– جماعة لبنانية كريمة مؤسِسة للكيان، بحالة صدمة عميقة
***
لو أن السياسيين اللبنانيين يعلنون ما تقولُه غالبيةُ اللبنانيين في بيوتهم ، لكان لبنان يخطو خطوات فعلية نحو خروجِه من أزمته الراهنة …
فغالبية اللبنانيين تفكر وتقول وتتصرف اليوم، انطلاقاً من اقتناعها العميق، بكون جماعة لبنانية كريمة مؤسِسة للكيان، باتت اليوم في حالة صدمة عميقة … كما ألمح سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان …
والصدمة هي نتيجةُ جرحٍ مكتوم … ممنوعٌ حتى الصراخ من وجعِه … ممنوعةٌ عنها، حتى الآخ … ربما لأن الجرحَ من أخ …
لكن الأكيد أن هذه الجماعة مكلومةٌ اليوم … وواجب جميع اللبنانيين الوقوفُ إلى جانبها … والتضامنُ معها والتعاطفُ مع جرحِها وصدمتِها ومحنتِها وأزمتِها …
تماماً كما كان المسيحيون مجروحين في التسعينات … ومُنع الآخرون يومَها من سماعِ صراخِهم … حتى انفجر البلد …
وتماماً كما كان الشيعة مستهدفين بالجرح والخنجر والسيف، في تموز 2006 … فوقف لبنان كلُه معهم، حتى انتصر …
الأمر نفسُه اليوم …
مع فارق، أن الوحدة المطلوبة اليوم، تقتضي صرخة بصوت واحد: إرفعوا أيديكُم عن لبنان … كلُكم … من غرب وشرق … من عرب وعَجَمْ … من أعداء أو أشقاء أو “أعدقاء” … إرفعوا أيديكُم عن شعبه … وهو قادرٌ على التفاهم والتصالح والتوحد والحياة …
فمسيحيو لبنان في جرحهم السابق، ما كانوا إلا لبنانيين أولاً … لا فَرَنْجَة ولا مستشرقين … وشيعةُ لبنان في جرحهم، كانوا أبداً نهائيين في لبنانيتهم … لا فُرْساً ولا إيرانيين … وسُنَةُ لبنان في جرحهم المكتوم اليوم، لبنانيون أولاً وأخيراً … لا سعوديين ولا عثمانيين … تماماً كما دروز لبنان في قلقِهم الوجودي، لبنانيون أُصَلاء من الألف حتى الياء …
هذه هي حقيقة الأزمة اليوم … أننا كلنا مُستهدَفون … كلبنانيين … وأن خلاصَنا بوحدتنا، في لبنانيتنا … وبضنِنَا بكرامة كلٍ منا … بكرامة كل مؤسسة، وكل جماعة، وكل طائفة … وكل لبنان …
هذا ما يجسده الرئيس …