ليتهم يحملون حياء يهوذا عندما أدرك فداحة جريمته ( أمين أبوراشد )
نكادُ نحسِد الزعماء الذين تلتفُّ حولهم طوائفهم، لو كانت مدرسة ميشال عون طائفية مذهبية، وبحجم الزواريب المُقفلة عن الوطن..
لكن ميشال عون علَّمنا أن المُواطَنَة هي في الإرتتقاء الى ساحات اللقاء مع الآخر..
ربما هذا الرجل جاء في غير زمانه، شأنه شأن أنطون سعادة، الذي حاول أن يُنِير هذا الشرق المُظلِم بفكره العظيم، وأن يُوحِّد فيما بين عربان أبي جهل، فانتهى الشرق الى ما انتهى إليه في عتمة الشياطين.
ليس يطلب ميشال عون دعماً مسيحياً، في زمنٍ بات فيه بعض المسيحيين من أحفاد يهوذا، يُنفِّذون أجندات رومان العصر ويهود كل الأزمنة ولكن،
ليتهم يحملون حياء يهوذا عندما أدرك فداحة جريمته، لكنهم من عالم الإجرام قادمون، وعلى عظام شهداء “المجتمع المسيحي” أقاموا “العشاء السرِّي” الملعون، وبكل وقاحتهم يُظهِرون عِفَّتهُم، وبالتقوى والإيمان يخطبون، وبالزيت يرشحون.
مع الإسرائيلي تواطئوا، ومع المُحتلِّ تعاملوا، وعند أقدام الوهَّابي التكفيري سجدوا، ومع الإرهابي وقفوا بوجه الجيش اللبناني، وضدَّ المُقاومين من أبناء مدرسة الكرامة اللبنانية جاهروا.
عملاء مجرمون، أكلة مال الشهداء ولاعقيّ دمائهم، بنوا صروح مجدهم الزائل على قبور الضحايا،وهُم اليوم طليعة المُراهنين على مُتغيِّرات دولية، ويحلمون بقلب المُعادلات وإسقاط حُكم حليف المُقاومة.
هُم قُطَّاع الطُرق من جبيل الى الرينغ، ويستوردون إرهابيين عبر الباصات من الأرياف البعيدة متى احتاجوا دعماً ومزيداً من الزعران، وغالباً من المُغفَّلين المساكين وسعر الرأس منهم عشرة آلاف ليرة للثائر الواحد أو للثور الواحد لا فرق.
منذ ثلاث سنوات وصل ميشال عون الى بعبدا على أنقاض إرادتهم المسحوقة، لأنه وصل بإرادة لبنانية جامعة وإجماع اللبنانيين الأوادم، وكان ولا يزال الآدمي الأول، الذي كشف حقيقتهم وحقيقة سواهم من جماعات المزارع والكانتونات وهياكل تجارة الرقيق ومغاور اللصوص، ولذلك، تحالفوا حتى مع الشياطين ظناً منهم أنهم قادرون على إسقاط ميشال عون.
مشكلتنا معهم أنهم حمقى أغبياء، يُراهنون على أن عهد ميشال عون قد يلِيه عهدُ من ليس في وطنيته وأخلاقيته، وأن المعايير التي أوصلت ميشال عون بعد سنتين ونصف من المواقف الشريفة للمقاومة، هي غير المعايير التي سوف تُعتمد في أية انتخابات رئاسية مُقبلة ولكن،
يا حمقى ويا أغبياء: مفتاح قصر بعبدا دونه مفاتيح كثيرة قبل الحصول عليه، لا نسخة عنه لا في الخارج البعيد ولا في الإقليم القريب، وهو مفتاحٌ لبناني لأية شخصية طالعة من تراب لبنان، مصقولة بالتربية الوطنية اللبنانية، فلا تذهبوا بعيداً في أوهامكم لأن عهد ميشال عون هو البداية لتطهير لبنان من رجسكم، وانتظروا…
إنتظروا ما وراء هدوء ميشال عون، ولا يُفاجئكم غليانه الساكن، والعاصفة آتية من قِمَّة الجبل، وفي أسفل الجبل سوف تُصلبون، لأن لا مكان لكم في سياسات لبنان الوطنية العُليا يا أحفاد يهوذا …