حسان الحسن-
في ضوء التصعيد الأميركي – الإيراني الذي تشهده المنطقة، والمرشح للتطور بعد التهديدات المتبادلة بين الجهتين، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه لم يتراجع عن ضرب إيران بل أوقف التنفيذ راهناً، الأمر الذي لا يبعث بالطمأنينة، إذا إستمر الطرفان في اللعب على حافة الهاوية. وسط هذه الأجواء المشحونة، يشدد مرجع في محور المقاومة على ضرورة التحلي بالوعي والتماسك الداخلي، للتعامل مع أي إرتدادات محتملة لهذا التصعيد الى لبنان، في حال بلوغ هذا التصعيد حد الإنفجار، رافضاً في الوقت عينه تأكيد أي معلومات لديه في هذا الشأن.
وعن فرضية الضربة الأميركية المباشرة لحزب الله في لبنان، كمستودعات الصواريخ، أو مواقع التدريب وما شاكل، يتوقف المرجع عند كلام ترامب الذي قال فيه أنه “أوقف الهجوم، قبل أن يبدأ بـ 10 دقائق فقط، بعدما علم أنه سيؤدي إلى مقتل 151 شخصا”، ما يؤشر هنا الى إمكان إستهداف أحد مواقع التدريب التابعة للمقاومة في لبنان، ولكن ليس بالضرورة، ودائماً برأي المرجع. ويستند في تحليله هذا أو معلوماته على الآتي: أولا – أن حزب الله يشكل أحد الأذرع القوية لإيران في المنطقة، كذلك يؤدي دوراً إقليمياً، كأحد أبرز مكونات محور المقاومة، بالتالي فأن إستهدافه، هو إستهداف لإيران، ودورها في المنطقة، وفقاً لحسابات الولايات المتحدة، ثانياً- يرى المرجع عينه أن خطورة الإستهداف الأميركي المباشر لإهداف إيرانية، قد يرتب رداً من طهران على مواقع حيوية في منطقة الخليج، كضرب محطات توليد الطاقة وسواها، وهذا ما يدفع الأميركي الى مراجعة حساباته، قبل الإقدام على هكذا خطوة. كذلك يربط المرجع مسألة تراجع مفاوضات ترسيم الحدود غير المباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي، برعاية أميركيةٍ، بالتزامن مع التصعيد القائم في المنطقة، سائلاً لماذا خفت حماسة الوسيط الاميركي دايفيد ساترفيلد للعودة الى لبنان بعد انتقاله من بيروت الى “اسرائيل”، ولماذ أرجأ عودته من دون ان يحدد موعداً لعودته من جديد الى بيروت؟
وعن إمكان إستهداف القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا، لا تستبعد مصادر في المعارضة السورية هذه الفرضية، ولكنها تستبعد كلياً التحليل المذكور آنفاً، أي الإستهداف الأميركي المباشر للبنان، سائلة ماذا تحقق الولايات المتحدة، فيما لو إستهدف مقر تدريب لحزب الله في لبنان، غير توتير الأجواء بينه وبين “إسرائيل”؟ وهل يصب ذلك في مصلحة سياسية واشنطن وحلفائها في المنطقة؟
كذلك تعتبر المصادر أن الظروف الراهنة غير مؤاتية لضرب “الحزب” من القوات الأميركية تحديدا، خصوصاً بعد إنكفاء دوره الإقليمي هذا العام، تحديداً في سورية، رغم تأثيره السياسي الكبير في لبنان، بحسب رأي المصادر.
وتؤكد أن إحتمال تنفيذ ضربة أميركية لإيران أو مصالحها في المنطقة، أو عدمها، له عند إدراة ترامب حسابات سياسية وإقتصادية وإنتخابية، بالإضافة الى الجانب العسكري، مشيرة الى أن السبب الحقيقي لتراجع ترامب عن توجيه ضربة لإيران في الأيام القليلة الفائتة، هو عدم وجود نظام حماية قادر على صد أي هجوم ضد المواقع العسكرية وغير العسكرية الأميركية الموجودة في العراق، والتخوف الأميركي من إحتمال إستهدافها من داخل العراق، على يد الفصائل المؤيدة لطهران، تختم المصادر.
-موقع المرده-