– داني باسيل: لتحويل الجمعيات التعاونية الزراعية الى مؤسسات تدير مشاريع ذات ربحية مستدامة..
– غلوريا ابوزيد: لتفعيل ثقافة وروح التعاوني لدعم الاقتصاد المحلي
***
نظم اتحاد بلديات منطقة البترون ورابطة مخاتير منطقة البترون وبالتعاون مع المديرية العامة للتعاونيات ورشة عمل بعنوان “مفهوم العمل التعاوني ودوره في التنمية الاجتماعية وانماء الريف، في البترون في حضور المديرة العام للتعاونيات غلوريا ابي زيد، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات البترون مرسيلينو الحرك، رئيس رابطة مخاتير البترون جاك يعقوب، رئيس مصلحة الزراعة في لبنان الشمالي الدكتور اقبال زياده، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، مسؤولة الصليب الاحمر اللبناني ـ فرع البترون كلود درزي، رئيس المركز الزراعي في البترون المهندس داني باسيل، رؤساء البلديات والمخاتير، ممثلي الجمعيات والروابط والمؤسسات، رؤساء جمعيات تعاونية ومهتمين.
الحرك
بعد النشيد الوطني قدمت للورشة رين قدوم فكلمة الحرك الذي رحب بالحضور ثم أكد أن “أسس اتحاد البلديات تهدف دعم المشاريع المشتركة التي تخدم كافة البلديات في القضاء وما ورشة العمل المنظمة اليوم الا تأكيد من اتحاد البلديات على اهمية دور التعاونيات وخصوصا الزراعية. كلنا ندرك ان التعاونيات هي فاعل اقتصادي رئيسي في كل دول العالم حيث يساهم في خلق فرص عمل خاصة بالمناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة”.
واضاف: “إن معظم قرى وبلدات المنطقة يعتمد على الزراعة كنشاط اقتصادي مركزي، وهذه القرى خاضت بنجاح تجربة الجمعيات التعاونية الزراعية التي تلعب دورا اساسيا في دعم القطاع الحيوي وفي تصريف الانتاج وتوجيه قسم منه نحو التصنيع. واليوم وجودنا هو لدعم التعاونيات بشكل عام وتشجيع الناس على تأسيس تعاونيات جديدة مثل تعاونيات مربي النحل لا سيما وان تربية النحل تعتبر قطاعا حيويا في قضاء البترون”.
وتابع: “لقد قامت بلديات المنطقة بدعم تأسيس تعاونيات وسنواصل هذا الدعم لكي نحافظ على المزارع وتثبيته في ارضه التي عاش فيها منها واعتنى بها من خلال حماية انتاجه من الخسائر”.
وعرض لتجربته من خلال “انتسابي الى تعاونية صيادي الاسماك في البترون التي هي اليوم من اهم التعاونيات في لبنان وقد انجزت الكثير من المشاريع وساعدت الصيادين وهي تحافظ على الثروة السمكية”.
وختم متمنيا “النجاح لورشة العمل في تقديم افكار وخطط جديدة لمصلحة اهلنا وقرانا” مؤكدا “استعداد الاتحاد لدعم اهالي المنطقة للمحافظ على ارضنا وانتاجنا”.
أبي زيد
ثم ألقت ابي زيد كلمة أكدت فيها أن “القطاع التعاوني يشكل دعامة أساسية للاقتصاد المحلي بوصفه أداة من أدوات تحقيق التنمية المستدامة خصوصا في الارياف والقرى”.
ثم تناولت “انطلاقة العمل التعاوني والقطاع التعاوني من خلال تأسيس جمعيات تعاونية فاعلة وناشطة”، ولفتت الى “ان عوائق ومطبات عديدة حالت دون محافظة الحركة التعاونية على مسارها المتصاعد وأنتجت تغييرا في الذهنية التي غلب عليها التراخي في العمل والجهد للحصول على النتائج الاقتصادية. كل ذلك شكل العائق الاساسي الذي حور مسار الحركة التعاونية لفترة طويلة”.
ورأت أن “غياب ثقافة وروح التعاون وتغيير مفهومه جنح بالقطاع الى مسار مغاير لغايته الاساسية، وأدى الى تراجع وانحسار نتائجه على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وانعدام مساهمته وارتباطه بأي مؤشر للنمو في مقابل الدعم الكبير الذي أولته الدولة والمنظمات والجهات المانحة لهذا القطاع، خصوصا الدعم المالي الصرف. ان الاهتمام والدعم المالي الصرف الذي أولي لهذا القطاع، حوله بمرور الوقت من قطاع منتج الى قطاع متلق يعتمد على التمويل غير الهادف وغير المرتكز على دراسات جدوى تضمن استمرارية واستدامة المشاريع التعاونية وتنوعها وتكاملها. لذلك، نعمل اليوم جاهدين في المديرية العامة للتعاونيات، وبدعم من معالي وزير الزراعة على استنهاض القطاع التعاوني، من خلال العمل على نشر الثقافة التعاونية والمفهوم الحقيقي للتعاون وتعميم أهمية دور الجمعيات التعاونية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة. كما نعمل على إيلاء الدعم غير المادي الصرف الاولوية كما نعمل على تعزيز القدرات الذاتية للجمعيات التعاونية من خلال التثقيف والتدريب والمساعدة على التصريف”.
وختمت مؤكدة “أهمية نتائج الورشة” ووضعت كل إمكانيات المديرية العامة للتعاونيات “بتصرف أهالي منطقة البترون وكافة المناطق لتأسيس ودعم الجمعيات التعاونية”.
الأسطا
ثم عرضت رئيسة دائرة القضايا التعاونية جمال الأسطا لمفهوم ومبادىء الجمعيات التعاونية التي “تتناقض مع المفاهيم التجارية والمنافسة والاحتكار ويجب ان تقوم على القيم والمبادىء التعاونية”.
وثمنت جهود ابي زيد التي “حققت نهضة مميزة على صعيد العمل التعاوني”. وتناولت شروط تأسيس الجمعيات التعاونية “لجهة استفادة الاعضاء على مستوى تلقي الخدمة مباشرة والسعر التعاوني والنوعية ومعايير الجودة وفائدة الاعضاء عن اسهمهم وعوائد الاعضاء”. وتحدثت عن “مبادىء التعاون ودور المديرية العامة للتعاونيات من خلال التعاونيات على مستوى المراقبة والمساعدة”.
باسيل
وتحدث باسيل عن “تعاون وزارة الزراعة مع التعاونيات الفاعلة في القضاء وكيفية مساهمة هذا التعاون في تطوير القطاع من خلال سهولة توزيع التقديمات عبر التعاونية التي هي الادرى بحاجات كل مزارع وبمشاكله وبتحديد الكميات المطلوبة”، لافتا الى ان “التعاونية تسهل الاعمال اللوجستية في استلام وتوزيع المبيدات”.
وفي موضوع الفعالية في مكافحة الآفات شدد باسيل على “اعتماد تقنيات المكافحة الجديدة التي ترتبط فعاليتها بصدى اتساع الرقعة المعالجة”.
ثم تناول “موضوع تحسين فعالية الارشاد الزراعي والتوفير في كلفة الانتاج فتطوير التسويق المشترك ومساهمة الدعم والمؤازرة في خلق منظومات انتاج وفق معايير الجودة الحديثة”.
كما أكد العمل على “تحويل الجمعيات التعاونية الزراعية الى مؤسسات تدير مشاريع ذات ربحية مستدامة من خلال انشاء الجمعيات التعاونية لمركز خدمات زراعية وتطويرها لتكون مراكز توضيبية تسويقية”.
عرض تجارب تعاونية
بعد ذلك جرى عرض لتجارب تعاونية رائدة في قضاء البترون وقدم رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بقسميا بطرس شهيد عرضا لمراحل “تأسيس الجمعية والانخراط في تجربة العمل التعاوني على الصعيدين الاداري والعملي”، وقال: “تعلمنا الكثير لجهة تفعيل العمل التعاوني ونعمل على استنباط الافكار وتطبيقها على الواقع المعاش وذلك من خلال الاتكال على النفس في مقاربة كل المشاكل وتشجيعها وإيجاد الحلول لها ومنها متابعة تنظيم وضع الجمعية من الناحيتين القانونية والادارية وتحسين ميزانية الصندوق من خلال سلسلة نشاطات ما ساعدنا على عقد اتفاق شراكة مع مجلس التنمية الاميركي وحصلنا على مجموعة من قطافات الزيتون ولوازمها وعمدنا الى تشغيلها وتأمين دخل اضافي هذا بالاضافة الى الحصول على نصوب من وزارة الزراعة واسمدة بسعر الكلفة لقاء مدخول رمزي”.
وعرض للانجازات الاخرى “لجهة تدريب المزارعين وحملة مكافحة مرض عين الطاووس وذباب الزيتون”. مؤكدا “تطوير المفهوم التعاوني وتعزيز التجربة في سبيل ضمان رفاهية العيش في بلدتنا”.
وعرضت رئيسة الجمعية التعاونية لتصنيع الانتاج الحيواني والزراعي في بساتين العصي ـ كفرحلدا نجلا بو نصار “كيفية تأسيس الجمعية ونشاطاتها وتنظيم المعارض التي تساهم في تصريف الانتاج”. وشكرت كل من “تعاون لانجاح هذه التجربة”، ودعت الى “تشجيع تأسيس جمعيات تضم سيدات تهتم بالانتاج الحيواني لما له من مردود جيد بالاضافة الى انجاح التسويق”.
ثم قدمت عرضا مصورا عن انتاج الجمعية وانواعه بالاضافة الى نشاطاتها والمعارض التي تشارك فيها.
وقدم ريمون بدران مداخلة عن “تجربة تعاونية صيادي الاسماك للسياحة والتراث في البترون”، متحدثا عن “دوافع تأسيس الجمعية في العام 1995 والتي كانت يد العون على قدر استطاعتها لأي صياد احتاج للمساعدة بعد أن انقطعت بع السبل وأوصدت في وجهه الابواب”.
ثم عرض للنشاطات التي “قامت وتقوم بها الجمعية على مستوى دعم الصيادين طبيا وتثقيفيا وعمليا”، شاكرا باسم الصيادين كل “الرؤساء والاعضاء السابقين والحاليين على جهودهم وتضحياتهم من اجل مصلحة الصيادين”.
وقال:”ان تاريخ بحارة البترون لا ينحصر في حاضرهم فقط، هم اصحاب تراث قديم عظيم، هم صيادو الاسفنج وكانوا اساس بنيان مدينتهم واعمار كنائسها. اعادوا صناعة صباغ الارجوان لاحياء تراث وثقافة مميزين”.
وختم مطالبا “بدعم معنوي ومادي وعملي من أجل الاستمرار”، مثمنا “اهتمام رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك ودعمه ومساعدته في كافة المجالات وهو الراعي والسند الدائم ونحن على تواصل لا ينقطع مع البلدية”.
حطيط
وفي الختام تحدث رئيس دائرة المراقبة والشؤون الحسابية في المديرية العامة للتعاونيات حسن حطيط عن “الادارة المالية السليمة للجمعيات التعاونية” فعرض للهيكلية المالية في الجمعية التعاونية على مستوى الاموال واستخدامات الاموال والعمل المحاسبي ووسائل الاثبات للعمليات المحاسبية. وقدم شرحا لنماذج خاصة للسجلات وسندات القبض واوامر الدفع وتسجيل القيد اليومي وترحيل العمليات الى دفتر الاستاذ وميزان المراجعة وحساب النتيجة واعداد وتقديم البيانات المالية والاموال المحتجزة بالاضافة الى دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لكل مشروع تعاوني.
وبعد انتهاء اعمال المؤتمر تلا رئيس رابطة المخاتير جاك يعقوب التوصيات التي أكدت “اهمية اعادة تفعيل مفهوم التعاون داخل الشرائح الاهلية والتأسيس للانشطة التعاونية وتفعيل وتنشيط العمل التعاوني بالاضافة الى دور البلديات في قيادة مسيرة نهوض المجتمعات المحلية”. كما أكد المشاركون في الورشة “الدور الناظم والراعي للدولة اللبنانية ووجوب ايلاء النشاط التعاوني عامة والريفي خاصة الاهتمام اللازم، وأن نشاط وعمل الجمعيات يجب ان لا يكون مشروطا بالرعاية الرسمية للدولة”. وثمن المجتمعون “الدور الذي تؤديه الجمعيات غير الحكومية المحلية والدولية في التنمية الريفية”، وشددوا على “اعادة تفعيل دور الشباب الريفي في تطوير المجتمعات المحلية”، كما ثمنوا دور المرأة الريفية ووجهوا دعوة لتفعيل التواصل والتنسيق لانشاء اتحاد تعاوني.
وختمت التوصيات بدعوة المعنيين الى “بث روح التعاون بين سكان المنطقة في سبيل الاضاءة على الفرص المتاحة وتحويلها الى مشاريع منتجة”.
لميا شديد/ع.غ
المصدر: وطنية