– خطين متوازيين: الأول هجومي والثاني تفاوضي
خرقت زيارة مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الى لبنان الجمود السياسي الذي يخيّم على المشهد الداخلي والذي سيمتدّ الى منتصف الأسبوع المقبل، بسبب جولة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المكوكية التي ستشمل بعد السعودية مصر واليونان.
غير أن لقاء المسؤول الإيراني الـ «فوق العادة» مع رئيس الحكومة اللبنانية والتصريحات التي أطلقها من السراي الحكومي، لم تكن حدثاً سياسياً عادياً في ذروة التصعيد بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية من جهة وإيران وحزب الله من جهة ثانية، وما أضفى على اللقاء أهمية إضافية هو الزيارة الخاطفة والمفاجئة للرئيس الحريري الى المملكة السعودية الذي زارها منذ أيام، ما يطرح تساؤلات عن توقيت وهدف الزيارة… فهل نقل الحريري رسالة إيرانية ما الى القيادة السعودية بعد أن حُمِل الحريري رسالة سعودية إلى المسؤولين اللبنانيين؟ وهل هناك من دور للحريري على خط التفاوض والوساطة بين طهران والرياض؟
مصادر مطلعة أشارت لـ «البناء» إلى أن «الخطاب التصعيدي السعودي الذي طبع الساحة السياسية الداخلية على مدى أيام والرسائل المتعدّدة باتجاه الضاحية وطهران يُخفي في طياته محاولات سعودية لإحداث اختراق تفاوضي مع إيران. فالسعودية واضح أنها تسير على خطين متوازيين: الأول هجومي تصعيدي بالشراكة مع الولايات المتحدة و«إسرائيل» والثاني تفاوضي مع إيران وحزب الله، وما المطالب السعودية التي حملها الحريري خلال زيارته المملكة منذ أيام لهدنة إعلامية سياسية مع حزب الله إلا مؤشر على ذلك».
وأشاد ولايتي من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة بحضور السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، بالرئيس الحريري والحكومة والشعب في لبنان، وقال: «أجرينا لقاء جيداً وإيجابياً وبنّاء وعملياً مع الرئيس الحريري المحترم، خصوصاً أن العلاقات الإيرانية – اللبنانية دائماً بنّاءة وجيدة، وإيران تدعم وتحمي دائماً استقلال لبنان وقوته وحكومته وهي تحفّز وترحّب بذلك»، مشيداً «بالرئيس الحريري والحكومة والشعب»، معتبراً «أن تشكيل حكومة ائتلافية بين 14 آذار و8 آذار يشكّل انتصاراً ونجاحاً كبيراً ومباركاً للشعب اللبناني». ولفت في المقابل إلى أن «الانتصار اللبناني ضد الإرهابيين والانتصار السوري والعراقي يشكّلون انتصار محور المقاومة على مستوى المنطقة وهذا انتصارنا جميعاً».
المصدر: البناء