أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هل ستتحقق الفوضى الخلّاقة التي طرقت أبواب الجمهورية اللبنانية أم تسقط بلا رجعة؟

 

  • الفوضى الخلّاقة بديل عن الإجتياح الأميركي لإسقاط الأنظمة العربية الديكتاتورية

***

الشرق الأوسط الكبير هو الاستراتيجية الأميركية التي أطلقها جورج بوش انتقاماً من اعتداءات ١١ أيلول ٢٠٠١ للعشرين سنة القادمة.

تجلّت استراتيجية بوش بإعلان دول محور الشرّ فكان إجتياح تلك الدول بدءًا بأفغانستان عام ٢٠٠١ ثمّ العراق عام ٢٠٠٢ ، إلّا أن فشل أمريكا بتحقيق الديمقراطية بالدبابات الحديثة جعلها تستعيض عن التدخل العسكري المباشر لعدم تأمين غطاء دولي لشرعية ضرب إيران بالإنظلاق إلى فرض الفوضى الخلاقة لتقويض الأنظمة العربية تحديدا لا بل الشرق أوسطية التي ومن خلال قمع شعوبها عزّزت المحسوبيات على حساب المواطنة فارتفعت البطالة في تلك الدول الغنية منها كالمملكة السعودية ومختلف الدول العربية الأخرى التي أصبحت بيئة حاضنة لتكوّن الإرهاب.

إن الكلفة المرتفعة للإجتياحات المباشرة الاميركية في الشرق الأوسط دفعتها إذاً للاستعاضة عن إجتياح أي بلد شرق أوسطي آخر جديد كسوريا وإيران جارتي العراق والبدء بتطبيق مفهوم الفوضى الخلّاقة من خلال رفع الغطاء الأميركي عن الأنظمة العربية والشرق الاوسطية فتمّت تصفية ياسر عرفات فصعدت حماس إلى المسرح السياسي وتمّت تصفية رفيق الحريري في وسط العاصمة اللبنانية وصعد حزب الله إلى المسرح السياسي اللبناني بعدما كان وجوده في السلطة السياسية خجولاً وأُسقِط إياد علاوي رئيس وزراء العراق فصعد أبو مصعب الزرقاوي من خلال مسار التفجيرات الدموية المُكثّفة في العراق وأُسقِطَ رئيس وزراء باكستان برويز مشرّف وهكذا أصبحت الأنظمة العربية مكشوفة لا بل بمواجهة مباشرة مع شعوبها فبدأ ربيع دمشق لإسقاط الأسد بعد إغتيال رفيق الحريري في بيروت وتزامن ذلك مع حرب أميركية بالوكالة ضد حزب الله عام ٢٠٠٦ إنتهت بدخول حزب الله بقوة لافتة إلى العمل السياسي العلني إستتبعها انتفاضة الجيل الإيراني الجديد ضد نظام الملالي
وهكذا ارتفعت وتيرة مساعدات التنمية الأميركية USAid في الدول العربية لإنعاش المبادرات المحلية في الأرياف العربية ودعم المشروعات التنموية التي ترفع من منسوب إنغماس الشعوب بدورات إقتصادية متنوّعة ومميزة في نوعها وذلك بأسلوب مباشر عبر مكاتبها في العواصم العربية بدل تقديم هذا الدعم المالي المباشر للحكومات الذي يذهب في تعزيز منظومات الفساد العربية إضافة إلى آلاف المنح الجامعية والمساعدات العلمية لآلاف الشباب العربي
الفوضى الخلّاقة أي البديل عن الإجتياح الأميركي لإسقاط الأنظمة العربية الديكتاتورية هي التكتيك المفضّل لإنجاح شرق أوسط جديد استدركه جورج بوش في ولايته الثانية ليُشرِك الشعوب العربية بالقرار السياسي في دولها ومحاسبة حكامها بدل أن تحاسبهم أمريكا!

اليوم وبعد تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية من قبل الإدارة الاميركية والعديد من دول العالم انتقلنا إلى مرحلة العقوبات المباشرة على حزب الله ثمّ إسقاط الحكومة التي يملك فيها مع حلفائه الغالبية المطلقة فبدَل أن يُسقِط الحكومة أقدَم رئيس الحكومة اللبنانية نفسه على إسقاطها بعدما ارتكب رفيق الحريري خطأ زيارة الإمارات العربية المتحدة لجلب تعويم مالي مصرفي لحكومة يملك فيها حزب الله الأكثرية نصف زائد واحد ممّا أغضب ولي عهد المملكة العربية السعودية ووزير خارجية أميركا جورج بومبيو الذي كان سبق له واجتمع مع الحريري في منزل الأخير في واشنطن ووصف اللقاء بالمُطوّل والحميم!

إن الفوضى الخلّاقة التي طرقت أبواب الجمهورية اللبنانية مرةً بإغتيال رفيق الحريري في شباط ٢٠٠٥ ومرّةً بالحرب الإسرائيلية المباشرة عام ٢٠٠٦ ومرّةً ثالثة بعد تلك الحرب بتكوّن جبهتي ١٤ و ٨ آذار وأيضاً بفراغين رئاسيين في خلال ٩ سنوات انتهت في كل مرة إلى فشل ذريع فهل نجحت هذه المرة؟
لكن يبقى السؤال الأهم هل ستتحقق الغاية المرجّوة منها هذه المرّة أم تسقط بلا رجعة؟

شحاده شحاده