–القوات أخّرت بتخاذلها عملية استرداد المسيحيين حقوقهم لسنوات
***
لا يا وزير الاعلام الرياشي، لم يسهى عن بال كاتب مقدمة الـ OTV ان القوات اقدمت على المصالحة مع التيار الوطني الحر، ولكنها فعلتها بعد تأخير دام حوالي العشر سنوات، منذ ال 2005، حيث قام الرئيس عون بزيارة الزنزانة التي كان ما يزال فيها قائد القوات سمير جعجع، طالبا منه “ترك الاحداث الاليمة وراءنا والتي سيعطي رأيه فيها التاريخ”، وداعيا اياه “الى الانصراف سويا لبناء غد افضل لشعبنا”، فجاءه الجواب بعد خروج جعجع من السجن بعفو، بتحالف رباعي سعى لعزل العماد عون الاتي حديثا ال لبنان من المنفى، ولكن المسيحيين قالوا حينها كلمتهم، التي ترجمت في صناديق الاقتراع 70 بالمئة صبّت لصالح “بيّ التحرير”، ليعود الشارع المسيحي ويقول كلمته مجددا في انتخابات ال 2009 وفي مناسبات عدة بعدها، أهمها للتذكير، حين عبّر هذا الشارع عن سخطه على انقلاب القوات، على الاتفاق حول القانون الارثوذكسي، فأهدرتم الوقت الثمين، قبل ان تقتنعوا الا خلاص وطني، او الاصح الا خلاص لكم، من دون وصول العماد عون الى قصر بعبدا، فكانت النتيجة أن أخّرتم بتخاذلكم عملية استرداد المسيحيين حقوقهم، لسنوات .
اما صفات النكران والتكبر التي ذكرها في تغريدته الوزير الرياشي، فهي من شيم القوات، التي انقلبت على اتفاق معراب وبات خصمها الوحيد هو التيار الوطني الحر، بوزرائه ونوابه، ولاحقا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من خلال محاولة ضرب آخر صلاحيات متبقية له، في الدستور وهي الحصة الرئاسية، فعلقتم تشكيل الحكومة لأشهر، لتعودوا وترضوا بالعرض الذي قدّم لكم منذ البداية، وهو مسار تعودنا عليه منكم، فقبل الانتخابات عارضتم خطة الكهرباء لتعودوا وتقبلوا بنفس الخطة في مجلس الوزراء بعد الانتخابات وهكذا دواليك، أما بالنسبة لما جاء في مقدمة الـ OTV ، فكاتب المقدمة كان واضحا حين ركّز على ان القوات لولا القانون النسبي لما حسّنت تمثيلها النيابي وهذا ينطبق على جميع الافرقاء، واولهم نواب سنّة 8 آذار، ولما تمكنت القوات من الحصول على 4 وزراء في الحكومة، بل كانت تقبل بوزير على الاكثر كما كان يعرض عليها في الحكومات السابقة، او ترفض العرض فتبقى خارجاً، وذلك قبل دخول التيار الوطني الحر الى الحكم في الـ 2008، ليعيد التوازن والشراكة الحقيقية بين اللبنانيين، ولانعاش ذاكرة البعض، فإن القانون النسبي حارب التيار بكل قوته من اجله وبالنتيجة تمكن رئيس التيار الوزير جبران باسيل بحنكته وعناده، من فرضه بالتعاون مع بعض الحلفاء، فتغيرت بعد هذا القانون اللعبة السياسية في البلد بأكملها، وانقلبت الموازين، في حين ان القوات لم تسعى الى القانون النسبي، ولعبت دور المتفرج، كما تفعل دائما في الامور المصيرية، التي تمر على الوطن، فتفكر مصلحياً لا وطنياً كيف تكسب النقاط وتحصّل المكاسب ولو على حساب الصالح العام، من دون ان تدفع من كيسها، لأجل الوطن، لبنان.
إذاً في المحصلة، نقول للرياشي ان الـ OTV لم تخطئ حين ذكرت أفضال الرئيس عون على الجميع، وعلى رأسهم القوات اللبنانية، فلتعيدوا حساباتكم ولتتواضعوا.