عيسى بو عيسى-
سياسياً استطاع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امتصاص صدمة اقالة رئيس الحكومة اللبنانية من العاصمة السعودية وارتداداتها على الساحة الداخلية من سلبيات كادت تطيح بالسلام الداخلي والتسوية التي انتجت وفاقاً داخلياً وقفزة نوعية داخل مؤسسات الدولة. وسار في ركب رئيس البلاد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومفتي الجمهورية والسيد حسن نصرالله وصولاً الى اسماع هذا الصوت الواحد الى مختلف بلدان العالم وكانت النتيجة واضحة: الوحدة اللبنانية اربكت المملكة العربية السعودية حتى الساعة في تنفيذ ما كانت تخطط له وفق عنوان مكافحة الفساد في المملكة!!
الا ان ما يؤرق المسؤولين في لبنان هي تلك المؤشرات والايادي التي يمكن ان تمتد للمساعدة في احداث الفتنة وخراب البلد بعد فشل المحاولة السياسية، وتتحدث اوساط وزارية حالية عن مكامن التفجير في الداخل اللبناني وبعض الادوات المتبقية تمهيداً لتحويل لبنان الى ساحة مواجهة وتوجز هذه المكامن وفق التالي:
اولاً: في المقاوم الاول تم افشال اشعال فتيل الفتنة الشيعية – السنية وبدت الامور غير مطابقة للمواصفات السعودية وبدل ان تتحول الساحة الى مواجهة وتصفية حسابات بدا للجميع وسع الوعي الداخلي الذي تجاوز الكثير من مطبات الخارج وبدت الاقالة ومفاعيلها عكس ما تصوره كثيرون وخططوا له وشكل الاجماع اللبناني صدمة ايجابية للداخل ونكسة واضحة للخارج وصولاً الى البيان الشهير لكتلة المستقبل وان شهد بعض المشاورات الى حد القول ان المملكة السعودية «صدمتنا» حتى النائب وليد جنبلاط لم يستطع السكوت واضاً الملامة على الرياض.
ثانياً: ان الاتكال على قيام مظاهرات في الشوارع لم يلق اذاناً صاغية حتى ولو جا ء التركيز على بعض البلدات السنية الفقيرة في عكار للنزول على الارض وجاءت الخيبة مطابقة للاجماع القائم في البلاد، وتتحدث هذه الاوساط ان مندوبين مقربين من السعودية جالوا على بعض المفاتيح في تلك القرى والبلدات تحت شعار: من «جرب المجرب» وهنا تذكر هذه الاوساط ان منسقي تيار المستقبل لعبوا دوراً هاماً في توعية المواطنين من الانجرار وراء هذا المسلك الفتنوي.
ثالثاً: يبقى امر النازحين السوريين في لبنان او البعض منهم في عملية اللعب بالوضع الامني الداخلي خصوصاً وان الكثيرين منهم ما زالوا محتفظين باكياس الاعاشة المكتوب عليها: تقدمة المملكة العربية السعودية، الا ان هذه الاوساط تحذر من عشرات الخلايا النائمة في مخيمات النازحين والتي ما زالت محافظة على الفكر الارهابي – الداعشي ومن هنا اطلقت بعض القيادات السياسية والامنية تحذيرات بضرورة التنبه واخذ الحيطة والحذر خوفاً من عمليات ارهابية واغتيالات محتملة لايقاع الفتنة بين اللبنانيين مع استبعاد اي تهديد امني خارجي وخصوصاً من اسرائيل، الا ان هذه الاوساط تؤكد ان الاجهزة الامنية تراقب عن كثب محيط اقامة النازحين السوريين واتصالات المشتبه بهم او الذين لديهم ارتباطات سابقة واختفوا بين المقيمين في المخيمات، وفي هذا الاطار هناك تخوف امني وصفته هذه الاوساط بالمتوسط مع العلم ان درجة التأهب لدى القوى الامنية كافة انخفضت من نسبة 75 بالماية الى خمسين نظراً لنجاح الشق السياسي في معالجة اقالة الرئيس سعد الدين الحريري من الحكومة.
رابعاً: ان كافة الاتصالات التي اجريت مع الجانب الفلسطيني على اعلى المستويات خصوصاً بعد استدعاء الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى الرياض والتي اوحت بامكانية تأييد المخيمات الفلسطينية، التوجه السعودي في تعكير الامن بموازاة خطوات التصعيد تجاه لبنان، الا ان المتوفر لهذه الاوساط من جراء المحادثات واللقاءات مع الفلسطينيين ان القيادة الرسمية ليست في وارد الدخول في هذه المتاهات وكذلك فعلت حركة حماس في لبنان بزيارتها الى دار الافتاء، الا ان هناك مجموعات ارهابية ما زالت متواجدة في مخيم عين الحلوة شرقي مدينة صيدا والاوامر لا تأخذها من هذه القيادات حصراً بل ان تشكيلات فلسطينية تابعة لمحمد دحلان يمكن ان تلجأ الى توفير الاجواء وافتعال وحدات امنية او اغتيالات بالتزامن مع الاجندة التابعة لها وبموازاة المصلحة المشتركة مع العابثين بالامن الفلسطيني الا ان الاهم وفق هذه الاوساط ان هناك توجهاً يتماشى مع ما يجري في السعودية بعد فشل الضغط السياسي وصولاً لاستعـمال العصـا الامنية.
-الديار-