شرح الرئيس السوري بشار الأسد لماذا لا تغضب بلاده بشدة على سرقة واشنطن نفطها بالقول: “بالطبع نحن غاضبون، وكل سوري غاضب بالتأكيد… هذا نهب، لكن لا يوجد نظام ولا قانون دولي”.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة RT الناطقة بالإنجليزية، قال: “نحن بالطبع غاضبون، وكل سوري غاضب. بالتأكيد. هذا نهب، لكن لا يوجد نظام دولي، ولا قانون دولي، بصراحة هذا ليس جديدا، ليس خلال الحرب وحسب، فالأمريكيون يحاولون دائما نهب البلدان الأخرى بطرق مختلفة، ليس في ما يتعلق بنفطها أو أموالها أو مواردها المالية فقط، بل إنهم يسرقون حقوقها، حقوقها السياسية، وكل حقوقها الأخرى. فهذا دورهم التاريخي، على الأقل بعد الحرب العالمية الثانية. وبالتالي فإن هذا الأمر ليس جديدا، وليس غريبا ولا منفصلا عن سياساتهم السابقة لكنه يتخذ أشكالا مختلفة بين وقت وآخر. وهذا الشكل المتمثل في نهب النفط، هو الشكل الصارخ للسياسة الأمريكية، أي نهب حقوق الشعوب الأخرى”.
وردا على سؤال: لماذا تهتم دولة مصدرة للنفط مثل الولايات المتحدة بكمية من النفط بثلاثين مليون دولار شهريا؟ أجاب الأسد: “منذ بدأ “داعش” بتهريب النفط السوري وسرقته عام 2014، كان لديه شريكان: أردوغان وزمرته، والأمريكيون، سواء كان ذلك من خلال “السي آي إيه” أو أطراف أخرى. وبالتالي، فإن ما فعله ترامب هو أنه أعلن الحقيقة فقط. إنه لا يتحدث عن أمر جديد. فحتى عندما بدأ بعض الأكراد يسرقون بعض النفط السوري، كان الأمريكيون شركاءهم، فالقضية قضية مال ونفط، وهذا ما قاله ترامب مؤخرا. هذا ليس جديدا على الإطلاق ولا علاقة له بهذه المحادثات أبدا”.
وعمّا إذا كان جزء كبير من الحرب يتمثل في وصول أنبوب الوقود الأحفوري من الشرق الأوسط إلى أوروبا والذي بدوره سيمنع وصول الأنابيب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي؟ أجاب الأسد: “هذا واقعي جدا، لكنهم يقولون إن البعض طلب من الرئيس أن يفتح سوريا أمام خط يمر من الجنوب إلى الشمال، وإنه قال (لا) من أجل الروس. في الواقع، ذلك لم يحصل. هذا غير صحيح، لكن كان هناك خط أنابيب من الشرق إلى الغرب، من إيران، عبر العراق، فسوريا إلى البحر المتوسط. إذا كان هذا سببا، فهذا محتمل وإذا كانت الحرب تتعلق بالنفط كعامل، فمن المرجح أن يكون هذا صحيحا. لكن هذا ليس هو العامل الوحيد؛ فلا تنس أن ثمة حربا بين الولايات المتحدة وباقي العالم. ما نشهده اليوم هو تحرك للصفائح التكتونية محدثة زلازلا، لأن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية انتهت صلاحيته، خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولم يعد عالما ذا قطب واحد صالحا للعمل. وبالتالي، هناك قوى صاعدة مثل روسيا، والصين والهند ودول أخرى. والولايات المتحدة لا تقبل بأي شريك لها في قيادة العالم، حتى بريطانيا، وفرنسا، وحتى الدول الكبيرة الأخرى، التي لن أسميها قوى عظمى، لأن ذلك له معنى آخر، فهي لم تعد دولا عظمى. إنهم لا يقبلون الشركاء، ولهذا يقاتلون الآن. وعليه، فإن الحرب في سوريا هي حرب عالمية ثالثة مصغرة، إن جاز التعبير، لكن دون سلاح، ومن خلال الوكلاء. ثمة عوامل مختلفة، والنفط هو أحد هذه العوامل دون أن يعني ذلك أن الحرب تخاض من أجل النفط. لا أعتقد أن ما يحدث هو بسبب النفط فقط.
-روسيا اليوم-