عَ مدار الساعة


الأب ميشال روحانا عن الصمت الناطق و “CREATIO EX AMORE” الحبّ مش شمّة هَوا.. (Audio+Video)

الناس تخاف الصمت، لأنه يفرض واقع لا يفهمه العقل

***

مقتطف من حديث الراهب الأنطوني الأب ميشال روحانا لـ”نورسات”: (شباط 2018)

سبب صدور الكتاب “CREATIO EX AMORE” بعنوان لاتيني ، كوننا نحن الآباء ندرس اللاهوت باللغة اللاتينية، وتعليمنا الذي يقول “CREATIO EX NIHILO” أي الخلق من العدم.. حبّيت كملو مش ناقضو.. إنو ما في عدم.. إذا ما في عدم، والله حبّ.. إذا من اين بدّو يكون خلق؟؟ إذا الخلق بدأ من الحب من ذات الله.. والإنسان من الحب، والى الحب يعود..

واللغة اللاتينية لها وقع الخاص بالعلم والجامعات.. وجالياً الكتاب صادر باللغة الفرنسية، قريباً يصدر باللغة العربية ضمن معرض الكتاب في دير كنيسة مار الياس – انطلياس.

هذا الكتاب يتوافق مع الكلمة التي وضعها الأب العام لرهبنة الأنطونية للكتاب، وهي عبارة فلسفية، “قليل من العلم، يُبعّد عن الله، إنما التعمّق بالعلم يقربّنا من الله”.. النصيحة والدعوة لكل مؤمن وكل إنسان بهذا العصر الذي فيه بُعد عن القراءة والمطالعة، والمعرفة العميقة..

دعوتي للناس للتعمق لأنو حرام أن يبقى الإنسان سطحي… ونحن كمسيحيين لدينا عقائد ومواضيع بحاجة لدقة وعمق…

الحب لا يعرف الشهوات

يقول مار اغسطينوس: أحبب وإفعل ما تشاء.. بس المهم أعرف شو معنى حبّ.. وعيش الحب بعمقه. اليوم كمان السطحية بالحب والمحبة، والأهواء والشهوات.. البعض يفتكر إنّو الحب شمّة هوا..

في سفر الأناشيد، نقول: الحب هو نار كل مياه البحار لا تطفيه.. إذا الحب هو نار.. لهذا السبب يجب التعمّق به.. لأنّه قليل من الحب والسطحي، يؤدي الى هرطقة وبدع وخطيئة.. إنّما التعمّق بالحب، والله، يجعل من العلم واللاهوت يلتقيان، لأنّ الحقيقة هي واحدة، ومنها نستمّد كل المعارف..

البابا فرنسيس يقول اليوم: لا يُمكن أن يختلف العلم مع اللاهوت.. سيما إذا كانا يخدمان الحقيقة الواحدة، والإنسان.. والمهم بالموضوع الخروج من السطحية الى العمق..

من اكتشف نظرية الـ”Big-Bang” هو كاهن بلجيكي يُدعى “Georges Lemaître”، ومتخصّص بالفيزياء النظري.. وهو من إكتشف أنّ الكون ليس جامداً، بل يتمدّد.. و”إينشتاين” لم يقتنع بتلك المقولة الاّ بعد مرور 10 سنوات وأكثر..

والبابا بيوس 12 ، لم يَحرم الكاهن “جورج لوميتر” لأنه يتحدث بالدين، بخلاف ما كتب الكتاب المقدس، لأنه قال أنّ الطاقة وُجدت وتفتحّت وتمدّدت وأعطت كوننا.. فالبابا بعد إقرار نظريته وتأكيدها، وضعه رئيساً لهيئة العلمية بالفاتيكان.. ومع إستغراب الكرادلة ذلك التصرف، لأنّه يتحدث بخلاف الكتاب المقدس.. فأجابهم: إنّه يتحدث من أنّ النور صدر من إنفجار، وهو أساس الكون، وهذا ما يقوله الكتاب المقدس، “قال الله ليكن نور”..

بالنهاية على العلم عليه أن يتناسق مع الإيمان، لا يُبرر الإيمان.. مش إنّو قال الله، لتكن الحياة، علينا نحن كبني آدم التلاعب بالحياة والإستنساخ، ليست بتلك البساطة، نحن كأطباء نساعد بالحفاظ على الحياة، بإحترامها، ونساعد على عافية البشر، ولكن لا نُموّت الحياة كما نشاء ، إن كان بالإجهاض او بالولادة…

العلماء اليوم بأغلبهم، مش فارقة معُن بشر، الذي يهمهم الإنتاج ودفع الأموال..

التفسير بين العلم والدين ليس بسهل، نحن بحاجة للتجدّد، لمقاربة العلم مع الدين..

ومما قاله في حديث “يوم جديد” على قناة الـ”OTV” عن الصمت الناطق:

 

عن وفاة والدته

  • إنّها وقفة سيوقفها كل إنسان. كل إنسان سيشرب هذا الكأس، والأم ستصمت.. بمعنى أنّه لا يمكن إستعادت صوتها بالمستوى الذي نعرفه..

لكن 

  • ما لاحظته مع خيّاتي، وأخواتي، إنّو بتصير تحكينا أكثر من قبل.. لأنو كلماتها القوية التي كانت تقوينا بها، كانت تزعل إذا ما كنا نعمل واجباتنا…
  • مع قوة الموت والفراق، نعرف قوة الصمت وأهميته بتلك هذه اللحظات.. لأنّه مثلاً هل الصوم عن الكلام، هل يعني إيقاف التعبير..
  • المنتقلون الى الحياة الأخرى، يستمرون بالتواصل معنا، وكتجربة شخصية والدي الذي توفي من 28 سنة، ما زال يتواصل معنا.. لأنّ الكلام الحسيّ توقف، ولكن الوجدانيات ما زالت مستمرّة.. ونحن الأبناء نتذكر كل يوم تلك الأحاديث..

نحن في عالم النسبي، سمعنا خاضع للتأويل، ولكن السمع هناك تام.. ومع حقيقة الموت هناك صمت رهيب..

  • الناس تخاف الصمت، لأنه يفرض واقع يتجاوز العقل، لهذا السبب البعض يتسلّى بالكلام.. والبعض يخاف الصمت..
  • تأدية العزاء والجلوس مع الأحبة ليست أمور تافهة، على الرغم من بعض الشكليات، ما تزال أمور هامة.. لأنه يوجد هناك تقوية لبعضنا بعض، بحسب مقاييسنا..
  • صمت الموت الناطق الجميع سيتذوقه..

أمر هام انّ نتذوق الصمت، حتى نعرف الإصغاء.. صوم الكلام أمر ضروري، لتصفية الطعام من الطعام والشره، ليهدأ الجسم.. وبهذه الطريقة تقوى قوة الإصغاء من هذا العالم، الى العالم الأكبر والأوسع..

يُسأل إن كان يوجد تمارين للصمت الناطق، يقول:

  • اليوم، اصبح الصمت حاجة نفسية، لهذا السبب البعض يٌفل خطّ هاتفهن وتحديداً الـ”Whats App” لأنّ الإنسان بحاجة لتهدة الأعصاب
  • بخصوص الصمت،
    – يمكن الدخول الى الكنيسة في أوقات معينة للتأمل، كما السجود امام القربان.
    – هناك رياضات روحية في بعض الأديرة المنعزلة يُمارس فيها الصمت التام.. وهذه الرياضية موجودة لدى الرهبنة اليسوعية.. وبعض الخروج من تلك الرياضة “تنقز” من تدوير موتور سيارتك حتى…

الصوم

هناك عدة أنواع من الأصوام ، يوجد :

  • صوم مقدّس،
  • صوم ناطق،
  • صوم مؤلم..

إحتمال الصمت وعدم الردّ على قول مهين، هو إحتمال مقدّس.. فالسكوت عن هذا الحدث، هو عمل إصلاحي أخوي.. لأنّ حب القريب هو نفسه حب لله..

  • الصوت موجة يلقطه الدماغ، وهو الذي يحولّها الى صوت.. وبعض المقسميّن الكهنة عند الممسوسين، يستطيعون سماع أصوات الشياطين…
  • لكن بحالات الفرح والألم.. يستطيع أن يحصل حوار بطرق مختلفة.. ومسيحياً القديسين يتواصلون.. فالعالمين متواجدين في الإنسان، ولا شيء خارج الكائن – Dieu.. ولكن سماع كلمة الله، يكون من خلال إلهامات روح القدس..

الضمير الحي مزروع بكل إنسان.. ولا بدّ أن يستيقظ يوماً ما.. الضمير هو غريزة الله في الإنسان، لا بدّ أن تستفيق في النهاية..

رصد Agoraleaks.com

https://www.youtube.com/watch?v=_3JWvhWE1MM