أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


علا بطرس تدحض بعض النخب بوضعها النقاط عَ الحروف: تبجيلكم للتيار موسمي.. (التفاصيل)

– باسيل اللاعب: راجعوا حساباتكم!

يُحكى أنّه في زيارة لمسؤول حزب يساري عريق لأحد زعماء حزب حركيّ إبان الحرب الأهلية عبّر له الأخير وكان شاباً عن إعجابه بالسلوك المؤسساتي الذي يتحكّم في قواعد اللعبة الداخلية لدى الحزب الزائر، إذ يكفيه أنه عند زيارته لموسكو زمن الإتحاد السوفياتي لا يمكن لقلق أن ينتابه من الإستمرارية لأنّ البدائل متوافرة في حين أنّه بعكسه لا يستطيع مغادرة مقرّه… وبقيت حال الحزبين على هذا المنوال الى اليوم على الرّغم من اغتيال القيادي اليساري واستمرار حزبه من بعده وبقيت المشكلة قائمة عند صاحبها العليم بواقعه والمتقدّم بسنّه!

في السياسة، هذه هي حقيقة عمق الهجوم على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لأنّه أمّن استمرارية نهج الرئيس العماد عون في إرساء التوازن وإدارة مؤسسات الدولة بشفافية، وحوّل التيار الى مؤسسة بعدما زعم من يجتزؤون اليوم أن التيار سينتهي بعد الرئيس المؤسس. فليس من قبيل المصادفة أن يتحرّك جيش الكتروني ب50 الف تغريدة للمطالبة بالتغيير والإصلاح في التيار، إذ يصلح في هذه العقدة النفسية تجاه التيار ما قاله نزار قباني يوماً: “لأنني لا أمسح الغبار عن أحذية القياصرة، لأنني أقاوم الطاعون في مدينتي المحاصرة، لأنّ شعري كلّه حرب على المغول، والتتار والبرابرة، يشتمني الأقزام والجبابرة“!

وفي السياسة أيضاً، خابت آمال أصحاب “الوطنية الملتبسة” بشدّة يوم انتقل جبران باسيل من مهندس التفاهمات الوطنية الى مستوى طموحات الشارع العربي الذي اعتبره بعد خطابه عن القدس في جامعة الدول العربية بأنه “وزير خارجية العرب”. وكانت الخيبة أكثر وطأة يوم نجح في تحريك الدبلوماسية اللبنانية باتجاه عواصم القرار محدثاً تأثيراً واضحاً في “الخروج المشرّف” لكل الأطراف المعنية بأزمة الرئيس الحريري. وبهذا الإنجاز تحوّل باسيل اللاعب player الى مفخرة الرئيس المؤسس والتيار معاً، بعدما عبّر المحيط العربي عن شهادته ببراعة الوزير الشاب ودبلوماسيته المكوكية حيث قيل بأنه لو اعتُمِد أسلوبه لدى دول أخرى في المنطقة لكانت تجنّبت ويلات الحرب العبثية!

ومع السياسة فلنتحدّث قليلاً بالقانون والإلتزامات الدولية.

أين كنا يوم وقّعتم على تفاهم نيسان 1996 حيث نصّت الفقرة 7 على تحقيق سلام شامل في المنطقة واستئناف المفاوضات على أكثر من مسار مع إسرائيل؟

أين كنّا يوم وافقتم على المبادرة العربية للسّلام عام 2002 والتي اعترفت بوجود الدولتين؟

أين كنا يوم حصلت المفاوضات بعد حرب تموز 2006 لاستعادة جثامين المقاومين من اسرائيل ولو عبر طرف ثالث؟ وهل نسيتم القرار 1701 الذي دعا “إسرائيل ولبنان لدعم وقف دائم لإطلاق النار وحلّ بعيد المدى”؟

يبدو أن لغيرنا حقّ احتكار المقاومة والبراغماتية عندما تسنح الفرص، أما التيار الوطني الحر فهو أهل ذمة لأنّه ربّما وريث لميشال شيحا الذي قال يوماً بأن نشوء دولة اسرائيل على حدوده لن يجعله يرتاح يوماً لأنه النموذج النقيض للأحادية!

أين كنتم يوم قامرتم بالقضية الفلسطينية في بيروت ونحرتموها في القدس؟ أبهذه الطريقة حرّرتم فلسطين أم أورثتمونا مأساة لاجئين وشعب بدون أرض وهوية ضائعة؟

يبدو أن تبجيلكم موسمي للتيار الوطني الحر وهذا لا يرخي ثقة دائمة. وقد نسيتم ما قاله الرئيس العماد عون في زيارته الرسمية الى القاهرة يوم صرّح أن حزب الله مقاومة وهو ما زال حاجة لبنانية للدفاع، ونسيتم يوم وقف وزير خارجية لبنان جبران باسيل في جامعة الدول العربية رافضاً اتهام المقاومة بالإرهاب حتى قال فيه السيد حسن نصرالله بأن موقفه شجاع ومسؤول وجريء، ويبدو أن ناسكم أعلم بكم لأنّ العدو لا يدخل الا من عيوبنا!

ونختم بسؤال الى نخبكم ومفكريكم، أيّهما يؤذي إسرائيل أكثر المجاهرة بصياغة شعارات عدم التطبيع أم تكوين رأي عام لبناني عابر للقارات يقف مع الوطن عندما تعتدي إسرائيل؟

أعتقد أنكم سترفعون القبعة لجبران باسيل يوماً...

المصدر: tayyar.org