أخبار عالنار- نحن لا نعني محطة تلفزيونية محدَّدة، لكن من حقِّنا أن نُطلق النار، من أقلامٍ نارها لبنانية، ونتساءل: ما هي هذه القيمة المُضافة التي تكتسبها وسيلة إعلامية عندما تستضيف في برنامجٍ حواري، مخلوقاتٍ قادمة الى الشاشة لإملاء ثقافة التعصُّب والجهل ولا مجال للتحاور معها…، لا مجال للتتحاور معها، أيها الإعلام الذي لم يعُد لديك ما تُقدِّمه للناس سوى استجرار السموم وَبَخِّها في مسامعنا، من مُنتحِلي صفة ومنتعلي لِحى، أفكارهم سوداء، وقلوبهم سوداء، وراياتهم سوداء، وإطلالاتهم أشبه بسواد الجنازات وأصواتهم كما طبول الموت!
كل المحطات اللبنانية تسابقت على إستضافة عمر بكري فستق، وداعية الإسلام الشهال، وبلال دقماق، وبعضها جعل من أحمد الأسير “ظاهرة تحررية”، ولا شأن لنا بتقويم إعوجاج محطات تسعى الى “الأكشن”، وتصحُّ تسميتها “إعلام دقماق” ولكن، ما جدوى الحوار مع أمثال هؤلاء وما هي النتيجة سوى “دق الماء..ماء”؟!
نحن لا نُصفِّق لهذا العضو السابق في مجلس الشعب السوري، الذي نَهَض ولَكَمَ بلال دقماق الذي كان استبقه بكوب ماء أخطأه، ولم تُظهر لنا نهاية الفيديو، كيف انتهت “المعركة الحوارية الحضارية”، ولم نسمع صفَّارة الحكم، وتابع مقدِّم البرنامج الحوار مع أحد الضيفين وبذلته مبللة بالماء، ربما لحُفظ ماء وجه المحطة!
وبصرف النظر عن برامج حوارية تُجرى مع أشخاص غير حواريين، يضعونك أمام خيارين: دولة الخلافة أو دولة الخلافة، ما هي القيمة الإسلامية والسياسية والوطنية واللبنانية لأمثال هؤلاء، وما هو حجمهم التمثيلي على الأرض، سوى أن خلف كل واحدٍ منهم بضعة عشرات من المذهبيين المتطرِّفين، مع زمرة من الإرهابيين يحلمون منذ العام 2011 برفع الراية السوداء على مدخل قصر بعبدا؟!
لن نستعيد أمجاد بلد الحرف، ولا قدموس، ولا كل جهابذة الفكر اللبناني، ولن نستعرض إنجازات جيشنا ومقاومتنا في مواجهة شياطين العصر وبلال دقماق منهم، ولسنا في معرض الحديث عن النظام السوري أو عن “ثوار” يدعمهم دقماق وسواه ولكن، آن لهذه الوسائل الإعلامية أن تحترم عقل الناس، وتُقيِّم التطورات الميدانية في المنطقة، وفي الوقت الذي يُقدِم فيه إرهابيو داعش على تفجير أنفسهم إنتحاراً في الموصل بعد تطويقهم، وبدء سقوط أسطورة دولة الخلافة والتخلُّف، وفي الوقت الذي يخوض فيه جيشنا اللبناني ومقاومتنا الشريفة أعنف المعارك مع “فلول الشياطين”، ما هي جدوى استضافة دقماق وسواه من جماعة الرايات السوداء، ونحن في عهدٍ يزهو فيه قصر بعبدا برئيسٍ قائدٍ، وتُرفرف بوجوده ألوان العلم اللبناني في أجمل عرسٍ لبناني يعيشه الوطن بفضل جيشه ومقاومته ودماء شبابه ؟؟؟!!!!