أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


حِلُّوا عن جبران باسيل..


تكرهون جبران باسيل لأنه صادق في بَوحِه، ولا يُهادن في الحق (أمين أبوراشد)

نروي حكاية واحدة، تكفي للتعريف بأداء الوزير جبران باسيل قبل استلامه وزارة الخارجية : قرَّر بين عامي 2013 و 2014 بصفته وزير طاقة، أن “يسقف” نهر بيروت للإستفادة من الطاقة الشمسية، في نفس الوقت الذي أعلن فيه رئيس لجنة الطاقة النيابية محمد قباني تشكيل هيئة طوارىء لمواجهة الشحّ بالمياه. نفَّذ جبران باسيل ما وعد به بثُلثي الكلفة، وانتهى محمد قباني بتوصية أن يتمّ استيراد المياه عبر البواخر من تركيا بكلفة شهرية قدرها 3 ملايين دولار!
وإذا كان استهداف باسيل بصفته وزير طاقة ومعه كل وزراء الطاقة في التيار الوطني الحر، فإننا نذكِّر للمرة الأخيرة الفريق السياسي للنائب السابق محمد قباني، أن المرحوم الرئيس الحريري أقال الوزير المرحوم جورج افرام، لأن افرام اقترح خطة كهرباء منذ عقود، كانت جنَّبت لبنان كل الخسائر في قطاع الكهرباء، لكن منطق الصفقات الحريرية يبني ثروات ولا يبني دولة. 
ومن وزارة الى أخرى وصولاً الى النيابة، حقدوا على جبران باسيل لأنه يعمل 20 / 24 في اليوم، لا يهدأ ولا يستكين، ونستطيع أن نروي عشرات الحكايات عن حربهم عليه، منذ طالب بالمُناصفة في وظائف الدولة، مروراً بالإنتصارات التي حققها في قانون الإنتخاب، وسحب النواب المسيحيين من جيب الرئيس سعد الحريري وسلَّة النائب السابق وليد جنبلاط، وبات مؤخراً المهندس جبران باسيل مكروهاً لأنه يُهندس الحكومات!
وكي نختصر للقارىء، نقول أن آخر الهجومات على جبران باسيل وصلت الى مؤتمر “دافوس”، لكن الرجل مستهدف خارجياً منذ اعتلى كرسي وزارة الخارجية، واعتلى المنابر الإقليمية والدولية في القِمَم والمؤتمرات صادحاً بإسم المقاومة، ورافضاً للتوطين الفلسطيني ومؤامرة دمج اللاجئين السوريين في الدول المُضيفة، وتم تخوينه من “جماعة 14 الشهر” عندما طالب بوقف تدفُّق النازحين حرصاً منه على تدارك الكارثة التي نعيشها اليوم أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وارتكب الخطيئة المميتة عندما قرر الذهاب الى سوريا لبحث موضوع إعادتهم الى بلادهم.
تكرهون جبران باسيل لأنه صادق في بَوحِه، ولا يُهادن في الحق وخطابه استفزازي، لكنه بانتظار ورود إسمه على لائحة العقوبات الأميركية – مع وقف التنفيذ حالياً – نقول أن  جبران باسيل – حماه الله – هو الشهيد الحيّ للمقاومة، ترك لكم المقعد الوزاري، لكنه لن يُسلِّمكم مفتاح السراي ولا مفتاح تشكيل أية حكومة بدونه وبدون كتلته الوازنة، واستمروا في حقدكم المذهبي والسياسي عليه، وسيبقى بنظرنا مسيحي مشرقي لبناني بِسَمنَة، وسواه من عملاء أميركا والخليج بِزَيت، تماماً كما تتعاطى دار الفتوى مع رؤساء الحكومات بحيث لديها ناس بسمنة وناس بزيت واعذروا صراحتنا والسلام …