أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


التيار العلماني الأقوى! (كريستوف أبي خليل)

– التيار جسر تلاقي الطوائف والمذاهب.. وأكثر من ٤٥٠٠ بطاقة من غير المسيحيين

***

هو التيار العلماني، المنادي الأول بالدولة المدنية، صاحب شعار “لبنان أكبر من أن يُبلَع وأصغر من أن يقسَّم” في الحقبة الماضية. وشعار “ما في نوى إلا سوا” في الحقبة الجديدة.

منذ سنة ١٩٨٨ والحالة العونية لم تميّز بين طائفة أو مذهب بل جمعت كل اللبنانيين على هدف واحد وقضية واحدة وفكر واحد: حرية، سيادة، إستقلال.

منذ ذلك الوقت كان طموح العماد عون بناء دولة مدنيّة من خلال مد جسور التواصل بين الجميع وتنظيم الأدوار بالتساوي ولكن بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني أو ما يعرف باتفاق الطائف تم الإطاحة بالدولة المدنية ومفهومها بشكل شبه كامل واكتمل ذلك مع نفي العماد عون إلى فرنسا. فتحول نظامنا من ديمقراطي، إلى ديمقراطي توافقي، طائفي بامتياز. فتهمشت فئات معينة من المجتمع.

لكن ميشال عون لم يستسلم. فكان التيار الوطني الحر في جميع مواقفه عابراً للطوائف والأديان مطالباً بحقوق الجميع حفاظاً على الميثاقية والمناصفة الفعلية. وكانت مواقف التيار دليل انفتاحه من خلال دعمه الدائم لأبناء مختلف الطوائف.

فقد دعم التيار أبناء الطائفة السنية ووقف بجانبهم بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري سنة ٢٠٠٥. كما لعب التيار الوطني الحر وتحديداً الرئيس عون والوزير باسيل دوراً اساسياً لحل الأزمة الموقتة التي مر بها رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية سنة ٢٠١٧ وأعادا الإعتبار للموقع السني الأول في الدولة ألا وهو رئاسة الحكومة.

من جهة أخرى، لايزال مطبوعاً بأذهان اللبنانيين دعم التيار لأبناء الطائفة الشيعية خلال عدوان تموز ٢٠٠٦ الذي شنته اسرائيل على لبنان عقب تفاهم بين الطرفين كرّس السلام والإستقرار. تلا ذلك دعم التيار للموقف الشيعي إبّان فقدان حكومة السنيورة لميثاقيتها بعد استقالة الوزراء الشيعة منها. فبرز التيار كأشد المعارضين والمطالبين باستقالة الحكومة.

وكما كان التيار محافظاً على حقوق الطائفتين السنية والشيعية… فكذلك المسيحية. فكان إصرار التيار على منع تهميش المسيحيين في الدولة أكان ذلك في التمثيل السياسي أو في توزيع الوظائف. فكانت المطالبة بإقرار قانون اللقاء الأورتودكسي الذي يكرس المناصفة الفعلية والتمثيل الحقيقي لكل مكونات المجتمع ولكنه لم يبصر النور جراء معارضة بعض المتضررين السياسيين.

ثم كان التفاهم مع القوات اللبنانية وإعلان ورقة النوايا التي تلاها اتفاق معراب سنة ٢٠١٦.

لم يكتفي التيار بدعم جميع فئات المجتمع، بل أصرّ على تمثيل جميع الأطراف داخل كل طائفة لو مهما صغر حجمهم. فكان القانون النسبي الذي أصرّ عليه التيار والرئيس عون الذي رفض بدوره التمديد للمجلس النيابي او المراوحة للسير بقانون الستين.

ميشال عون الرئيس يمثلّ اليوم جسر العبور بين جميع اللبنانيين، بين ٨ و ١٤ آذار، بين الطوائف والمذاهب.
التيار الوطني الحر قَبِل وتقبّل الجميع بكل عوراتهم وخيانتهم وعمالتهم، من دون نسيان فسادهم الذي ما زال يحاربه حتى اليوم، ومَسك بأيادي الجميع وحملهم لبناء دولةٍ تؤمّن حقوق جميع الأطراف وتصونها.

التيار الوطني الحر الذي يمتلك أكثر من ٤٥٠٠ بطاقة حزبية لطوائف غير مسيحية ليس تياراً طائفياً. من يطالب بتطبيق الميثاق الذي يحافظ على الوجود والتنوع لا يقال عنه طائفي.

يتهمون التيار عشوائياً بالطائفية. أما الحقيقة فهي أن شعبوية هؤلاء وطائفيتهم التي يستخدمونها لشد عصب الشارع هي التي أفسدت البلد وأفلسته وقتلته.

ولكن لبنان سيقوم ومسيرة التيار ستستمر رغم الطريق الوعر والصعب لتحقيق أفكار آمنت بها أجيال هدفها الوصول إلى دولة مدنية فعليّة تؤمّن حقوق الجميع، وتحافظ على الشراكة والتنوّع والعيش المشترك.

فلربما يأتي يوم ويدرك فيه الجميع أن التيار الوطني الحر كان ولا يزال وسيبقى كما دائماً التيار العلماني الأقوى.