أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عين الحلوة..والمرارة الآتية ! (أمين أبوارشد)

– لبنان أقوى بلد عربي بجيشه ومقاومته، اتفاقية القاهرة انتهت…!!

***

أخبار عالنار- عقدت ما تٌسمَّى “القوى والفصائل” اجتماعها أمس داخل السفارة الفلسطينية ببيروت، لبحث سُبُل وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وكالعادة بعد كل “عركة”، يتمّ تكليف لجنة متابعة، تنزل الى الأرض ويتأبط أعضاء اللجنة بعضهم على طريقة “الشنكلة”، ويسيرون في زواريب المخيَّم، تتقدمهم مجموعة من المسلحين التابعين للقوة الأمنية المشتركة، في مشهدية مُضحكة اعتدنا عليها في لبنان على مدى أكثر من أربعين سنة، وما تكاد لجنة المتابعة تُنهي جولتها وتنام ليلتها، إلَّا وتتجدَّد الإشتباكات ليلاً أو عند بزوغ الفجر، لتعود الإتصالات بين “القوى والفصائل” وتشكيل لجنة متابعة من جديد، وهكذا دواليك في أي مخيم فلسطيني  لشعبٍ يعيش  بالشعارات ويحلم بحق العودة، وكل مصائبه أنه خاضع لأجندات وأهداف عصابات القوى والفصائل، ولم يحاول لا في الداخل الفلسطيني ولا في مخيمات الشتات، أن ينتفض ويُطالب بتوحيد هذه القوى المُشرذمة وإخضاعها لسلطة سياسية واحدة، لأنه عبثاً يٌحاول، طالما أن سَلطة “الأبوات” أكبر من السلطة الفلسطينية ومن محمود عباس نفسه.

وإننا إذ نلعن عند إشراقة كل شمس إتفاقية القاهرة، التي أباحت لكل مخيم فلسطيني تسليح نفسه للدفاع عن نفسه، فإن الظروف الآن اختلفت عن نهاية الستينات، وبات لدينا جيش لبناني نتشرَّف به وباتت لدينا مقاومة نشمخ بها، ولبنان الضعيف الذي رضخ سابقاً ووقَّع تلك الإتفاقية، بات بالحسابات الإقليمية بفضل انتصارات الجيش والمقاومة أقوى بلد عربي… نعم، نحن أقوى بلد عربي، وإسرائيل العدو الحقيقي للفلسطينيين، تقف مذهولة أمام إنتصار جيشنا في الجرود وامام إمكانات مقاومتنا، بحيث أن قادة العدو في المنطقة الشمالية أعلنوا صراحة أن قوة الردع لدى إسرائيل في مواجهة حزب الله والمقاومة تتآكل!

وبعد، وبما أن حركة فتح هي السلطة الرسمية التي تتمتَّع بالتمثيل الديبلوماسي للفلسطينيين في لبنان، وبما أنها أعلنت أمس، أنها سوف تستقدم عناصرها من مخيمات أخرى في لبنان، لتدخُل عين الحلوة وتحسِم الأمر وتلقي القبض على الإرهابيين والخارجين على القانون بهدف تسليمهم الى القضاء اللبناني،  فإن المطلوب من حركة فتح ومعها كل عائلة فلسطينية مُسالمة في عين الحلوة، جدِّية التعاطي مع واقع “الزعرنة” للقوى والفصائل، والتعاون مع الجيش اللبناني وأجهزة المخابرات اللبنانية، للقبض على كل إرهابي يتزعَّم فصيلاً مسلحاً وفاتحاً على حسابه وإلَّا، فإن جيشنا اللبناني الذي أنجز النصر العظيم في الجرود، سوف يتفرَّغ لبؤر الإرهاب الداخلية في المخيمات، وحركة فتح، مًن منطلق مسؤوليتها السياسية أمام الحكومة اللبنانية، مُلزمة بفرض وقف النار في عين الحلوة، لأن الإشتباكات إذا استمَّرت، سوف تتمدَّد الى أطراف المخيم وربما الى خارجه، وعندها سيجد الجيش اللبناني نفسه، مُلزماً بتطويق المخيم وربما دخوله، وسوف تذوق منه عصابات القوى والفصائل في عين الحلوة مرارة الحسم الشبيهة بنهر البارد، لإنهاء معاناة لم يعُد الشعب اللبناني قادراً على احتمالها…