عَ مدار الساعة


“اللا” المباركة.. تتخطى كل الخطوط الحمر (حسان الحسن)

مقال كتب بتاريخ 22 أيلول 2017، حين جدد الرئيس العماد ميشال عون تأكيده رفض توطين اللاجئين والنازحين.. فدفعنا ولانزال ندفع الأثمان

نعم .. إنه العماد ميشال عون هو كما كان، عندما بدأ حياته العسكرية في الجيش اللبناني، راسخ في قناعاته، ثابت في مواقفه، هو القائد الإنساني الذي آمن بنهج المقاومة طريقاً الى الإنتصار، إنطلاقاً من إيمانه أن الغلبة ستكون في نهاية المطاف لصاحب الحق على القوي المعتدي والمتغطرس، والتجارب والوقائع التاريخية أثبتت ذلك. فكم من الشعوب المظلومة والمعتدى عليها، أطلقت حركات المقاومة في وجه القوى العاتية، ونالت مرادها، وحررت أرضها، وصانت سيادتها، فالمقاومة اللبنانية خير مثل ومثال على ذلك.

 

الموقف المشرف الذي أطلقه الرئيس ميشال عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصاً رفضه لتوطين اللاجئين والنازحين في لبنان، رداً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن نية بلاده سعيها “للتوطين”..

 

ليس غريباً العماد عون وتاريخه.. ويا للمصادفة أنه في التاريخ عينه، أي 21 ايلول من العام 1988 يوم رفع الجنرال “اللا” المباركة في وجه الولايات المتحدة التي حاولت عبر مساعد وزير خارجيتها آنداك ريتشارد مورفي فرض رئيس جمهورية على لبنان، من خلال عقد تفاهمات أقليمية، والتهديد بإدخاله في الفوضى، في حال رفض “التفاهم” الذي عرف “باتفاق مورفي- الأسد”.

 

يومها تخطى قائد الجيش كل الخطوط الحمر، وقال: “جربنا دايماً “النعم” في الرد على المطالب الأميركية ما تغير شي عنا بالعكس، بل زادت الأوضاع ترديًا، خلينا نجرب “اللا” هيدي المرة”.. لا لرئيس جمهورية يفرض على اللبنانيين بعد اليوم، وبعدها أبلغ عائلته أنه قد يتعرض للاغتيال في أي لحظة، ولم يأبه لأي مصيرٍ ينتظره، إيمانا منه بالحفاظ على سيادة لبنان وحريته واستقلاله.

 

وقبلها عندما ضابطاً شاباً في مستهل حياته العسكرية رفض كل التجاوزات المسلحة التي تمس بالسيادة اللبناينة، كاتفاق القاهرة 1969 وتجاوزات المنظمات الفلسطينية خارج مخيماتها، وكذلك الاعتداءات المليشيوية، وهيمنة قوى الوصاية، معرضاً نفسه وعائلته للخطر الأمني، وللعقوبات المسلكية من قيادته التي كانت خاصعة للسلطة السياسية الراضخة للامر الواقع آنداك.

نعم أنه ميشال نعيم عون حامي السيادة اللبنانية، وصاحب القرار الحر الذي صنع في لبنان، وهو الذي أعاد الى رئاسة الجمهورية دورها بعد أعوام المحنة التي مرت بها في العهد السابق.

نعم أنه عون الذي أكد في 22 تشرين الثاني 1988 من بيت الشعب في بعبدا “أن لبنان كلي السيادة والاستقلال لاشريك له على أرضه ولا وصي على قراره ولا رقيب على حريته” وصدق في الوعد، ووفى في العهد الذي قطعه لشعبه على طول الزمان، بالحفاظ على السيادة والقرار الحر، رغم كل المخاطر التي مرت عليه، ثم إبعاده الى الخارج، ثم تهديده مباشرة من قبل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش في خريف 2007 في منزله في الرابية، عندما حاولت واشنطن فرض رئيس جمهورية غير ميثاقي على اللبنانيين، فجدد الجنرال للموفد الأميركي موقفه التاريخي الشهير “يستطيع العالم أن يسحقني ولن يأخذ توقيعي” .. نعم هذا تاريخ ميشال عون ومواقفه.