أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إيران تحمي نفسها بقوتها الذاتية وتلجم راعي البقر الاميركي من التصرفات الجنونية (نسيم بو سمرا)

واشنطن استغلت اسقاط طائرتها الباهظة الثمن لتوريط دول الخليج الغبية بصفقات اسلحة جديدة

***

غداة عملية إسقاط الحرس الثوري الايراني لطائرة تجسسية أميركية متطورة للغاية، بمنظومة صاروخية إيرانية الصنع، وتراجع الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الرد بتوجيه ضربة لأهداف محددة في إيران، بحسب ادعائه، توحي كل المؤشرات ان لا ضربة اميركية كانت ستحصل بل مجرد مواقف استيعابية متدرجة للمفاجأة التي احدثتها ايران في اسقاط الطائرة، فضلا عن كشف بعض المحللين ان واشنطن استغلت هذه الضربة وضحّت ب 120 مليون دولار، هو ثمن الطائرة الاميركية الباهظ، لتوريط دول الخليج الغبية بصفقات اسلحة جديدة بمئات مليارات الدولارات، نتيجة عامل الخوف من إيران والذي يؤججه البنتاغون لدى العرب، في حين لم يتوقع أهم الخبراء الاستراتيجيين في الغرب، ان تقدم ايران بهذه السرعة على استهداف مباشر للمصالح الاميركية في المنطقة، بعدما قامت بتوجيه ضربات بالواسطة الى حلفاء أميركا، في العراق.

فوتيرة التطورات في الشهرين الأخيرين كانت أسرع مما قدّرت جهات استخبارية في الغرب، وذلك نتيجة الضغط الكبير الممارس على إيران، في السنة الاخيرة، من ضرب ترامب للاتفاق النووي وفرضه عقوبات اقتصادية موجعة لإيران ولكن ليست قاتلة، اما إيران التي تبرع في لعبة عض الاصابع، فضلا عن ان لا شيئ تخسره وهي تلعب في منطقتها الحيوية، ترفع باستراتيجيتها المتبعة، التحديات امام القوات الاميركية البعيدة عن قواعدها، اما اسرائيل فبعكس التجييش في الاشهر الماضية وتشجيعها الادارة الاميركية بشن حرب واسعة على ايران، التزمت الصمت بعد الصدمة التي تلقتها باسقاط طائرة التجسس الاميركية، ويدرك جنرالات الحرب الاسرائيليون ان هذه الطائرة تفوق بطبيعة الحال تكنولوجيا، ما تملكه اسرائيل، من طائرات مسيرة، مع الاشارة الى ان منظومة الصواريخ التي استهدفت بنجاح الطائرة الاميركية، هي إيرانية الصنع، كما ان ​طهران​ ليست بحاجة لصناعة طائرات مسيرة شبيهة بالأميركية لان لديها القدرة على تصميم وصناعة طائرات متطورة ايرانية بجهود ذاتية، إذا يمكنها بدورها شن عمليات تجسس بواسطة الطائرات المسيرة فوق اسرائيل، كما استهداف القواعد الاسرائيلية من خلال الجبهة المفتوحة في الجولان وجبل الشيخ، في حال قررت طهران التصعيد في المنطقة لتخفيف الضغط عنها، وقد أفادت صحيفىة معاريف الاسرائيلية اليوم في تقرير ان إسرائيل تتهيأ لاحتمال عمليات إيرانية ضدها، ولا تستبعدها.

إذا وفي ظل المعادلات المفروضة في المنطقة على وقع إيراني، لا حرب وشيكة كما لا مفاوضات في المدى القريب وحتى المتوسط، بين ايران والولايات المتحدة، ومعادلة الردع التي فرضتها المقاومة في لبنان، والتي حالت دون شنّ العدو الاسرائيلي اعتداءات على لبنان منذ 2006، هي نفسها تستخدمها إيران ضد الولايات المتحدة، فتمنع ذهاب المنطقة الى حرب شاملة، وإلا لما كان ترامب تردد في شن ضربات ضد ايران لا بل كان شنّ حربا شاملة، لكن حين نجمع البراغماتية الاميركية والواقعية الايرانية، نصل الى هذه النتيجة الأفضل لكل شعوب المنطقة، وبالتالي إيران تحمي نفسها بقوتها الذاتية كما  تردع راعي البقر الاميركي من التصرفات الجنونية في المنطقة.