أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


نيّة تلاقي الإشتراكي والتيار موجودة بعدم إعلان لوائح مكتملة من كلا الفريقين

– عشاء الوزير باسيل في كليمنصو ماذا بعد؟ (حبيب ألبستاني)

***

تلبية معالي الوزير جبران باسيل وعقيلته دعوة العشاء من قبل معالي الوزير الأستاذ وليد جنبلاط وعقيلته وابنه تيمور في كليمنصو، جاءت من ضمن سياق الأحداث والمواقف السياسية الأخيرة للوزير جنبلاط، سيما إبان الأزمة الحكومية والسياسية الغير مسبوقة التي مر بها البلد، وكان زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي قد أعلن صراحة وقوفه إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية وطريقة مقاربته للحل الذي اعتمده، والخطوات الدبلوماسية الذي قام بها معالي وزير الخارجية. وبالرغم من أنه لم يرشح أي شيء إن من معالي الوزير باسيل أو من معالي وليد جنبلاط فإنه من البديهي أن يكون الطبق السياسي والإنتخابي قد تصدر المائدة. ولكن السؤال المطروح هو حول إمكانية ترجمة التفاهم السياسي بين المكونات الأساسية، أي الثنائي الشيعي، وتيار المستقبل، والحزب التقدمي الإشتراكي، والتيار الوطني الحر، إنتخابيا على أرض الواقع؟

يعتبر الجبل لا سيما دائرة الشوف وعاليه نقطة تموضع واهتمام أساسية للحزب التقدمي والتيار الوطني الحر، بالرغم من أن تيار المستقبل، كان له نائباً سنياً من منطقة إقليم الخروب، وإن نقاط التلاقي والتفاهم بين وليد بك ورئيس التيار تجلت في أكثر من مناسبة، لا سيما إبان احتفال المختارة بتولي الأستاذ تيمور مقاليد الزعامة فأصدر التيار بيانا مرحبا ورد الإشتراكي التحية بأطيب منها، كذلك نشر الحزب التقدمي يافطات الترحيب بفخامة رئيس الجمهوية، بمناسبة حضوره القداس الإحتفالي بمناسبة عيد سيدة التلة في دير القمر، وقد أوفد الوزير جنبلاط حينها إبنه تيمور على رأس وفد من الحزب للترحيب، وغير ذلك من المواقف الإيجابية بين الحزب والتيار.

يتضح مما تقدم أن الموضوع الإنتخابي هو موضوع تنافس وليس موضوع خلاف أو اختلاف، وبالتالي فإن التنافس أو التفاهم الإنتخابي هما من صلب اللعبة الديمقراطية، واحتساب الأصوات لضمان فوز كل فريق لمرشحيه ورفع عدد المقاعد التي سيحصل عليها، سيما وأن القانون النسبي الجديد الذي ستجري على أساسه الإنتخابات هو من سيحدد الطريقة المثلى لخوضها، إن من ضمن لوائح مشتركة أو من ضمن لوائح متقابلة، وبحسب نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة وألأرقام التي حصل عليها التيار آنذاك ستؤهله للحصول على مقعدين نيابيين في الحد الأدنى، وهذا العدد مرشح إلى التزايد، في حال قام مرشحوا التيار بعمل ما يتوجب عليهم من حركة سياسية وتواصل مع القاعدة، مستفيدين من وجود رافعة سياسية كبيرة متمثلة بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

ويقول العارفون أنه وبغض النظر عن عدد المقاعد فإن نية التلاقي بين الإشتراكي والتيار موجودة، وقد تبلورت بعدم إعلان لوائح مكتملة من كلا الفريقين، حتى إن الأسماء المطروحة ليست منزلة، وبالتالي فإنها قابلة للتغيير والتبديل وذلك بحسب ما أعلنه معالي الوزير باسيل في أكثر من مناسبة، من أن مصلحة التيار العليا لها وحدها الكلمة الفصل في الإبقاء على هذا المرشح أوذاك. أما الإطار الذي يضعه الإشتراكي فهو احترام وفهم خصوصية الجبل، أما الوزير باسيل فقد وضع عنوانا وهو تأمين التمثيل الصحيح لمختلف المكونات لا سيما المسيحيين منهم، علما أنه لا تعارض من حيث المبدأ بين احترام خصوصية الجبل، ألذي أكد عليها الوزير باسيل وذلك بتأييده للمصالحة بين المتقاتلين التي حصلت في العام ٢٠٠١ بالرغم من عدم مشاركة التيار فيها، كونه لم يكن حينها من عداد المتقاتلين. أما بالنسبة للتمثيل الصحيح فإن الوزير جنبلاط أبلغ أكثر من طرف أنه لا يعارض التمثيل الصحيح للمسيحيين، علما من أنه يعتبر أن له بعدا وطنيا لجهة تمثيله لغير الدروز وهو كان له في الماضي مرشحا ونائبا عن المقعد الكاثوليكي هو نعمة طعمة وآخر عن المقعد السني هو علاء الدين ترو ألذي سحبه من سوق الترشيحات.
وهكذا نرى أن إمكانية التفاهم الإنتخابي بين الطرفين، سيما بوجود تفاهم سياسي يشكل فخامة الرئيس ضمانته، هو ليس بالأمر المستحيل ولكن شرط تحقيقه، يرتبط بتولي أشخاص كفؤين لهذه المهمة، يؤمنون بصحة التمثيل ويضعون حدا لتحركهم خصوصية الجبل.

كاتب سياسي