أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا فعل إبن قرطبا بإرثٍ سياسي لا مثيل له؟


ماذا حصل فجأةً لهذا الرجل؟ (جورج الهاشم)

ما أن تقول بيت سعيد حتى تسمع من يقول”الله يرحم أنطون”، ذاك الشاب المؤسساتي الذي إجتاز عتبة البرلمان مترشحًا على اللوائح الشهابية. ذاك الطبيب الطموح الذي فتح مستشفى كرسها لخدمة أهل منطقة جبيل….

المهم اليوم، على ماذا حافظ فارس سعيد من هذا الإرث؟

دخل هذا الرجل الحياة  السياسية من بابها العريض فارضًا إحترامه مخاطبًا الشباب بلغتهم منظرًا بالسيادة والإستقلال. دخل الندوة البرلمانية فكان له سلسلة مواقف مناوئة للوجود السوري ومطالبة بإنسحاب جيوشها ولكن ماذا حصل فجأةً لهذا الرجل؟

أثر خروج الإحتلال السوري من لبنان، ترشح فارس سعيد مع لوائح الحلف الرباعي بمواجهة العماد عون الذي كان أنذاك أحد رموز الإستقلال، ففضل الترشح مع تيار المستقبل، أبرز أحزاب سلطة الإحتلال وصاحب شعار”ضروري، شرعي، مؤقت”، حزب الله الذي لم يخفي يومًا تحالفه مع السوري، حركة أمل التي هي أيضًا لم تخفي هذا التحالف ووليد جنبلاط، الرجل المدلل لدى السوريين قبل إنسحابهم، المنقلب عليهم بعد خروجهم.

مع تبلور المشهد السياسي، كان إتفاق مار مخايل بين العماد عون وأمين عام حزب لله حسن نصرلله الذي أرثى أهم التفاهمات الوطنية وفرض السلم الأهلي فكان الدكتور سعيد من أبرز مهاجمي هذه الإتفاقية غير أننا لم نسمع صوته في غزو الأشرفية في ٦ شباط من العام نفسه.

في عام ٢٠٠٧ وفيما كانت قوى ٨ آذار وحليفها ميشال عون في الشارع رفضًا لحكومة السنيورة، وأثر قطع طريق جبيل أرسل فارس سعيد أزلامه مطلقين النار على طلاب عزلّ ما أثمر عن شلل المناضل مارك حويك وإصابة المناضلة سهام يونس. فكيف لرجل إنتقد سلاح حزب لله وإتهمه بالميليشيا المسلحة أن يقوم بأسوأ الأعمال الميليشياوية.

عام ٢٠٠٩ أسقط الشارع الجبيلي فارس سعيد فإتهم شيعة المنطقة بإفشاله وهنا صدمة جديدة، كيف لمن حاضر بالعيش المشترك ونبذ الطائفية أن يتهم شريحة من الشعب الجبيلي بفرض نتائج على أهل جبيل؟ فهل شيعة جبيل غريبة عن النسيج الجبيلي وهل نسي أن معظم أصوات والدته من هذا النسيج؟

هذه كلها من جهة ومن جهة أخرى سلوك فارس سعيد بعد إنتخاب الرئيس عون، فلم يكتفي هذا الرجل بالتعبير عن عقدته من إيران ولا عن هوسه من الهيمنة الإيرانية الغير موجودة أصلًا، ولا حتى عن ولائه المطلق لمملكة آل سعود بل بدأ بمهاجمة الرئيس عون الرجل الأكثر تمثيلًا في لبنان والذي وصل نتيجة نضال دام اكثر من ٢٠ سنة.

ربما فات فارس سعيد أن لميشال عون شرعية شعبية على مساحة ال١٠٤٥٢ بينما هو فقدها حتى من قضاء جبيل.

وربما نسي أن السيادة الحقيقية لا تتحقق بشهادة زور تبرئ المملكة السعودية من إختطاف رئيس حكومة بلده.

دكتور فارس، تعلم جيدًا رابطة الصداقة التي جمعت عائلتك وعائلتنا المصغرة فنصيحة من صديق، توقف عن الكلام الذي لا جدوى منه، فلا رأيك مؤثر ولا صوتك مسموع ولا إحترامك موجود فلم تنجز سوى أمر واحد، تدمير إرث آل سعيد بولدناتك السياسية…

دكتور فارس اذا إبتليت بالمعصية فإستتر.