“مسيحيو لبنان والشرق في تحولات الإقليم وصراعاته” في موقع “اليوم الثالث”
ناقش موقع “اليوم الثالث” الذي يصدره “معهد الدراسات المستقبلية” التحديات التي يواجهها مسيحيو لبنان والمشرق في طاولة مستديرة تحت عنوان “مسيحيو لبنان والشرق في ظل تحولات الإقليم وصراعاته”. وشدد المشاركون على أهمية النهوض بالدور المسيحي الريادي في لبنان والمشرق ووضع فكرٍ استراتيجي للمسيحيين للتفاعل مع التحولات العميقة التي تعصِف بالمنطقة وتؤثر على وجودهم ودورهم، كما أكَّدوا أهمية الإستفادة من الفرص المتاحة وفي طليعتها وجود رئيس مسيحي قوي في لبنان.
وشارك في الطاولة أمين عام اللقاء المسيحي المشرقي ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، أمين عام “اللقاء الأرثوذكسي” مروان بو فاضل، مدير مركز بيت المستقبل سام منسى، الأستاذان الجامعيان الدكتور فادي الأحمر والدكتور أمين الياس، رئيس الإتحاد من أجل الفدرالية ألفرد رياشي، الكاتب السياسي جورج عبيد، الدكتورة كريستيان مشعلاني، الإعلاميون بيار عطالله وتانيا اسطفان وكلوفيس شويفاتي، الناشطان السياسيان سلمان سماحة ووليد الأشقر، إضافةً إلى مدير المعهد إيلي شلهوب ورئيس تحرير موقع “اليوم الثالث” ميشال أبو نجم والمدير التنفيذي شهاب الإدريسي.
وقد لفت المشاركون إلى أهمية النقد الذاتي للتجارب السياسية المسيحية، وتطرقوا إلى الصراعات المسيحية التي أضعفت الدور المسيحي اللبناني في السابق وضرورة تفاديها والسعي لإيجاد موقف جامع مسيحي، إضافةً إلى مساءلة القيادات الحزبية المسيحية ومحاسبتها.
وفي المقابل، شدد المشاركون على أهمية البناء على الفرص والمعطيات الراهنة وفي طليعتها وجود رئيس مسيحي قوي هو الرئيس ميشال عون لتكريس الدور المسيحي الرائد في لبنان والمنطقة والإلتفاف تالياً حول موقع الرئاسة، وهذا ما يمكن من إنجاز سلسلة ملفات على صعيد النظام السياسي تستطيع أن تفعّل دورهم.
وأكد المشاركون أهمية مراقبة التحولات الكبرى في المجتمعات الإسلامية والتلاقي مع الشرائح المتنورة والمدنية في هذه المجتمعات، وفي حين رأى البعض أن مشكلة لبنان كيانية وحلها وإلى أن الحل للمنطقة ومن ضمنها المسيحيون لا يكون إلا بالديموقراطية وليس بالتحالف مع الأنظمة السلطوية سواء الإقليمية منها أو الدولية خاصة وأن مشاكل الجماعات المسيحية في المشرق مختلفة عن بعضها، دعا آخرون إلى البناء على التحالف والتقارب مع روسيا، في حين طرح عدد من المشاركين إيجاد صيغ جديدة كالفدرالية المشرقية القائمة على أساس تحقيق الرفاه الإقتصادي، في حين جدد البعض التمسك بخيار الفدرالية في لبنان والمنطقة كأساس دستوري لتحصين وجود الجماعات بالتوازي مع تفعيل العلاقات مع الدول الغربية.
ولفتت بعض المداخلات إلى أن العامل الأساس في تراجع الدور المسيحي هو ثقافي لجهة عدم التمسك بالأرض خاصة، كما دار نقاش حول مسؤولية الكنيسة في المساعدة على تأمين الركائز الإقتصادية والإجتماعية للمسيحيين بين من يحملها المسؤولية وبين من يرى أنها تمارس مسؤولياتها بقدر استطاعتها.