أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الرئيس عون يوقف النقاش متحدثاً عن أمر خطير يحصل بالمنطقة: قاعدين ببيتي بترك وبفلّ.. رح نصير النازحين.. أقسمت اليمين بالمحافظة عَ الدستور

– اتذكر قولاً لنابوليون يقول فيه: السياسة إبنة التاريخ، والتاريخ إبن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير

***

كلام فخامة الرئيس ميشال عون داخل جلسة مجلس الوزراء، في ضوء مداخلات عدد من الوزراء، بخصوص موضوع النازحين وضرورة متابعة الموضوع مع الدولة السورية: (21 شباط 2019)

أكد الرئيس عون:

النأي بالنفس حسب مفهومنا، هو على ما يحصل في سوريا وليس عن مليون ونصف مليون نازح سوري يعيشون في لبنان، ما ألحق تداعيات اقتصادية واجتماعية وانمائية وأمنية أثرت على أوضاعنا، خصوصاً مع تلاحق الأزمات الاقتصادية الخارجية والداخلية التي أحاطت بنا.

واضاف:

اتذكر قولاً لنابوليون يقول فيه: السياسة إبنة التاريخ، والتاريخ إبن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير“. وبالتالي فإن أي بلد مجاور مثل سوريا، لا بد أن نقيم معه علاقة خاصة. من هنا، فإن علاقتنا بسوريا غير علاقتنا بتركيا أو إيران مثلاً.

أقول بصراحة إن الدول الخارجية لا تريد أن تستضيف نازحين ولا تسمح لنا بأن نعيدهم إلى وطنهم. كيف يكون ذلك وبأي حق؟ أنا لا أقبل بأي شيء يؤذي مصلحة لبنان. لقد استضفنا النازحين لأسباب إنسانية وتحمّلنا أكثر مما نستطيع أن نتحمّل. ما من دولة استقبلت نازحين مثلما استقبلنا، لا نستطيع أن نستمر هكذا. أنا أقول لكم وللبنانيين ما افكر به، لقد أقسمت اليمين على الدستور وعلى المحافظة على السيادة وعلى القوانين… ولا أقبل أن يكون على أرض وطني هذا العدد الضخم من النازحين. إن اللجوء السياسي يكون لمضطهدين في السياسة وليس للهاربين من ويلات الحرب وبداعي الحاجات المفقودة، ومتى عاد الاستقرار فإن على هؤلاء أن يعودوا. لقد رحب الرئيس الأسد بالنازحين العائدين، وإني أتساءل كيف ننسّق انتقال قرابة مليون ونصف مليون نازح من دون التواصل والتنسيق مع الدولة السورية.

وقال الرئيس عون:

“كلما زارنا وفد أجنبي نسمع اطراء عن اهتمامنا بالنازحين إلى درجة أني قلت مرة لهم “رح نصير نحنا النازحين… ما بقا فينا نقعد ببلدنا وكل شبابنا عم يسافروا”.

وأضاف:

“أقول لمن يتحدث في موضوع النازحين أن بعضهم غير مدرك للنتائج التي تترتب عن استمرار بقاء النازحين على أرضنا. هذه مسؤوليتي كرئيس للدولة. أنا اقسمت اليمين بالمحافظة على الدستور ولا يمكنني أن أترك هذه المسألة. يقولون انتظروا الحل السياسي.. القضية الفلسطينية مضى عليها 70 عاماً ولا تزال من دون حل. القضية القبرصية مضى عليها 45 عاماً ولا تزال هي أيضاً من دون حل سياسي. إذا لم ندرك هذه الحقائق اليوم لا يمكن أن نواجه المستقبل. يقولون ان سوريا لا تريد عودة النازحين.. أنا أقول لكم انها تريد هذه العودة … لقد تمت حتى الآن عودة 156 ألف نازح سوري تأمنت لهم مساكن مؤقتة والمدارس لأطفالهم، ولبنان تلقى ضمانات سورية باستقبال النازحين على أرضهم عندما يعودون. اليوم دول عدة، ولا سيما الدول الكبرى تتواصل مع الدولة السورية ورئيسها… فلماذا لا يتواصل لبنان لحل أزمة مليون ونصف مليون نازح سوري على أرضه. “قاعدين ببيتي… شو بترك وبفلّ”! الكل يقول بعودة النازحين.. لكن متى وكيف؟ لماذا تريدون أن يتحمل لبنان عبء النازحين؟ عندما بدأوا يتوافدون إلى بلدنا بأعداد كبيرة لم نضع حدوداً لهم. الآن أصبحت كثافة النازحين غير مقبولة، والغرب- ويا للأسف- يساعدهم حتى يبقوا في لبنان، فيما اللبناني يهاجر. المسألة ليست مرتبطة بسلامتهم أو امنهم، لأن الذين حملوا البنادق وأطلقوا النار على الجيش السوري تمت مصالحات بينهم وبين الدولة، فلماذا الخوف على أمن العائدين الذين لم يشتركوا في القتال؟

واضاف الرئيس عون:

“من المستغرب أن منظمات الأمم المتحدة تساعد النازحين الموجودين في لبنان، ولماذا لا تساعدهم في سوريا؟ طالما أنهم يتلقون المساعدات في لبنان ويعملون فيه فإنهم لن يغادروه. “قضية النازحين ما فيي احملها على ضميري”. وقال: “أنا عشت تحت الخطر وواجهت الموت، وهذا القصر بالذات تعرض للقصف وأنا في داخله… قاتلت السوري وتحملت النفي 15 عاماً من أجل وطني ومن أجل كل اللبنانيين. واليوم لا زلت ملتزماً النضال دفاعاً عن وطني وعن شعبي”.

وتابع الرئيس عون:

على حدودنا الجنوبية يقوم وطن قومي يهودي، وفي سوريا ثمة محاولة لإعطاء الأكراد وطن شرق الفرات، وهذا مثير للقلق فما الذي يمنع إيجاد ثغرات واستغلال النازحين لخلق مشاكل لنا في الداخل لاستكمال هكذا مشروع تقسيمي، خصوصاً أن مجتمعنا التعددي نقيض لإسرائيل، فهل سيتحملوننا ونحن النقيض؟ هذا الموضوع خطير وأقولها للتاريخ. أنا وقفت مع وحدة وطني لبنان وأنا اقول للتاريخ هذا الكلام لي ولكم“.

واشار الرئيس عون إلى وجود اتصالات من دول عربية عدة لإعادة علاقاتها مع سوريا وثمة من يجري وساطات من أجل ذلك، فيما نحن مختلفون على مصلحة لبنان العليا. بعد الحرب العالمية الثانية، ركب الرئيس شارل ديغول الطائرة وذهب إلى المانيا واتفق مع اديناور على التعاون.

وختم الرئيس عون مداخلته قائلاً:

أنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأنا أحددها، وأنا في مركز المسؤولية وهذه صلاحياتي لأني الوحيد الذي أقسمت يمين الحفاظ على الدستور وقوانين الأمة وسلامة الأرض والشعب، وأرسيت توازناً وطنياً حتى نحقق الاستقرار ونعيد بناء لبنان من جديد. هذا هو مفهومي للمصلحة الوطنية العليا، وأنا مسؤول تجاه شعبي”.