بينما كان الجيش السوري يسطر مزيداً من الانتصارات وتمتد سيطرته على سد تشرين فوق نهر الفرات، قال مصدر دبلوماسي عربي في العاصمة الروسية موسكو، لـ«الوطن»: إن المحادثات التي جرت أول من أمس بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع ورئيسي جهازي الاستخبارات الروسي والتركي أثمرت بالاتفاق على عدة نقاط، أهمها العمل على منع حصول أي اشتباك بين الجيش العربي السوري والقوات التركية وميليشياتها، وذلك من خلال تفاهمات سيبدأ تنفيذ بعضها فوراً وبعضها ما بعد الانسحاب الأميركي من الأراضي السورية.
المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال: إن الجانب الروسي كان صارماً في مواقفه تجاه أي عملية عسكرية تركية جديدة شمال سورية، وطلب من الجانب التركي التريث في الوقت الحالي إلى أن تنتهي المفاوضات مع الانفصاليين الأكراد الممثلين في «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وأضاف: إن من أهم المعلومات التي سربت من الاجتماعات، تفيد بتصميم سوري مدعوم روسياً بسيطرة الجيش على كامل الجغرافيا السورية من دون استثناء، وفرض سيادته عليها، ودحر ما تبقى من إرهابيين على أراضيه.
وفي هذا الصدد، قال المصدر لـ«الوطن»: إن من بين التفاهمات التي توصلت إليها أول من أمس موسكو مع أنقرة، أن تعود منبج تحت إشراف الدولة السورية كاملة وكذلك المناطق المحيطة بها، أما فيما يخص شرق الفرات، ومنعاً لأي عملية عسكرية تركية مرتقبة، تم التوافق على ضرورة نزع السلاح الثقيل من المجموعات الكردية المرابطة في هذه المناطق على أن يتم بحث مستقبل هذه المنطقة وعودة مؤسسات الدولة إليها، في اجتماع أستانا المقبل، والمرجح أن يتم في نهاية شباط القادم.
وحول إدلب، أكد المصدر، أن الجانبين اتفقا على تمديد اتفاقية وقف إطلاق النار، مع دعوات روسية لوقف الخروقات التي تمارسها بعض المجموعات الإرهابية شمال حماة وفي ريف اللاذقية، كما تم الاتفاق على فتح، وبالسرعة الممكنة، الطرق الدولية التي تربط حلب بحماة وباللاذقية، والتي كان يجب أن تفتح قبل نهاية هذا العام ولم يتمكن الجانب التركي من تنفيذ التزاماته.
وبالنسبة للمسار السياسي، ذكر المصدر أن البلدين أكدا على تمسكهما باللجنة الدستورية الموافق عليها من قبل الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، وأن مسار أستانا هو المسار الوحيد للحل السياسي في سورية.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد في ختام مباحثاته مع نظيره التركي، أن موسكو وأنقرة توصلتا إلى تفاهم بشأن التنسيق بين عسكريي البلدين على الأراضي السورية، واصفاً المباحثات بـ«المفيدة».
على خط مواز، أكدت مصادر متقاطعة أهلية وأخرى في «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أن الجيش سيطر على سد تشرين على نهر الفرات شرق منبج، في وقت تتهيأ فيه «قسد» للانسحاب من المدينة وتسليمها للجيش.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن مسلحي «قسد» ورأس حربتها «وحدات حماية الشعب»، أتموا انسحابهم من سد تشرين أمس، وأن الجيش انتشر في كامل جسم السد والمنطقة المحيطة به بعد فرض هيمنته على ناحية العريمة غرب منبج وخط تماس نهر الساجور الذي يفصل بين «قسد» من جهة والجيش التركي وميليشياته من جهة أخرى.
وأضافت المصادر: إن ريفي منبج الجنوبي والشرقي مفتوحان أمام تقدم جديد للجيش باتجاه القرى الواقعة فيهما، حيث أشارت مصادر أهلية فيهما لـ«الوطن»، أن جميع السكان يرحبون بدخول الجيش إلى مناطقهم بعد أن رفعوا علم الجمهورية العربية السورية فوق منازلهم.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش واصل استقدام تعزيزاته إلى معبر التايهة الذي يربط منبج بحلب بعد أن استقدم تعزيزات مشابهة إلى العريمة وخطوط التماس مع الجيش التركي وميليشياته.
-الوطن السورية-