أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


هجمة أميركية – خليجية مضادة…

في توقيت مشبوه سلّمت الولايات المتحدة الجيش أمس شحنة من الصواريخ الذكية المتطورة الدقيقة الموجهة بالليزر. وأعلنت سفارتها في بيروت في بيان «أن قيمة هذه الصواريخ تقدر بأكثر من 16 مليون دولار، وهي تمثل مكوناً رئيسياً لطائرة A-29 Super Tucano الجديدة التابعة للقوات الجوية اللبنانية». وأكدت أن تسليم هذه الشحنة اليوم يعبّر عن التزام حكومة الولايات المتحدة الثابت والحازم بدعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان». إلا أن السؤال ألم يكن أجدى بواشنطن الضغط على حليفتها «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها اليومية على لبنان بدلاً من تقطير الجيش بمساعدات لا تُسمن ولا تغني من جوع؟

 

إلا أن مصادر عسكرية أشارت لـ«البناء» الى أن «المبلغ المرصود في الكونغرس الاميركي لدعم الجيش مخصص من العام الماضي لكن تسليم بعض الصواريخ والذخيرة تمّ أمس»، وقللت المصادر من الأهمية العسكرية لهذه المساعدات التي تقتصر على صواريخ لا توقف حركة الطيران الحربي الإسرائيلي الى جانب ناقلات جند وعربات مصفحة وتدريب بعض ضباط الجيش في أميركا، موضحة أن «الجيش بحاجة الى سلاح دفاعي جوي لا سيما صواريخ أرض جو لردع سلاح الجو الإسرائيلي، وهذا امتنعت أميركا طوال عقود ماضية عن تزويد الجيش به ولا تسمح للحكومة اللبنانية التزوّد به من دول أخرى».

 

وتساءلت المصادر عن مصير هبة الثلاثة مليارات السعودية لشراء السلاح من فرنسا التي جمدت بقرار أميركي!، مضيفة «حتى الهبة الروسية التي لا تشمل سلاح جو أُلغيت بضغط سعودي أميركي على رئيس الحكومة الماضية».

 

وتوضح المصادر أن «كل المساعدات العسكرية الاميركية التي قدمت للجيش الى الآن لن تجعل منه قوة قادرة على حماية لبنان من دون صواريخ جوية دفاعية بسبب التفوق الجوي الإسرائيلي الذي يستطيع تدمير المدن ومنشآت البنى التحتية وثكنات وقواعد الجيش العسكرية»، متسائلة: «ما هو البديل للدفاع عن لبنان في الوقت الراهن غير سلاح المقاومة؟».

 

وأبدى الخبير العسكري الدكتور هشام جابر استغرابه الشديد لرفض الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي السلاح من إيران القادرة على تزويد الجيش بمنظومة متكاملة من الدفاعات الجوية أس أس 200 أس أس 300 وسام 7 روسية وسينغر موضحاً لـ«البناء» أن «استيراد السلاح من إيران لا يندرج ضمن العقوبات الأميركية، فقوانين العقوبات تمنع تزويد إيران بالسلاح أو بالمال وليس العكس، ما يؤكد بأن رفض المساعدات الإيرانية يخفي قراراً سياسياً يمنع لبنان من ذلك».

 

ودعا العميد جابر الى الاقتداء بدول عدة تتعامل مع إيران وهي حليفة بالوقت نفسه للولايات المتحدة، كالإمارات التي بلغ حجم تبادلها التجاري مع إيران بـ 10 مليارات دولار سنوياً والعراق وتركيا وغيرها، فلماذا مسموح لها ومحرّم على لبنان؟».

-البناء-