عَ مدار الساعة


المصلحة الوطنية تقتضي احياناً التضحية بالبعض للحفاظ على الكل- نسيم بو سمرا

– لغة التحدي من جهة وتحميل فريق واحد بالمقابل مسؤولية التأخير لا يوصل الى حكومة

***

في كل حكومات العالم وعلى الحكومة اللبنانية التي ليست استثناءا، اكانت حكومة وحدة وطنية او اكثرية، ان تتمتع بالحد الادنى من الانسجام مع رئيسها وفي ما بين وزرائها، لتتمكن من ان تنتج وتسيّر شؤون الدولة، ولكن لغة التحدي وفرض الشروط من جهة، كما تحميل فريق واحد مسؤولية تأخير التشكيل من جهة ثانية، هو وضع لا يبشر بالخير، ولا يؤشر الى امكان تأليف حكومة فاعلة، تنقذ الوضع الاقتصادي من الانهيار الشامل.

لكن نحن كلنا ثقة بالرئيس العماد ميشال عون كما برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بقدرتهما على الحكم، غير ان الوقت هو عدونا الاول وعلى كل الافرقاء طالما ان نظامنا توافقي ان يسهّلوا انطلاق عجلة الحكم، ولا مبرر بعد خمسة اشهر من المفاوضات التي انتهت الى تذليل معظم العقد، الا تتشكل حكومة الوحدة الوطنية التي ستحظى بالثقة في مجلس النواب بعدما رضي معظم الافرقاء عن تمثيلهم فيها، وعلى الرغم من ان البعض غير راضٍ؛ ولكن كما يستحق سنة 8 آذار التمثل بالحكومة وهذا لا ينكره احد، كذلك يستحق الحزب السوري القومي الاجتماعي التمثل، وأيضا حزب الكتائب اذا اراد، كما يحق للعلويين والسريان ان يكونوا في الحكومة، فهل نوقف الحكومة 5 اشهر اخرى لنمثّل كل هؤلاء؟

طبعاً لا، لأنه احيانا، المصلحة الوطنية تقتضي التضحية بالبعض للحفاظ على الكل.