– أيها اللبنانيون، عندما ناديتكم يوماً بشعب لبنان العظيم كنت أقصد هذه القدرة على النهوض بتصميم وإيمان وعدم الوقوع في الاحباط
***
أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال حفل الإفطار في قصر بعبدا ، أن في حال لم نُضحِّ اليوم جميعاً ونتخلص من بعض امتيازاتنا التي لا نملك ترف الحفاظ عليها، نفقدها كلّها، ونصبح لقمة سائغة على طاولة المؤسسات الدولية المقرضة التي ستفرض علينا وصفة اقتصادية قاسية وخاضعة لوصايتها وإدارتها المباشرة وفقاً لمصالحها الاقتصادية والسياسية، لا قدرة لنا على تحمّلها، مشددا على ان المطلوب اليوم منا العودة إلى ضميرنا الوطني والعمل بوحيه قبل المصلحة الشخصية الآنية، فننقذ أنفسنا بأنفسنا، ونقبل بالتضحيات المطلوبة إلى حين، ونتوقف عن الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات وشلّ قطاعات العمل العامة والخاصة التي تعمّق الهوة بين ما نسعى إليه وبين الواقع المرير.
ودعا الرئيس عون الإعلام الى أن يكون شريكاً أساس في الانتصار على الشائعات المغرضة والهدامة التي تطال أسس الدولة وخصوصاً الوضع النقدي والليرة، وشريكاً أيضاً في التوعية على المخاطر وفي شرح الحلول وتبيان ضرورتها، مؤكدا ان الليرة بخير، ولا خطر يتهدّدها، والصعوبة التي نمرّ بها مرحلية ومحدودة، ونأمل أنه في العام القادم سنكون قد خرجنا منها وتحسّن وضعنا الاقتصادي ولم يبق من الحاضر إلا القليل.
الرئيس عون لفت الى ان مشهدية الاعتصامات والاضرابات المتنّقلة تُنبئ بحقيقة مؤلمة، فهذا المواطن اللبناني قد فقد ثقته بدولته ولم يعد يشعر أنه معني بها، إذ أنّ الضرائب التي كان يدفعها يراها تشبه الخوّة، تذهب منه ولا تعود إليه بأي شيء،لا هو يسأل أو يحاسب ولا هي تعود، وتضيع ما بين هدر وفساد، وتوجّه الى الحكومة بكلمة واحدة: أعيدوا إلى اللبناني ثقته بدولته، أثبتوا له أن تضحياته لن تذهب سدى في مسالك الهدر والفساد الوعر، وعندئذٍ فقط نستعيد شعبنا الى الوطن.
وختم الرئيس عون كلمته بنداء قال فيه: أيها اللبنانيون، عندما ناديتكم يوما بشعب لبنان العظيم كنت أقصد هذه القدرة على النهوض من الكبوات ومواجهة الواقع بتصميم وإيمان، ودحر المخاطر عن الوطن، والالتفات الى المستقبل وعدم الوقوع في الاحباط والسلبية، ويقيني اليوم، لا بل إيماني، أنكم ما زلتم وستبقون شعب لبنان العظيم.