أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الحقيقة الحارقة..كما شمس “تموز” / أمين أبوراشد

ننصح الحريري، عدم النزول الى زواريب استدراجه مذهبياً ليُزايد على…

أخبار عالنار- بعد انتصار تموز 2006، سُئِل سماحة السيد حسن نصرالله في إطلالة تلفزيونية، عن رأيه بكلام نائبٍ، وقف في احتفالٍ جماهيري بالأشرفية، تهجَّم خلاله على المقاومة وأكَّد على لبنان 10452 كلم مربع، والسير على خُطى الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل لتحقيق هذا الحُلم، فأجاب السيد نصرالله بوقارٍ وهدوءٍ ولطفٍ قائلاً: و”نحن أيضاً نلتقي مع الشيخ بشير في هذا الحلم ونسعى لتحقيقه، وبقي علينا تحرير ما بقي محتلاً من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إضافة الى القرى السبع لأنها تدخل ضمن مساحة الـ 10452 كلم مربع”.

يومذاك، لم تكُن جرود عرسال البالغة مساحتها 400 كلم مربع مُحتلَّة، وإذا كان تحرير الأوطان على الطريقة اللبنانية القديمة، يتمّ بالخطابات ومن على طاولات المقاهي وكركرة الأراغيل، أو بالشكاوى الى الأمم المتحدة وإبداء القلق على طريقة الأمين العام السابق “بان كي مون”، فهي ليست “شغلة” المقاومة، لأنها لو اعتُمِدَت، لكانت إسرائيل اليوم في عكار وما كان هناك شيء على الخريطة إسمه لبنان، ولا بقي متر واحد من الـ 10452 أمام زحف الشياطين القادمة من الشرق.

وليس مطلوباً اليوم، من قامات وطنية كبيرة، سواء كانت سياسية أو عسكرية، أن تشرح بتقارير عملانية، ماذا يجري في جرود عرسال، خاصة أن لبنان يواجه عدواً غير تقليدي، طُلِبَ منه الإنسحاب من أرضٍ لبنانية وهو مُصِرٌّ على الذهاب الى الجنَّة مُفجِّراً نفسه، وغايته هي فقط الموت المجاني لينال العدد الأوفر من الحوريات، وليس مطلوباً أيضاً التبرير لأحد ماذا يفعل الجيش والمقاومة على أرضٍ محتلَّة طالما أن بعض زواحف الجحور اعتبروا ما يقوم به أبطال الثغور إستجلاب لحروب الآخرين على أرضنا!

نحنُ في لبنان نُعاني من التُخمة في الديموقراطية وحريَّة التعبير، ونسمح لحفنة من المذهبيين بالتطاول على “رنجر” الجيش اللبناني، ونقبل لإرهابي إسمه “أبو طاقية” مفاوضة شيطان إسمه “أبو مالك التلِّة” بتكليف من رئيس الحكومة اللبنانية، ونُساوي في المواطنة، الخائن والعميل والذليل، مع من حرَّر لبنان عام 2000، وداس عُنق العدوان عام 2006، ويواجه بخيرة شباب لبنان شياطين ذاهبة الى الجنَّة عام 2017..!

الموقف الشخصي للرئيس الحريري مقبول، سواء بإعلانه دعم الجيش، أو بضرورة دحر الإرهاب من جرود عرسال، لكننا ننصح الرئيس الحريري، عدم النزول الى زواريب من يُحاولون استدراجه مذهبياً ليُزايد على المُزايدين، ويكسب رضا شارع انتخابي وبضعة مقاعد في الإنتخابات النيابية المُقبلة، لأن لا قيمة لمقعد نيابي في وطنٍ محتلّ، ولا لكرسي  سراي حكومية في دولةٍ ذليلة، ولا تحرير لوطن وأرضٍ وكرامة شعب، سوى بقطرات دماء طاهرة نزفها وينزفها شباب  من لبنان على صخور عرسال، وعندما نكون في عِزِّ شمس”تموز” الحارقة، لا وقت لدينا لتبرير دور الجيش ودور المقاومة لمن يسكنون ظُلمات الجحور عند  كل استحقاقٍ والسلام…