أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


النازحون قنبلة موقوتة ونكبة بيئية كبرى في نهر الجوز…

– 330 لبناني مقابل 1400 سوري..

***

توجه وزير البيئة طارق الخطيب، على أثر ورود خبر عن تلوث في مجرى نهر الجوز في بيت شلالا وبساتين العصي وكفرحلدا في أعالي البترون، الى منطقة البترون حيث جال على المواقع المحيطة بضفاف النهر واطلع عن كثب على واقع المجرى وضفافه في ظل انتشار خيم النازحين السوريين.

وكانت المحطة الاولى من جولة الوزير الخطيب في بلدية بيت شلالا حيث عقد اجتماع شارك فيه رؤساء بلديات بيت شلالا اسعد النخل ودوما جوزف خيرالله المعلوف وكفرحلدا الدكتور أديب موسى، في حضور ممثل وزير الطاقة والمياه مستشاره الدكتور خالد نخله، منسق “التيار الوطني الحر” في منطقة البترون المهندس طوني نصر، مستشار الوزير الخطيب الزميل سعد الياس، ممثل مصلحة البيئة السكنية في وزارة البيئة رالف سلامة ومخاتير القرى المجاورة وعدد من المهتمين والاهالي.

واستمع الوزير الخطيب الى تفاصيل أزمة التلوث الناتجة من وجود النازحين والرمي العشوائي للنفايات في مجرى النهر. وجرى بحث في واقع النزوح السوري وتداعياته على المنطقة وعلى النهر واستمع الى اقتراحات رؤساء البلديات ونخله ونصر.

وبعد فطور في بلدية بيت شلالا، توجه الوزير الخطيب والحضور الى مواقع عدة من ضفاف النهر وكانت زيارة لمحطة الضخ في كفرحلدا وصولا الى ضفة النهر في خراج بيت شلالا وبساتين العصي حيث تنتشر خيم النازحين وشاهد الوزير الخطيب تدفق المياه الجارفة للنفايات المرمية.

النخل
ورحب النخل باسم البلديات والمخاتير والاهالي بالوزير الخطيب والحضور والمشاركين في الجولة وقال: “لقد رافقنا الوزير الخطيب في جولة اليوم حيث اطلع ميدانيا على الواقع حول ضفاف النهر ونحن ندرك أن النزوح السوري هو السبب في ما يحصل في قرانا وفي المنطقة، ونتمنى الدعم الكامل من الوزير الخطيب للبلديات في بيت شلالا وكفرحلدا ودوما وتأمين المؤازرة لها لرفع التعديات عن ضفاف النهر حفاظا على سلامة مياهه وعلى صحة أهلنا وكذلك لتخفيف أعداد النازحين السوريين وإيصال الصوت الى مجلس الوزراء مجتمعا.”

نخلة
أما الدكتور نخله فأعلن أن “اتصالا أجري بمعالي وزير الطاقة الذي أعطى توجيهاته بالعمل فورا على حل هذه المسألة لحماية النهر ومجراه وضفافه من خلال تشكيل لجنة لرصد المخالفات والتعديات على مجرى النهر والمخالفات على قنوات الري. وسيتم تسليم جدول بهذه المخالفات الى وزارتي البيئة والداخلية والبلديات والى اتحاد البلديات لإزالة التعديات لأنه من غير المقبول أن يكون الوضع حول مجرى النهر بهذا الشكل ولا سيما أن هناك مشاريع مهمة وضخمة يتم العمل لإنجازها على النهر وأهمها سد المسيلحة الموجود في أسفله ولن نقبل بأن نصل الى مرحلة تشغيل السد بعد سنة تقريبا وتكون هناك عملية اجتياح من النفايات لمياهه. من هنا وفورا ستتخذ إجراءات جذرية وفورية في هذا المجال”.

موسى
وشكر رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور موسى للوزير اهتمامه وزيارته للمنطقة وشدد على “أهمية التعاون مع البلديات ودعمها ومساندتها من الاجهزة الامنية والمؤسسات الخاصة لكي نتمكن من حل هذه المسألة لأن يدا واحدة لا تصفق ونحن بمفردنا لا نستطيع القيام بأي عمل”.

الخطيب
وأعرب الوزير الخطيب عن أسفه “لوجود نكبة بيئية كبرى نتيجة النزوح السوري الكثيف الى هذه المنطقة ، وكما أبلغنا رؤساء البلديات أن عدد سكان بيت شلالا في فصل الصيف زهاء 300 شخص في حين يبلغ عدد السوريين في بيت شلالا 1400 شخص، وهذا العدد كاف لتظهير الواقع ومدى تفاقم الوضع على المستوى البيئي في لبنان نتيجة النزوح السوري”.

وقال: “هذا الملف ألقي على عاتق البلديات في هذه المنطقة علما أنها بلديات مستحدثة وإمكاناتها المادية والادارية متواضعة وضعيفة، وهناك نقص على المستوى اللوجستي وفي عديد الشرطة البلدية من هنا نتوجه الى رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون الاستاذ مرسيلينو الحرك لمساندة البلديات في هذه المنطقة وتعزيز الشرطة البلدية أو مساعدتهم ماديا لزيادة عديد الشرطة لكي يتمكنوا من المراقبة الدائمة والمستمرة للوضع في محيط مجرى النهر والقيام بجولات تفتيشية على المخيمات لضبط الوضع. لقد بات واضحا أن إخواننا السوريين يستسهلون رمي أكياس النفايات في مجرى النهر بدلا من وضعه في المستوعبات التي تبعد عن خيمهم بضعة أمتار وهذا غير مقبول ولن نتساهل في هذا الأمر”.

واضاف: “لطالما حذرنا من خطورة تداعيات النزوح السوري على لبنان، وما شاهدناه اليوم بالعين المجردة بات واضحاً للجميع. نتمنى أن نبدأ كحكومة في البحث جديا في مسألة عودة النازحين الى بلادهم لأن لا حلول جذرية للمشاكل على اختلافها بيئية كانت أو غير بيئية الا من خلال عودتهم الآمنة والكريمة الى بلادهم”.

وتابع: “آسف لما شاهدته اليوم واشد على أيدي رؤساء البلديات والاعضاء ونضع أنفسنا في تصرفهم، وأناشد وأطلب من كل القوى الأمنية أن تؤازر هذه البلديات المستحدثة التي تفتقر الى الامكانات الكبيرة لضبط هذه الوضع المرفوض من الجميع”.

وردا على سؤال قال: “يتحمل الأهالي واصحاب العقارات المؤجرة مسؤولية كبيرة لأننا نعرف جيداً عدد الولادات لدى اشقائنا السوريين وتكاثر أعدادهم ونحن على يقين أن عدد السوريين الموجودين على ضفاف النهر في بيت شلالا وكفرحلدا وبساتين العصي لا يعملون كلهم لدى أبناء البلدة، من هنا الدعوة الى التعاون وتضافر الجهود ودعم البلديات وكلنا مسؤولون أهال وبلديات وأجهزة أمنية ونحن أيضا مع الحكومة مجتمعة، كلنا مسؤولون عن تفاقم هذا الوضع وارتدادات النزوح السوري الى منطقة البترون والمناطق اللبنانية كافة. إن هذه الأعداد من السوريين هي بمثابة قنبلة موتوقة لا نعرف مكان انفجارها ولا زمانه”.

واستمع الوزير الخطيب الى مطالب الأهالي للعمل على حماية مجرى نبع دله وضفافه والغواويط أيضاً من منبعه وإقرار وتنفيذ مشروع إقامة حماية له وبأسرع وقت من أجل الحفاظ على ممتلكات الأهالي ومصادر عيشهم.

ثم تفقد أعمال تنفيذ محطة التكرير التي يتم تنفيذها في بساتين العصي.