أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أنقرة فشلت بتنفيذ ما تعهدت به

تشهد مدينة «سوتشي» الروسية اليوم، لقاء قمة رؤساء ضامني «أستانا» التي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، على وقع محاولات أميركية مستميتة، لعرقلة أي جهد سياسي يسعى لترتيب «المنطقة»، في أعقاب قرار واشنطن الانسحاب من سورية، وعلى وقع التصعيد الإرهابي شمالاً، والحديث عن تحركات عسكرية مرتقبة لإنهاء الحالة غير الطبيعية هناك.

روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أعادت التذكير بأن «اتفاق إدلب»، «مؤقت»، وأنه «لا يمكن السماح ببقاء بؤرة للإرهاب في المنطقة التي يشملها»، وقال خلال مؤتمر صحفي له أمس: إن إنشاء منطقة «خفض التصعيد» في إدلب وفقاً لـ«اتفاق إدلب»، لا يعني السماح ببقاء جيوب إرهابية فيها بل يجب القضاء على تلك الجيوب، مؤكداً «استمرار دعم بلاده للدولة السورية والجيش العربي السوري، حتى تحرير جميع الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية».

ولفت لافروف، إلى أن بعض الدول الغربية تعرقل بدء عمل لجنة «مناقشة الدستور»، مبيناً أن اجتماع رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا «روسيا وإيران وتركيا» المقرر اليوم سيناقش هذه المسألة.

على صعيد مواز، أكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة أن قمة «سوتشي»، ستكون «حاسمة» لجهة تحديد مستقبل محافظة إدلب والأرياف المجاورة لها، في ظل إخفاق تركيا، أحد ضامني «اتفاق إدلب» الخاص بـ«المنطقة المنزوعة السلاح»، في تطبيق بنوده.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن محاولات تركيا لبناء «تفاهمات» خاصة بتحديد مصير إدلب وجوارها مع «جبهة النصرة» وواجهتها «هيئة تحرير الشام» لمنع انهيار «المنزوعة السلاح»، وتجنيب إدلب عملية عسكرية أعد لها الجيش السوري مجدداً، بمؤازرة القوات الجوية الروسية، باءت بالفشل الذريع، بعد هيمنة الفرع السوري لتنظيم القاعدة على أكثر من 90 بالمئة من مساحة المحافظة وأرياف اللاذقية وحماة وحلب المجاورة.

وأوضحت المصادر نقلاً عن قادة عسكريين في «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها تركيا في إدلب والأرياف المجاورة لها، أن «النصرة» اختارت المواجهة مع الجيش السوري وضامني «أستانا» روسيا وتركيا، إثر احتضانها أخيراً التنظيمات الإرهابية مثل «حراس الدين» الموالية لتنظيم القاعدة ورفضها الانسحاب من «المنزوعة السلاح»، على الرغم من مضي فترة كافية على نفاد مهله وإصرارها على الانفراد في حكم المحافظة، الأمر الذي يرجح بدء عملية عسكرية ضدها قد تشارك فيها تركيا عقب قمة اليوم.

وأجمع خبراء عسكريون تحدثت إليهم «الوطن» أن ضامني عملية «أستانا» روسيا وإيران نجحتا في إخراج «اتفاق إدلب» من الثلاجة التركية، التي وفرت عوامل نماء واستمرار وجود التنظيمات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب الدولية في آخر منطقة لخفض التصعيد، ولفتوا إلى أن الوقت قد حان لتعود إدلب إلى عهدة الدولة السورية، وهي رغبة معظم أبنائها، وفرض حل عسكري ضد الإرهابيين، بعد إخفاق الجهود الدبلوماسية التي ماطلت أنقرة في منحها المزيد من الفرص لاستمرارها، دون طائل أو أي نتيجة إيجابية تذكر.

واستشهد الخبراء برئيس الدبلوماسية الروسية وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي شدد في مناسبات عديدة، آخرها تصريحه أمس لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية، بأن اتفاق «سوتشي» في 17 أيلول الفائت «مؤقت» وينطوي على تدمير المسلحين الإرهابيين»، وهو ما لم يحدث.

-الوطن السورية-