أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا عن خلفية التصعيد الاخير في لبنان والضغط على محور المقاومة؟ (حسان الحسن)

– يحذر واكيم من إثارة البلبلة والفوضى في البلد، وقد يتولى ذلك، بعض الجهات اللبنانية المرتبطة بالمملكة

-لا يعول على دور إيجابي سعودي في المنطقة وسط هذه الأجواء التصعيدية

حسان الحسن –

إن هذا التصعيد السياسي الذي يشهده لبنان، والذي هو نتيجة ضغط ثلاثي سعودي- أميركي- إسرائيلي على محور المقاومة في المنطقة، بخاصةٍ على إيران ، يأتي كون هذا المحور أسهم بشكل فعال في إفشال “مشروع” تفتيت هذه المنطقة، ويشدد الضغط على ايران ايضا لانها تقدم الدعم للفصائل اليمنية المناوئة “للمملكة”.

فبعد التقدم الميداني الذي حققه ويحققه الجيشان السوري والعراقي، وإقترابهما من الإجهاز عسكرياً على تنظيم “داعش”، بالتالي تضييق الهامش الميداني أمام المحور المعادي للمقاومة، ذهب هذا الفريق الثلاثي الى خيار التصعيد السياسي في وجهها في لبنان، في محاولةٍ لإرباك حزب الله في الداخل اللبناني، من خلال إثارة الفوضى، ومحاولة تأليب الرأي العام ضده، وقد سبق ذلك ، إجبار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الإستقالة من الرياض، بذريعة أن دور “الحزب” في المنطقة يتهدد بضرب العلاقات اللبنانية- العربية، ويسهم في تعزيز دور إيران على حساب الدول العربية، بحسب ما تقول السعودية وحلفائها، ما يؤشر الى أن المنطقة آيلة الى مزيد من الأجواء التصعيدية بين المحورين، على ما يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور جمال واكيم .

كما ويعتبر الدكتور واكيم أن التصعيد المذكور آنفاً، قد يسبق القمة العربية المزمع عقدها في آذار المقبل في الرياض، التي قد تخرج بمصالحة “عربية- إسرائيلية” ، ويلفت الى أن إستبدال مكان إنعقاد القمة من دولة الإمارات العربية الى السعودية، سببه الاعلان لهذه المصالحة المرتقبة من أحدى كبرى الدول العربية اي المملكة العربية السعودية ، ودائما بحسب واكيم .

و ما تشهده الساحة الاقليمية والدولية اعلاميا وديبلوماسيا من غزل السعودي- “إسرائيلي” علني يأتي في هذا الاطار ، كذلك فان التسريبات الصحافية عن حصول لقاءات بين جهات رسمية من كلا الطرفين، خير دليل الى ذلك .

ويحذر واكيم من إثارة البلبلة والفوضى في البلد، وقد يتولى ذلك، بعض الجهات اللبنانية المرتبطة بالمملكة، ويلاقيها في منتصف الطريق، بعض المتطرفين من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطنيين، لإشغال الجيش، وثنيه عن التنسيق مع المقاومة، ويسعى المحور السعودي – الأميركي من وراء ذلك، تحقيق أربعة أهداف في آن معا، محاولة عزل حزب الله في الداخل اللبناني، والضغط عليه في لبنان، لسحب جزء من قواته من سورية وإبعاده عن ميادينها، بطلب أميركي، كذلك إستهداف عهد الرئيس العماد ميشال عون حليف المقاومة، والتمهيد لشن عدوان إسرائيلي على لبنان وسط أجواءٍ من الفوضى، في حل نجحت الجهات المذكورة آنفاً في إحداثها، وفقاً لرأي واكيم .

“ما يدفعنا الى هذا التحليل”، يتابع واكيم ، هو قيام بعض الأطراف اللبنانيين المنضوين في حلف الرابع عشر من آذار بتبرير أسباب إحتجاز السعودية لرئيس الحكومة المقال ” سعودياً ” سعد الحريري، وإجباره على الإستقالة في الرياض، والإنقلاب والتحريض عليه، كالقوات اللبنانية واللواء أشرف ريفي، أي أن الأوضاع في لبنان والمنطقة آيلة نحو التصعيد . ”

في الوقت عينه، يقلل واكيم من احتمال ضربة “إسرائيلية للبنان في المدى المنظور، أو الإنخراط في مغامرة سعودية تستهدف لبنان، بعد إخفاقها في التعاطي في الملف اللبناني، خصوصا بعد قيامها باحتجاز رئيس حكومته، كسابقة منقطعة النظير، وهذا الأمر يدفع “الإسرائيلي” الى الشك بقدرة السعودية، ونجاحها في إدارة ملفات المنطقة، أضف الى ذلك، تعثرها في اليمن وسورية والعراق .

وبالرغم من التناقض الذي كان دائما يطبع الدور السعودي في الموضوع السوري ، حيث كان تارةً يأجج الأوضاع في لبنان، وطوراً يؤدي دوراً تنسيقيا بين أطراف المعارضة السورية ، حسب ما يؤكد مصدر سوري معارض ، حاولت روسيا خلق الية سعودية متوازنة للسير في هذا الموضوع ، لذلك وجدنا ان الرياض ستستضيف بالتنسيق مع موسكو اجتماعاً موسعاً لقوى المعارضة السورية من 22 الى 24 الجاري، قد ينتج عنه الخروج بوفد معارضٍ موحد ٍ، للمشاركة في لقاء سوتشي الشهر المقبل، في حضور كل من روسيا وإيران وتركيا، وقد جاء هذا الاجتماع نتيجة مسعىٍ روسياً، وهناك مصلحة سعودية في ذلك، اي من خلال استضافتها لهذا الاجتماع، ودورها التنسيقي، ما يؤهلها لكي تكون حاضرة في العملية السياسية، ولدى الروس إقتناع راسخ، الاّ حل في سورية، من دون مشاركة الدول المؤثرة في الأزمة، وهي: تركيا، ايران، والسعودية ، وحيث كانت موسكو، دعت في وقتٍ سابق منذ ثلاثة أعوام، الى قيام حلف إقليمي لمكافحة الإرهاب، قوامه كل هذه الدول الى جانب سورية، امتنعت اغلبها عن تلبية ذلك لكي ترسي المهمة على كل من سورية والعراق فقط .

ويختم المصدر بالقول: “لا يعول على دور إيجابي سعودي في المنطقة وسط هذه الأجواء التصعيدية، والاتفاقات الدولية، خصوصاً الاتفاق الأميركي – الروسي خلال قمة ” أبيك ” في فيتنام بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين لحل الأزمة السورية، ونتيجة هذا الاتفاق تتطلب وقتاً لترجمتها على أرض الوقع، اذا يحاول كل طرف شريك في الأزمة، تعزيز حضوره ” في الوقت الراهن، قبل نضوج التسوية المرجوة .”

-الموقع الرسمي للتيار الوطني الحر-