أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب ميشال حايك عن القدس: قاتلة الانبياء لن تعرف السلام (إيلي أسود)

الاب ميشال حايك ، الكاهن ، العالم ، العارف ، المتواضع ، المؤلف لكتيب كل خمسة عشر يوما” ، اشكر العزيز ناجي حايك الذي اعطاني الان فكرة الكتابة عنه …

سأذكر ثلاث مناسبات عرفته جيدا” من خلالها :

الاولى : ايام المحنة ، كان يتحاشى حضور الاجتماعات في بكركي ، متلافيا” صخب الاحاديث ، ويطلب نسبة لاصراري عليه الحضور ، ان اصطحبه معي في سيارتي ، فكان يجلس في زاوية الصالون ويستمع ، منزعجا” ، صامتا” ، ويقول لي ، عن مشكلة لديه في التواصل مع الاكليروس ، لم اسأله يوما” عن السبب ، ولكن تكهني دفعني الى استنتاج وحيد … انها محنة العقل في التعاطي بينهما ..

الثانية : لقاء في منزل رفيق الصبا والسياسة شارل غسطين في شارع مار مارون ، جمع فيه الاب ميشال والاب يوسف مونس ، وأنا ، حوار عظيم بين الابوين بالفرنسية عن الفلسفة والتاريخ والسياسة ، والقذائف في الخارج تضرب مستديرة التباريس …

الثالثة : زيارتي لمنزله في باريس حيث كان يعيش منذ ثلاثين عاما” ، وهو مكدس بالكتب والاوراق ، وعند رؤيتي لكمية المؤلفات الهائلة في حيطان وأسقف الغرفتين ، قلت له : ” أبونا ميشال ، سيصيبك ما اصاب الجاحظ ، ستقتلك كتبك ان سقطت عليك !! فانفجر ضاحكا” وقال لي : عندي بعد كم سنة ، سأنهي بعض الكتابات …
كان الاب ميشال رحمه الله مقصد المؤمنين وعموم الناس كل عام ، لسماع خطبته اليومية طوال اربعين يوما” ، في مار جرجس وسط العاصمة ، بمناسبة درب الالام ..

خسارته هائلة وقاتلة ….
كان لي مرشدا” ، عميقا” في كلامه وفي نصائحه ، جمعتنا صلة روحية فريدة للغاية …

اب ميشال … اذكر تماما” ما قلت لي عن القدس ، قاتلة الانبياء ، وبأنها لن تعرف السلام ..

سنلتقي يوما” ايها الاب الجليل ..