أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الواقع الميداني السوري يدحض كل الأكاذيب والإشاعات

حسان الحسن-

لا مستجدات سياسية أو عسكرية مهمة على الساحة السورية في المرحلة الراهنة، سوى إعلان كازاخستان إستعدادها لمواصلة تقديم أستانا كساحة لعقد اللقاءات الدولية حول تسوية الأزمة السورية. وتعتبر وزارة الخارجية الكازخستانية أن منصة أستانا أثبتت نجاحها، وهو ما يجري الحديث عنه في الأمم المتحدة وفي جنيف، على حد قولها.

في هذا الاطار، رجّحت مصادر معارضة احتمال عقد لقاء دولي لمناقشة التسوية السياسية السورية في أستانا، بعد المفاوضات في شأن هذه القضية التي إنعقدت في منتجع سوتشي الروسي، وستعقد مجدداً الشهر المقبل، بعدما اتفقت الدول الضامنة للهدنة في سورية (روسيا وإيران وتركيا) على إستكمال هذه المفاوضات في المكان عينه، وقد تكون مخصصةً لبدء مناقشة الدستور الجديد، بحسب تلك المصادر.

الى ذلك في الشأن السياسي برز أيضا، تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية، ثبات حلف محور المقاومة مع روسيا في مواجهة الإرهاب، ودحضه لكل الإشاعات التي تتحدث عن خلافات بين أركان المحور، كذلك إنسحاب ايران وحزب الله والمقاومة العراقية من سورية راهنا، قبل إجتثاث البؤر الإرهابية المتبقية في سورية.

ميدانيا، يبدو ان الجيش العربي السوري قد اعاد التوازن الى القسم الاكبر من الميدان السوري، بعد ان شهد الاخير جولات واسعة من العنف والمعارك العسكرية، و تستمر القوات السورية في إعادة وصل ما إنقطع من الطرق التي تربط المحافظات ببعضها البعض، بعدما حاولت الدول الشريكة في العدوان على الجارة الأقرب وأدواتها تقطيع أوصال الدولة فيها، وكانت الخطوة الأبرز في هذا المجال، إعادة فتح طريق حمص- حماه الدولي، بعد إنسحاب المجموعات المسلحة من منطقتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وفي ضوء هذه المستجدات، وبعدما باتت الدولة السورية تسيطر على نحو 90 بالمائة من الأراضي والمناطق المأهولة، أي أصبح 90 بالمائة من الشعب السوري يعيش في مناطق سيطرة الدولة، إنعكس هذا الأمر إرتياحاً على أرض الواقع، وبذلك إنعدمت تقريبا الخروقات الأمنية والأعمال الإرهابية من سيارات مفخخة وإنتحاريين وما شاكل التي كانت تستهدف العاصمة وباقي المدن التي تعيش في كنف الدولة، خصوصاً بعد استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية وأحياء جنوبي دمشق.

هذا التوازن الميداني دفع الجيش العربي السوري والاجهزة الامنية الى تنفيذ تعديل واضح في اجراءآته، حيث على أثر ذلك أزالت السلطات السورية 13 حاجزا أمنيا من وسط العاصمة، وكان سبق ذلك أن تمت إزالة مجموعة من الحواجز الأخرى خلال شهر أيار الفائت، عقب تطهير الغوطة الشرقية وجنوب دمشق من الإرهاب.

وترجّح معلومات إعلامية أن تستمر إزالة الحواجز من الشوارع والحارات الفرعية بوتيرة سريعة، مع الابقاء على ما هو ضروري ومناسب لضبط الامن ولحماية المؤسسات والمواطنين، حيث سيتم الحفاظ على الحواجز الأساسية في مداخل دمشق الرئيسية.

وفي الشأن الميداني أيضا، يستمر الجيش السوري في حشد قواته في الجنوب، تحضيراً للبدء في عملية عسكرية تهدف الى القضاء على آخر البؤر المسلحة المتبقية في حوض اليرموك وريف السويداء والقنيطرة، أو الإفساح في المجال للمفاوضات السياسية الآيلة الى إخراجهم من الجنوب، أسوة بما حدث أخيراً في ريف حمص الشمالي وسواه، وهذا ما أكده الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلته الأخيرة مع قناة العالم، عندما قال: “إن جنوب البلاد أمام خيارين إما المصالحة أو التحرير بالقوة”.

تبقى الثغرة الامنية التي تستوجب المتابعة في الشرق، حيث ما زال التنظيم الارهابي “داعش” يستفيد من الرعاية والحماية غير المباشرة الاميركية، فهو يحاول من حين الى آخر التقدم نحو مواقع الجيش السوري في ريف دير الزور والميادين، وبعض مواقع “قسد” في المنطقة الشرقية، غير أن هذه الهجمات الداعشية، لم ترتق الى مستوى جبهة قتالية، ولاتزال تأخد منحى أسلوب “الكر والفر”.

كذلك الحال نفسه ينسحب على محوري كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي، حيث تشن “جبهة النصرة” بين الحين والآخر هجمات على هاتين البلدتين المحاصرتين منذ العام 2015، ولكن بدون جدوى بفعل تصدي الأهالي لها.

و هكذا … بين التفاوض على التسوية من جهة، والتي اصبح الجميع مقتنعا بها اخيرا، خاصة بعد ان ثبّت الجيش العربي السوري سلطته على اغلب الجغرافيا ، و بعد ان خسر المعارضون ( المعتدلون او الارهابيون )، قسما كبيرا من الدعم الخارجي الاقليمي، وبين العمليات العسكرية المرتقبة نحو اكمال تحرير ما تبقى من الجغرافيا، تعيش اليوم سورية نقطة مفصلية مهمة على الطريق نحو حل الازمة ووقف العدوان وعودة دورة الحياة الى ما كانت عليه.

-موقع المرده-