب كردستان”.
كما نقل الموقع عمّن أسماه “زعيم سني بارز” قوله إن “المنطقة ستضمّ بعد ذلك، بشكل مؤقت، إلى كردستان بشكل “فدرالي أو كونفدرالي”، وذلك لتجنّب النزاع بين “السنة” و”الاكراد” حول مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها”، مضيفا أن الخطوة الاخيرة هي بمثابة اعتراف دولي بالمنطقة.
المصادر قالت للموقع إن دولًا خليجية متحالفة مع الولايات المتحدة بقيادة السعودية والإمارات تدعم وتموّل المشروع، وإن عناصر التمويل والضغط الدولي والقوة العسكرية المطلوبة وضعت لإنشاء المنطقة.