أخبار عالنار– قدَّم زياد حواط استقالته من رئاسة بلدية جبيل، وفق مقتضيات القانون، بهدف ترشيح نفسه للإنتخابات النيابية القادمة، ونحن لا شأن لنا بالحق الخاص والطموح الشخصي، بل بالحق العام الذي سوف يُصدر الشعب حُكمه فيه عبر صناديق الإقتراع.
خطوة حواط المتوقَّعة، سبقه إليها منذ نحو 9 سنوات النائب دوري شمعون، بهدف ترشيح نفسه لمقعد نيابي عن الشوف، ولأن ثقة الناس ليست “لعبة ورق”، ولا الناس “إجر كرسي” فإن فعلة حواط أشنع من التي أقدم عليها شمعون.
شمعون يعيش أوهام أن النمر يَلِد نمراً، وأنه كوريث سياسي من حقِّه أن يكون نائباً، وأن حزب الوطنيين الأحرار يجب أن يكون ممثلاً في الحكومة، وأنه قُطب من أقطاب 14 آذار، إضافة الى أن دوري شمعون فاز بأصوات النائب وليد جنبلاط لكثرة ما تسكَّع على أدراج المختارة، وكانت له جائزة الترضية، ودخل الندوة البرلمانية “كمالة عدد”.
زياد حواط ليس وريث بيتٍ سياسي، ولا هو حزبي لنُبرِّر له إرادة حزبه بترشيحه، وهو كرجل يتعاطى الشأن العام الجبيلي، يعتقد أن إنجازاته في بلدية جبيل تُعطي الناخبين فكرة واضحة عن قدراته في حال فاز بالنيابة، خاصة وكما ذكرنا سابقاً، أن كنية “حواط ” هي بالأصل مهام “طرح الصوت” عالياً في القرية اللبنانية من على تلَّة عالية أو سطح منزل، لإبلاغ أبناء القرية سواء في بيوتهم أو حقولهم خبراً هاماً كإعلان وفاة على سبيل المثال، وربما كان السيد حواط يعتقد أن صوته في مدينة جبيل سوف يصل الى كل بلاد جبيل ومعها كسروان.
وحواط كرئيس بلدية، لم يجترح المعجزات لمدينة تاريخية عريقة بحضارتها وشعبها وعمرانها، وهو قام بواجبه كما أي رئيس بلدية عادي، خاصة أنه تسلَّم بلدية غنيَّة بإيراداتها، وقام بأبسط واجباته، وليس من بنى أرصفة، ورفع أعلى شجرة ميلادية، باتت إنجازاته بمستوى من بنوا قلعة جبيل أو بات “قدموسها”.
النقمة على خطوة زياد حواط، أن أصوات الناس ليست للإستخدام حيثما كان، وتجديد “البيعة” له في أيار 2016 حصلت ليكون رئيس بلدية، ويولي جبيل إهتمامه، وليس استخدام أصوات شعبها وهو يتنقَّل من كرسي الى كرسي، ولا يستطيع حواط إقناع الناس مهما “حوَّط” أنه بوصوله الى المجلس النيابي- لو وصل – يخوِّله خدمة جبيل بشكلٍ أكبر، لأن هذا كلام إنتخابي إستهلاكي، ولن يمحو الإهانة للرأي العام الجبيلي وللناخبين الذين منحوه الثقة لمدة ست سنوات، فاستخدم كرسي البلدية قارب عبور من ميناء جبيل الى حيث يعتقد أنه واصل بأحلامه النيابية الى برّ الأمان…