أخبار عالنار- لستُ من مُتابعي الأفلام ولا المسلسلات، وشاهدت بضع حلقاتٍ من مسلسل “الهيبة”، لكني قرأت الكثير من التعليقات عليه، ولَفَتني من انتقدوه واعتبروه أنه مُسيء لثقافتنا وأخلاقياتنا، وذهب البعض منهم الى القول، أن متابعته يجب أن تقتصر على من هُم فوق الثامنة عشرة.
ساءنا مسلسل “الهيبة”، رغم أنه يَحكي حقيقتنا كما هي، وانتهى المسلسل، لكننا نعيشه واقعاً كل يوم في دولةٍ بلا هيبة، لأننا شعبٌ لا نتهيَّب القانون والنظام، ولا نستحق هذا الوطن، والأجيال التي هي دون الثامنة عشرة، ونخشى أن يخدش “الهيبة” أخلاقها، شهِدَت يوم أمس حلقةً من “الهيبة”، عبر إطلاق نارٍ أدى الى سقوط قتيلٍ وجريح، لأن بعضهم نجح أولادهم في الشهادة المتوسطة التي لا تُخوِّل حاملها العمل أكثر من “صبي ديلفري”.
انتهى مسلسل “الهيبة”، ونحن نعيش حلقاته في هذا الوطن من قبل أن يُعرَض بعشرات السنوات، ولا تأثير له على مجتمعنا لأنه حقيقة هذا المجتمع، وفي كل منطقة فالتة من لبنان هناك “هيبة”.
المخيمات الفلسطينية التي تحكمها عصابات “القوى والفصائل” هي “هيبة” للإرهاب والتهريب، وأوكار للدعارة وإيواء الخارجين على القانون، وتستعطي الدولة اللبنانية منها، تسليمها مطلوب لبناني أو أجنبي ارتكب جريمة على الأراضي اللبنانية، وستبقى كذلك، طالما أنها “إمارات” للأبوات الفلسطينيين، ما لم يدخلها الجيش اللبناني ويحكمها بـ “الرنجر”.
تجمعات النازحين السوريين الذين يُقاربون المليونين، تشكِّل “هيبة” في كل منطقة لبنانية، داخل كل شركة أو مؤسسة تستخدم سورياً بدلاً من اللبناني، وفي كل محلٍّ تجاري يُنافس محلاً لبنانياً، وفي كلِّ حيٍّ يُسبِّب فيه النازح إزعاجاً وقحاً بحق اللبنانيين، هذا عدا عن الجرائم والسرقات والإعتداءات التي تحصل كل يوم، من سوريين شرَّعنا أبواب بيوتنا ومؤسساتنا لهم من منطلق إنساني، ويستهلكون بُنانا التحتية ويستهلكون لقمتنا و”لا يُعجبهم العَجَب ولا الصيام في رَجَب”!
منطقة بعلبك ، تنتشر فيها مزارع ” الهيبة” لسرقة السيارات وتجارة المخدرات والقتل والثأر، والجرود والجبال هناك، دولة مغاور محصَّنة ينتشر حولها رجال كل “جبل” فاتح “هيبة” على حسابه.
وحدِّث ولا حرج عن “حي الشراونة” في بعلبك، وعن “حي الزعيترية” في الفنار، وأحياء كثيرة منتشرة على الأراضي اللبنانية ممنوعة على الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وعندما يقتل أحد أبناء عشيرةٍ ما، شخصاً من عشيرةٍ أخرى، تعتذر العشائر من بعضها وتخضع لشريعة “شيخ الصلح” ولا يعتذر أحد من الدولة اللبنانية لأن منطق بعض العشائر فوق القانون.
وننتقل الى عرسال، دولة “أبو طاقية”وشياطينه من رُعاة الإرهاب، لنتوقَّف عند ما حصل ليلة أمس، من تفجيرات إنتحارية أدَّت الى سقوط جرحى من الجيش اللبناني، ونحذِّر الدولة اللبنانية، أن المخيمات السورية ستغدو كما الفلسطينية، وشاء زعيم “الهيبة العرسالية” أم أبى، يجب أن يدخل الجيش الى كل شبرٍ من عرسال، وتحريرها من الشياطين، ليتسنَّى للجيش لاحقاً الإنطلاق من عرسال والقضاء على “هيبة” الدواعش وشياطين التكفير.
ختاماً، قبل أن تنتقدوا “الهيبة”، إطلعوا من شرائع “الهيبة” التي تعيشونها كل يوم، كي تستعيد دولتنا هيبتها، ولا يجب أن يكون هناك أي “جبل” حاكمٍ بأمره على أرض الوطن، وعلى رأس دولتنا يجلس في بعبدا رجلٌ بشموخ الجبل اللبناني…