أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


فرنسا التي انقلبت عَ الكنيسة الكاثوليكية بعدائية تائبة ليس عن ايمان بل خوفاً من الوحش

– فرنسا التي باعت المدرسة المارونية في روما  بالمزاد العلني تائبة (OTV)

للمرة الاولى تجري الانتخابات الرئاسية الفرنسية من دون مرشح اشتراكي وللمرة الاولى لا يترشح رئيس فرنسي في الاليزيه لدورة ثانية وللمرة الاولى يخرج كبار من السباق امثال ساركوزي وجوبيه وفالس وللمرة الاولى يكون التنافس بين يمين متطرف مسيحي ويمين محافظ مسيحي وللمرة الاولى يتقدم الخطاب الديني على الخطاب العلماني وللمرة الاولى يكون الارهاب ناخبا اساسيا والعامل الاسلامي محركا سياسياً .

الاكيد انها انتخابات المفاجآت وفيها اقصى اليمين لوبين واقصى اليسار ميلانشون وليس فيها تلامذة شارل ديغول ولا رفاق فرنسوا ميتران .

والاكيد ايضا ان استطلاعات الرأي لا يمكن الركون اليها بعد فشلها الكبير في تقدير نتائج الاستفتاء البريطاني الذي انتهى بخروج لندن من الاتحاد الاوروبي وبعد سقوطها المدوي في انتخابات اميركا التي جاءت بترامب على حساب كلينتون .

الانتخابات الرئاسية الفرنسية هي بالدرجة الاولى انتخابات تصفية الحساب بين الناخبين  والسياسيين الذين دوخوهم واوهموهم وزينوا لهم عودة فرنسا الى الساحة الدولية والشرق اوسطية . اعادوهم الى زمن بونابرت وشارل مارتل وكليمنصو وديغول فاذا بهم امام واترلو متكررة ومستمرة . ازدواجية المعايير وتعدد الوجوه والاقنعة لم تقنع الفرنسيين ان التطرف الاسلامي في مالي ارهابي لمجرد ان مالي تنام على يورانيوم وان التطرف في سوريا ليس إرهابيا لان فرنسا تنام على امجادها في هذه المنطقة وعلى حلم ميسلون وغورو  . داعش في مالي ارهابية وداعش في سوريا جهادية وهو المصطلح الذي دأبت وسائل الاعلام الفرنسية على استعماله وظلت تستخدمه الى اليوم حتى جاء اليوم وصار الارهاب على الابواب لا بل في قلب فرنسا .

فرنسا التي انقلبت ثورتها على الكنيسة الكاثوليكية العام  1779 واخرجت المسيح من حياتها وفصلت الدين عن الدولة بشكل عدائي وفج وباعت المدرسة المارونية في روما  بالمزاد العلني العام 1812 وضيقت على المؤمنين باسم مبادىء العلمنة ومنعت الرئيس الفرنسي ورئيس حكومته والنواب والقضاة من اشهار التزامهم الديني تحت طائلة المحاسبة وفق منطوق قانون 1905 هي نفسها اليوم تعود خائبة تائبة الى الدين لكن ليس عن ايمان او اقتناع بل لان الوحش الذي ربته وغذته ورعته انقلب عليها وراح يزرع الرعب في مدنها والشوارع ولان العلمنة التي ارادتها باريس للاندماج صارت للاحتجاج والحرية قوبلت بالشمولية والمساواة قوبلت بالمعاداة .

france-catholic

بعد ساعات تظهر الصناديق من اختار الفرنسيون  ومن بقي في الغربال بانتظار 7 ايار الفرنسي

وبانتظار 15 ايار اللبناني لا يزال القانون العتيد للانتخاب يدور حول نفسه كالهنود الحمر وتٌطلق من حوله الصيحات والولولات . يقدمون اقتراحات كثيرة والمطلوب واحد والتأهيلي مرفوض من المفتي دريان والمخرج ممكن بنظر البطريرك الراعي وهو الستين وكفى اللبنانيين شر التمديد والفراغ لكن البداية من فرنسا.

المصدر: مقدمة نشرة الأخبار المسائية لقناة الـ”OTV”