أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلاله لقائه اهالي وذوي العسكريين الشهداء في السراي الحكومي، “إصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة والنكراء بكل المقاييس واحالتهم على القضاء لينالوا عقابهم”.
وقال: “نحن نشعر بمعاناتكم ومدى الظلم اللاحق بكم، كلنا تأثرنا بجريمة الخطف وبذلنا كل ما بوسعنا لتحرير العسكريين المخطوفين، وقد نجحنا في تحرير من كان منهم لدى النصرة، ولكن لم يكن باستطاعتنا تحرير المختطفين لدى تنظيم داعش الارهابي الذي ارتكب هذه الجريمة. داعش هذا التنظيم الارهابي هو عدو لبنان وكان السبب الاساسي في هذه الجريمة ودخل الى لبنان لاشعال الفتنة بين اللبنانيين واحداث التفرقة بينهم”.
أضاف: “نحن حرصاء على ان تعرفوا الحقيقة حول كل ما حصل وهذا حقكم، وهناك تحقيق قضائي بدأ وسيستكمل بكشف الحقيقة وملاحقة الجناة والمتورطين ومحاكمتهم وسيدفعون ثمن ارتكاباتهم”.
وخاطب الاهالي بالقول: “أنا أشعر بمعاناتكم وأتحسس مدى الظلم الذي لحق بكم، انا مثلكم مصاب بجريمة اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأريد ان أعرف الحقيقة في جريمة الاغتيال ومثابر منذ 12 عاما للوصول اليها ولكن بطريقة أحافظ فيها على البلد”.
وبعد اللقاء الذي حضره الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن سعد الله حمد والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، تحدث باسم الوفد حسين يوسف فقال: “في قلوبنا حزن كبير وهناك دموع في العيون منذ ثلاث سنوات ولكن في الوقت ذاته هناك فخر وعزة وكرامة. وبعد ان تأكدنا اليوم من كل نتائج الفحوصات التي اجريت، أصبحنا نطلق على العسكريين المخطوفين العسكريين الشهداء، ومن هذا المنبر نقول اننا لن نسمح لاحد بأن يلعب بقضيتنا اكثر مما تم اللعب بها، وما يعزينا ان ابناءنا رفعوا رؤوسنا وتحملوا كل المآسي والوجع والالم والضغط والارهاب الذي مورس عليهم واختاروا ان يموتوا بكراماتهم وشرفهم وفي ملابسهم العسكرية”.
أضاف: “نحن لم نتخل عن ملفهم وخيمة رياض الصلح للمطالبة بإعادتهم انتهى دورها، ولكن خيام اهالي العسكريين في بيوتهم وساحات قراهم ستبقى موجودة وسنستمر بمتابعة ملفهم حتى اللحظة الاخيرة. وكل من تواطأ بملف العسكريين وكان له علاقة بمقتلهم سيطالهم القانون، والمطلب الاول لنا هو محاسبة عمر وبلال ميقاتي اللذين لهما علاقة مباشرة باستشهاد العسكريين وهذا المطلب طرحناه مع وزير العدل اولا، والذي تفاعل كثيرا معه. كذلك اعلناه ايضا من القصر الجمهوري وتم التفاعل معه واليوم عند قائد الجيش والان مع الرئيس الحريري المجروح مثلنا منذ 12 سنة وهو يطالب بحق قضية والده. وقضية العسكريين اصبحت اليوم امانة في عنقه وهذا حمل كبير عليه وهو وعدنا بمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية، ولن نقبل الا ان يتكرم الشهيد بقتل من قتله”.
وتابع: “لن نتنازل عن هذا الحق وفي البلد هناك قوانين ولو لم يكن عندنا قانون اعدام، ولكن القوانين الشرعية والانسانية تطبق على انسان اذا كان انسانا، ولكن الانسان المجرم والدموي والذي يقطع رؤوسا ويذبح فلتسمح لنا منظمات العفو والهيئات الانسانية الذين يدافعون عن حقوق الانسان. نحن نتكلم بحقوق الانسان عندما يكون الانسان انسانا، هؤلاء ليسوا بشرا وحتى ليسوا حيوانات. الانسان الذي يتعاطى مع انسان آخر بالدم هذا ليس انسانا بشريا. ونحن نتمنى استصدار حكم اعدام بحق كل مجرم وضع يده على عسكري، نحن كنا نخاف من انشقاق العسكريين وقد صدرت اشاعات كثيرة في هذا الصدد، والحمد الله اولادنا اكدوا استمرارهم بالمحافظة على الكرامة وعلى شرف البذلة التي يرتدونها”.
وأردف: “أتمنى ان يوحد ملف العسكريين كل اللبنانيين كما التفوا حول الجيش اللبناني في المرحلة الاخيرة”.
سئل: لماذ أعلنتم معارضتكم حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق في مراسم تشييع الشهداء؟
اجاب: “الوزير المشنوق في العام 2015 قال انه يعمل على تنظيف السجون ونحن لم نكن ضد ذلك، ولكن توقيت ذلك في تلك المرحلة كان قاسيا بالنسبة لنا وقد اثر في مكان ما على الملف. لا اريد ان اقول انه شارك في قتلهم ولكن في تلك المرحلة استشهد العسكريون وقال يومها معالي الوزير لقد قتلوهم ونعتبرهم شهداء ونلصق صورهم على الجدران، وهذا المشهد رأيناه اليوم في وزارة الدفاع. مطلبنا اليوم حرصا ومحبة واحتراما لموقعه كوزير للداخلية ان امهات الشهداء لا يستطعن رؤيته هناك، لانه من الممكن ان يحصل اي تصرف يسيء له وللشهداء، ولذلك تمنينا عدم حضوره”.
وكان أهالي العسكريين المخطوفين قد طلبوا من قيادة الجيش ووزير الدفاع يعقوب الصراف وسنطلب من رئيس الحكومة سعد الحريري عدم حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق مراسم التشييع بسبب مواقفه عام 2014.
وردا على سؤال قال: “نحن نريد كشف الحقيقة منذ اليوم الاول مرورا بالمتاجرة التي حصلت من قبل بعض الوسطاء، ولا اريد توجيه اتهام لشخص معين ولكن كل انسان في هذا البلد كان مسؤولا عن ملف العسكريين، وكان يستحق هؤلاء العسكريون ان يكون هناك بعض التنازلات لاجلهم”.
قيل له: يقال ان هناك عتبا على اللواء عباس ابراهيم في المفاوضات؟
اجاب: “أوجه تحية للواء ابراهيم، وعتبنا عليه لاننا نحبه، ولكن في احد التصريحات قال كلاما أذانا كثيرا وأوجعنا، قد يكون له وضعه وظروفه ولكن كان يجب ان يضعنا في اجوائها حتى نتدارك تعرضنا للموت على مدى سنتين، ولم نكن أرسلنا امهات ونساء الى مجرمين وسفاحين. أنا لا أحمل مسؤولية للواء ابراهيم ولكن اعتب عليه قليلا وفي النهاية قد يكون لديه ظروف جعلته يمتنع عن اعلان المعلومات التي كانت لديه”.
سئل: لماذا لم تطالبوا بمصطفى الحجيري الذي ساعد جبهة “النصرة”؟
اجاب: “نحن لن نستثني اي انسان في هذه المرحلة لعب بمصير العسكريين، ومصطفى الحجيري ظهر في شرائط مصورة وانا ادينه واعتبره مجرما لان كل من يواجه الجيش اللبناني يكون مجرما ويجب ان يحاسب”.
سئل: كيف تعلق على الصفقة التي تمت بين “حزب الله” و”داعش”؟
اجاب: “هذا امر مؤلم وموجع، هناك ظروف معينة لا نعرفها منها كشف مصير العسكريين، ونحن لنا عتب كبير على الحزب كما عتبنا على اللواء ابراهيم، لانه كان يجب التعاطي مع المجرم كمجرم. وكنت اتمنى ان يبقى مصير ابني مجهولا مئة سنة ولا يعود بهذه الطريقة”.