-تعطيل الفتنة السنية الشيعية يتم مع الحريري وليس مع الاقلية السنّية
***
صاحب الاخلاق الرفيعة السيد حسن نصر الله، يقف الى جانب حلفائه ويوفي بوعوده لهم، لأنه متواضع عن رفعة، زاهد عن حكمة، ومنصف عن قوة، ولكن هذا لا يعني ألا اهداف سياسية وراء كل مطلب، فحزب الله كما غيره من الاحزاب، حين انخرط بالعمل السياسي، بدأ يعمل تكتيكياً ايضاً، لا فقط استراتيجياً، فالاستراتيجيا التي تصلح في اطار مقاومة العدو ليس بالضرورة ان تنجح في الاداء السياسي التفصيلي، فاحيانا الواقعية السياسية تدفع بالافرقاء الى التراجع التكتيكي امام الخصم، والتضحية ببعض الحقوق او تأجيل المطالبة بها على الاقل، لتعود وتطالب بها في مرحلة لاحقة، ربما تكون حينها قد نضجت الظروف لتفرض على المعارضين سابقاً القبول بها لاحقاً، فيحصّلون ما عجزوا عن تحقيقه في مراحل سابقة، وهذا هو التكتيك الذي استخدمه الرئيس العماد ميشال عون حين كان يضع مداميك استرداد الحقوق المسلوبة من الرابية، فللتذكير إنّ تكتل التغيير والاصلاح بقي في المعارضة غداة انتخابات ال 2005، على رغم حصوله على اصوات 70 بالمئة من المسيحيين، فأقصي عن الحكومة، ليتمكن العماد عون والتكتل على مراحل، بتحصيل معظم الحقوق، لينجح في النهاية بارساء منطق الشراكة ويحقق الميثاقية، بوصوله الى رئاسة الجمهورية.
إذاً لا يفيد دائما التحدّي والالتزام الاخلاقي وبخاصة مع انتهازيين أحياناً، يسعون فقط للمناصب الوزارية، التي قد تأتي على حساب القضية الكبرى، اما التحجج بأن انتماء مكونات سنية الى خط المقاومة يؤدي الى تعطيل الفتنة السنية- الشيعية، فهذا ليس صحيحاً بالضرورة، لأن التحالف الذي يمنع الفتنة يكون مع القوي في طائفته، وهو الحريري لا الاقلية السنّية الممثلة بستة نواب، فيما تحدّي الحريري اليوم في صلاحياته ومحاولة اضعافه ، لن يفيد احدا لأنهم بذلك يضعفون العهد القوي وليس الحريري، الذي بالعكس سيحظى بالعطف في شارعه اكثر من ذي قبل وبالتالي تتعزّز قوته.