أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأمن الإستباقي هزّ استراتيجية “الخلايا النائمة” بين النازحين في عرسال…

– خطر أمني مجتمعي متمثل بـ130 الف سوري يقابله 30 الف لبناني… (علا بطرس)

عانت عرسال وهي البلدة الحدودية الواقعة بين لبنان وسوريا على سلسلة جبال لبنان الشرقية من عبء الأزمة السورية في العام 2011، وهي المعروفة بنوعية حجرها وصخورها المستخدمة في تجميل البيوت اللبنانية بات إسمها ملصقاً كملاذ للتنظيمات التكفيرية التي استوطنت في جرودها لا سيّما في “وادي حميّد” أكان “تنظيم الدولة” المعروف ب”داعش” وجبهة “النصرة” و”فتح الشام”، مشكّلة منطلقاً لعمليات إرهابية في لبنان وضدّ الجيش اللبناني باعتداء وحشي وعمليات خطف لضباطه وجنوده ما زال المصير غامضاً بخصوصهم. وقد رفع الصوت العماد عون يوم رفض إلحاق الظّلم بالبلدة معتبراً أنّها تدفع ثمن ما يحصل في المشرق.

 تحوّلت عرسال ضحيّة بعد فصل البلدة عن جرودها التي تشكّل مصدر رزق للمزارعين وفي إقامة مخيّمات للنازحين السوريين قدّروا ب 130 ألفاً في وقت يبلغ عدد الأهالي أو “العراسلة” 30 ألف نسمة فقط ما شكّل خطراً على الإستقرار المجتمعي الى حدّ كبير، والأمني أيضاً بفعل تغلغل الإرهابيين بين الناس واتخاذهم دروعاً بشرية إذا اقتضى الأمر. وقد اعتُمِدت استراتيجية “الخلايا النائمة” من قبل التنظيمات التكفيرية في سوريا والعراق وكانت من أهم أسباب خسارة مناطق بعد سيطرة الجيش عليها لا سيّما في تدمر وغيرها. لذلك شكّلت العملية الإستباقية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني ضد إرهابيين قاطنين في المخيمات خطوة مهمة في إطار مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، حيث يطغى حكماً مفهوم “الأمن القومي” على أي مفهوم آخر بعدما باتت عرسال وأهلها مخطوفة وكأنّها بؤرة منعزلة عن سيادة الدولة.

 وكان ملفتاً أنّه وقبل يوم واحد من بدء عمليّة الجيش اللبناني ضدّ الإرهابيين، زار وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول موفداً من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  عرسال ولقائه مع رئيس وأعضاء بلديتها في التأكيد على أنّ “الدولة لن تكرّر خطأ ما فعلته في الجنوب حيث تركت أهله ربع قرن بل ستقوم بواجباتها في الأمن وستدافع عن عرسال وأن عودة النازحين الى سوريا ستكون قريبة بفعل وجود مناطق مستقرة بالإضافة الى المصالحات الحاصلة وأنّ الحكومة أعطت أولوية لمداخل لبنان في الإنماء”.

 وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد شدّد على أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية وعلى أهمية العمليات الإستباقية لدحر الإرهاب، حيث يبقى التصميم ثابتاً في الدفاع عن كل تراب الوطن وعودة “جرد عرسال” الى سيادة الدولة مسألة بديهيّة.

المصدر: tayyar.org
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)