مرة جديدة سيكون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على موعدٍ مع مواجهة من على منصة الأمم المتحدة التي تنعقد بدورتها الـ 73 مطلع الاسبوع المقبل للبحث في مواضيع أبرزها مكافحة الارهاب ومراجعة استراتيجية لقوات حفظ السلام الدولية وتمويل القوات العاملة في الشرق الاوسط. حيث يتوجّه الرئيس عون الى نيويورك الأحد المقبل، حاملاً معه قضايا لبنان والعرب لا سيما القضية المركزية فلسطين واللاجئين الفلسطينيين وأزمة النزوح السوري في ظل انسحاب استراتيجي تدريجي تنفذه معظم الأنظمة العربية والخليجية من ميادين الصراع العربي الاسرائيلي وتنتقل من التطبيع في السر الى العلن.
وحده ميشال عون الرئيس المسيحي الوحيد في المشرق يحمل قضايا لبنان والعرب والمسلمين متنقلاً في المحافل الدولية والعربية للدفاع عنها، فمواقفه الصارخة في اجتماع الأمم المتحدة العام الماضي لا زالت أصداؤها تُسمع حتى الآن، وكذلك في جامعة الدول العربية وغيرها. أما اليوم فيذهب الى الامم المتحدة وقد قطعت صفقة القرن مرحلة متقدمة بعد الخطوات المتتالية التي اتخذتها إدارة الرئيس الاميركي ترامب في اتجاه تنفيذ مضمون الصفقة من الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» الى نقل السفارة الأميركية من «تل أبيب» الى القدس الى قرار وقف دعمها لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وما ينتج عنه من شطب لحق العودة وتوطينهم في دول اللجوء.
يتوجه رئيس الدولة اللبنانية الى الولايات المتحدة متسلحاً بهذه الموازين الذي تُحسن قراءتها جيداً لمخاطبة رؤساء العالم وحكامه وملوكه ليُعلن بأن لبنان لن يتنازل ولن يوقع ولن يخضع ولن يسير ويلتحق في ركب الصفقات والمشاريع المشبوهة، ولن يقبل بالتوطين تحت عناوين متعددة، ولا بإبقاء النازحين السورين على أراضيه، كما لن ينتظر الحل السياسي في سورية لحل هذه الأزمة.
وإذ يعكف عون ومعاونوه على إعداد الكلمة التي سيلقيها في اجتماع أوسع محفل دولي، فإن كلمته ستكون شاملة وتتضمن مجمل مواقف لبنان من الملفات والقضايا المختلفة على الساحتين الدولية والاقليمية كما الداخلية، بحسب ما قالت مصادر بعبدا لـ«البناء» على أن يعقد عون لقاءات على هامش الاجتماع لا سيما مع الأمين العام للامم المتحدة.
-البناء-